انتحرت امرأة أربعينية بمحافظة إب الاثنين الفائت مع ابنتيها بجرعة "سم" قاتلة للتخلص من حياة الفقر والعوز بعد تردي الأوضاع المعيشية للأسرة. مصادر محلية أفادت بأن أم تدعى (م أ) أقدمت على الإنتحار مع ابنتيها أريج 9 سنوات وأيمان 12 عام نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية للأم وابنتيها بقرية بيت العميسي بعزلة جبل حجاج بمديرية السدة. المصادر قالت بأن الزوج تخلي قبل أكثر من عام عن زوجته وبناته والذين كانوا يسكنون في العاصمة صنعاء ، فيما رفض الأب استقبال ابنته مع أريج وايمان واشترط ارجاع البنات للأب ، غير أن الأم رفضت واضطرت بعد ذلك للإنتقال إلى القرية وظلت قرابة عام تعاني الفقر والعوز وقلة الحيلة. ومنذ يومين غابت الأم وبناتها عن القرية ولم يعد لهن من أثر وهو ما دفع جيرانها للتساؤلات المتعددة واضطر الأهالي بعد ذلك لكسر أبواب المنزل ليجدوا الأم وبناتها قد فارقن الحياة وبقايا مادة سمية. وشيع الأهالي يوم أمس جثامين الأم 40 عاما مع ابنتيها الي مثواهن الأخير بعزلة جبل حجاج بمديرية السدة شرق محافظة إب. وحسب الناشط الحقوقي نعمان صالح العنسي أن الأم وابنتيها عانين حياة بؤس وفقر وعوز وقسوة في معاملة الزوج مما جعل الأم وابنتيها يتخلصن من حياتهن التعيسة بكأس "سم" قاتل أدى الي وفاتهن. وكتب الناشط الحقوقي العنسي على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الانتحار المشروع ضد الفاقة والجوع، أم اربعينيه تسدل الستار على مرحلة العفة والكرامة مع إبنتيها (إيمان وأريج) منتصرة لنفسها وبنتيها من حياة البؤس والشقاء ,متقاسمة مع بنتيها كأس السم الناقع والمنقذ النافع . وقال العنسي : مرحلة شظف العيش وقسوة الأب وضياع الزوج ,افترسها شبح الفقر وتناساها الزوج وأهملها الاب مثلث برمودا القاتل صانع المأساة. وأشار: ماتت العفيفة الطاهرة مرفرفة بجناحيها (بنتيها) الى ربها مهاجرة تركها والدها تتدثر بثوب الجوع وتلتحف عباءة الفقر ، وجعل من الريف مسكنها رغم انها مدنية المولد والنشأة وهددها بتسليم بنتيها للزوج الفاشل ان لم ترغب في بيت الريف فاستقرت في منفاها مقابل البقاء مضيفا :عاشت عفيفة طاهرة لا تسأل الناس إلحافا لكنها لم تجد من يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة إلا البعض من اهلها الذين شاطروها همومها واحزانها. وختم حديثه بالقول : استغنت بكرامتها ومرؤتها عن اللجوء للناس يا للأسف ماتت قيمنا واخلاقنا في شهر الرحمة والانفاق تحدث مثل هذه الفاجعة. وتأتي هذه الفاجعة يعد أيام من انتحار اثنين من أبناء مديرية حزم العدين شنقا بحادثيين منفصلين نتيجة تردي الأوضاع الإقتصادية ، وانتحار ضابط رفيع بالجيش من أبناء مديرية النادرة شرق محافظة إب نتيجة تدهور وضعه المعيشي لتوقف مرتبه منذ 8 أشهر.