كشف مصدر طبي في مستشفى الجمهوري بصنعاء عن وصول نحو 200 حالة اشتباه بوباء الكوليرا، الذي بدأ ينتشر كالهشيم على وقع غرق العاصمة في مخلفات القمامة. وأشار المصدر لصحيفة "السياسة الكويتة" إلى إن حالة من الرعب تسيطر على المواطنين، كونها المرة الأولى التي تبلغ فيها حالات الاشتباه هذا العدد، مشيراً إلى أن ما يفاقم الوضع هو عدم قدرة المستشفيات على مواجهة هذه المرحلة لأسباب عدة، أبرزها سيطرة الميليشيات عليها التي تعطي الأولوية لمقاتليها. من جهته، أكد الطبيب محمد الصغير طاهر أن انتشار القمامة بهذا الشكل غير المسبوق يمهد لكارثة صحية وإنسانية، داعياً الجميع للتكاتف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأضاف "صحيح أن وباء مثل الكوليرا يزيد انتشاره في المجتمعات الفقيرة ومناطق الحروب، بسبب عدم الاهتمام بمياه الصرف الصحي والقمامة، لكن لا يوجد أي مبرر لأن تغرق صنعاء بالقمامة، فانتشار القمامة بهذا الشكل هو تمكين الوباء من صحة اليمنيين". وفي ذات الصعيد.. تبدو سلطات الانقلابيين في صنعاء، عاجزة عن رفع الكارثة البيئية، رغم المناشدات المتكررة للسكان والأهالي. وقال أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة أمين جمعان، المُعين من قبل الحوثيين وقوات صالح، إن عمال النظافة توقفوا عن أعمالهم جراء تنصل وزارة المالية والبنك المركزي من صرف رواتبهم. ونقلت وكالة «خبر» التابعة لحزب صالح عن جمعان قوله، إن «الحكومة ألزمت أمانة العاصمة بتوريد كل الإيرادات إلى البنك المركزي على أساس أن تقوم الدولة المتمثلة بوزارة المالية والبنك المركزي بصرف المرتبات». وحمّل جمعان المسؤولية من تسبب في عدم صرف الرواتب، في إشارة إلى سلطات جماعة الحوثي والمخلوع، التي تسيطر على العاصمة صنعاء، منذ أواخر العام 2014. وتتبادل سلطات الانقلاب بصنعاء الاتهامات بشأن سبب عدم صرف مرتبات عمال النظافة، وسط تحذيرات الاهالي من كارثة بيئية غير مسبوقة قد تحل على العاصمة.