أتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم قوات المخلوع صالح والحوثي والى جانبهما تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باستخدام الألغام أرضية المضادة للأفراد المحظورة في اليمن. وأكدت المنظمة في تقرير صادر عنها اليوم – نشر على موقع المنظمة - أن الألغام التي تستخدمها المليشيات الإنقلابية تسبَب في وقوع العديد من الضحايا المدنيين، وأعاق العودة الآمنة للمدنيين النازحين بسبب القتال، مشددة على ضرورة توقف الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح فورا عن استخدام هذه الأسلحة والالتزام ب "اتفاقية حظر الألغام" للعام 1997، التي انضم إليها اليمن عام 1998 وأضاف تقرير المنظمة أن الألغام تسببت في قتل وتشويه مئات المدنيين، وعطلت الحياة المدنية في المناطق المتضررة. تُشكّل الألغام الأرضية تهديدا للمدنيين بعد انتهاء الصراع بوقت طويل. قال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش: "دأبت قوات الحوثي وصالح على خرق الحظر المفروض على استخدام الألغام الأرضية على حساب المدنيين اليمنيين. حظر اليمن الألغام المضادة للأفراد منذ قرابة عقدين من الزمن، ولا ينبغي للسلطات أن تتسامح مع استخدامها". وأكدت هيومن رايتس ووتش إن استخدام قوات الحوثي وصالح للألغام الأرضية المضادة للأفراد ينتهك قوانين الحرب، وإن الأفراد المتورطين يرتكبون جرائم حرب. استخدمت قوات الحوثي وصالح أيضا الألغام المضادة للمركبات بشكل عشوائي في انتهاك لقوانين الحرب، ولم تتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين. وقالت هيومن رايتس ووتش إن على سلطات الحوثي وصالح أن تتخذ خطوات فورية لضمان توقف القوات التابعة لها عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، وتدمير أي ألغام مضادة للأفراد تمتلكها، وإنزال العقاب المناسب بكل من يستخدم هذه الأسلحة العشوائية. وأوضح تقرير هيومن رايتس أن قوات الحوثي وصالح ليست الطرف الوحيد الذي استخدم ألغاما أرضية في النزاع اليمني ولكن "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" استخدم أيضا ألغاما أرضية، ولا سيما الألغام المرتجلة. بعد أن استولت قوات التحالف بقيادة السعودية على مدينة المكلا الساحلية الشرقية من تنظيم القاعدة في أبريل 2016، عثر على مخزونات كبيرة من المتفجرات، منها 116 لغما مضادا للأفراد في حضرموت يُعتقد أنها للجماعة المسلحة. الجدير بالذكر أن منظمة هيومن رايتس ووتش قامت بتوثيق عدد كبير من الحالات التي تعرضت لبتر أطرافها بسبب الألغام التي تزرعها المليشيات الإنقلابية من المناطق التي تنسحب منها.