خرج مئات الآلاف من اليمنيين في مسيرات حاشدة بعدد من المدن اليمنية اليوم الأربعاء رفضا لمحاولة إحياء المبادرة الخليجية التي يعتبرونها محاولة لإنقاذ لنظام صالح المتهالك. وردد المتظاهرون الذين جابوا شوارع تعزوالبيضاء والضالع وسيئون هتافات منها "لن نتراجع أو نخاف .. حتى تحقيق الأهداف، لا عداوة لا انتقام .. ثورتنا ثورة سلام"، كما رفع المشاركون في المسيرات الحاشدة لافتات تطالب بسرعة تشكيل المجلس الانتقالي، ونددوا بإحياء المبادرة الخليجية، رافضين محاولات الخارج إنقاذ النظام المتهالك بالمبادرات. وطالب المتظاهرون دول الخليج والمجتمع الدولي اتخاذ قرار حاسم ومبدئي يضمن لهم ثقة الشعب اليمني الذي حسم خياره وأسقط هذا النظام الفاسد، بدلا من المبادرات الرامية لإيجاد مخارج للنظام ورموزه. وندد المتظاهرون في مدينة تعز بجرائم الأمن المركزي والحرس الجمهوري المتواصلة بحق ساحة الإعتصام والأحياء السكنية المجاورة التي تتعرض يوميا ولأكثر من أسبوعين لقصف مدفعي، كعقاب لأبناء هذه المدينة المسلمة التي أفشلت على بقايا النظام مخططاتهم الرامية لإغراق المدينة في الفوضى والعنف. وطالب المشاركون في المسيرة الحاشدة التي جابت شوارع المدينة صباح الأربعاء بمحاكمة مدير أمن تعز عبد الله قيران وقائد الحرس الجمهوري مراد العوبلي وقائد معسكر خالد بن الوليد جبران الحاشدي جراء ما اقترفوه من جرائم بحق المدنيين في تعز. كما شهدت مدينة رداع عاصمة محافظة البيضاء ومدينة سيئون بحضرموت مسيرات حاشدة طالبت بمجلس انتقالي، وإسقاط بقايا رموز النظام. وفي محافظة الضالع شهدت مدينة قعطبة اليوم الأربعاء مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها الآلاف من أبناء المديرية للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي ومحاكمة من يقتلون أبناء الشعب اليمني في صنعاءوتعز وزنجبار وعمران. وجابت المسيرة شوارع المدينة وهي تردد الهتافات والشعارات المطالبة بسرعة حسم ما تبقى من مراحل الثورة. وأكد شباب الثورة بقعطبة دعمهم الكامل لمطالب اللجنة التنظيمية للثورة السلمية بسرعة تشكيل مجلس انتقالي يقوم باستكمال أهداف الثورة. كما أكدوا في بيان صادر عنهم، مضيهم في طريق الثورة حتى تحقيق جميع أهدافها النبيلة، ولن بثنيهم في سبيل ذلك إرجاف المرجفين ولا تآمر المتآمرين ولا نار ورصاص وزنازين المستبدين، متمسكين بالمبدأ والنهج السلمي الذي بدأو به ثورتهم ومعهم أحرار اليمن في الجنوب والشمال وفي الشرق وفي الغرب مهما حالت بقايا فلول نظام الاستبداد جرهم إلى مربع العنف والفوضى، وذلك لأنهم وبحسب البيان يؤمنون تمام الإيمان أن السلم سلاح أصحاب الحق والحجة وأن العنف والقتل والدمار سلاح الظالمين المعتدين، وأن الحق أبقى والظلم إلى زوال". وقال البيان: "إن مرور الوقت لا يزيد عزائمهم إلا مضاء وإصرارا للوصول على مبتغاهم لعلمهم أن استنشاق عبير الحرية يزيل ملل الانتظار ويستحق ركوب الأخطار وفي سبيله ترخص الأرواح والأموال". وأكد ثوار قعطبة إصرارهم على السير قدما في سبيل خير ونماء وحرية الشعب اليمني، والمضي على طريق الثورة والتغيير وقلع نظام الفساد والاستبداد من جذوره والعزم على بناء يمن جديد حر مزدهر يتسع لكل أبنائه. وجدد شباب الثورة بقعطبة دعوتهم لكل أبناء المحافظة ممن لم يلحقوا بالركب الثوري الميمون من العقلاء والفضلاء والذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الشباب أن يلحقوا بالقافلة وأن يحوزوا شرف الانضمام على ركب التغيير المنتصر بإذن الله تعالي.