تزامناً مع زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية "جيفري فيلتمان" للعاصمة صنعاء، شهدت عدد من المدن اليمنية تظاهرات حاشدة اليوم الأربعاء للمطالبة بالتصعيد والحسم الثوري ورفضا للوصاية الأجنبية على الثورة اليمنية. في الوقت الذي دعت فيه اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية الشبابية السلمية اليمنيين بمختلف المدن اليمنية للاحتشاد بالملايين في جمعة "الإرادة الثورية". وحذر المتظاهرون الذين جابت مسيراتهم الحاشدة شوارع تعزوإب والضالع وحجة وسيئون ومدن أخرى من أي تسويات سياسية من شأنها إجهاض ثورة التغيير السلمية وعرقلة تحقيق بقية أهدافها ومطالبها في إسقاط بقايا رموز النظام وترحيل ومحاكمة أقاربه، الممسكون بزمام الأجهزة الأمنية الهامة في الدولة. وجاب مئات الآلاف شوارع مدينة تعز في مسيرة حاشدة نددت صباح اليوم بالتدخل الخارجي، وطالبت بشرعة تشكيل مجلس انتقالي ورحيل من تبقى من فلول النظام، وإقالة ومحاكمة مدير الأمن العميد عبد الله قيران. كما شهدت مدينة تعز حملة نسائية لتنظيف شوارع المدينة. وفي محافظة الضالع شهدت مديرية قعطبة مهرجان ومسيرة حاشدة للمطالبة بالتصعيد والحسم الثوري لتحقيق بقية أهداف الثورة ومحاكمة رموز وبقايا النظام، كما شهدت مدينة سيئون بحضرموت مسيرة مماثلة. وحذر المتظاهرون في الضالع من أي سويات سياسية أو مبادرات خارجية لا تحقق أهداف الثورة كاملة غير منقوصة، مؤكدين بأنه لا صوت يعلو فوق صوت شرعية الثورة. وأن أي حوارات مع بقايا النظام تعتبر فاقدة للشرعية التي كانت تستمده من نظام سقطن شرعيته منذ انطلاق ثورة التغيير السلمية في فبراير الماضي. وفي مدينة إب انطلقت صباح اليوم مسيرة حاشدة من ساحة خليج الحرية مطالبة بسرعة تفعيل الانتقال المتكامل للسلطة وبمحاسبة أركان النظام البائد ورحيل من تبقى منهم. وردد المتظاهرون في المسيرة التي جابت شوارع المحافظة هتافات تطالب بسرعة تشكيل مجلس انتقالي ومحاسبة المتلاعبين بالخدمات الأساسية كعقاب جماعي لأبناء الشعب اليمني ومتابعة تحقيق كافة أهداف الثورة, كما رفعوا لافتات تؤكد على ذات المطالب. وتعرضت المسيرة الجماهيرية عند مرورها من أمام بوابة ديوان عام المحافظة لإطلاق نار من قبل جنود الحرس الجمهوري المرابطين في حراسة المبنى، ولكن ذلك لم يؤثر على سير المسيرة التي واصلت طريقها عبر شارع العدين عائدة إلى ساحة خليج الحرية بمدينة إب، وفقا لمراسل الصحوة نت "محمد القيري". كما هتف الثوار وعبروا عن استيائهم من الأزمة المعيشية الخانقة وانقطاع الكهرباء وعدم توفر الخدمات الأساسية للحياة. وتساءلوا عن مصير المعونة النفطية السعودية, منددين في السياق ذاته بالأعمال البلطجية والتخريبية وإقلاق الأمن والسكينة العامة من قبل بقايا النظام خصوصا في بعض المحافظات كما يحدث في أبين ولحج وتعز. وأفاد مصدر بالحرس الجمهوري بالمحافظة أن احد الأشخاص استفزازهم أثناء مرور المسيرة أمام مبنى المحافظة، ما أدى إلى إطلاق نار في الهواء لتفريق المتظاهرين ليسهل القبض على الشخص المذكور. من جهته قال مصدر في اللجنة التنظيمية لاعتصام ساحة الحرية باب أن لجنة النظام قامت على الفور بمتابعة المندس وسيتم القبض عليه والتحقيق معه لمعرفة الجهة التي أرسلته للقيام بمثل هذه الأعمال. وأضاف المصدر إن ساحات الاعتصام لا تخلوا من مثل تلك العناصر المغرضة التي لم ولن تؤثر على مسار الثورة السلمية. وفي محافظة حجة، شيع الآلاف الشهيد "عبد الحميد الحزيف"، الذي استشهد في جمعة الفرصة الأخيرة على يد أحد رجال الأمن بنقطة الأمان التابعة لمديرية نجرة أثناء توجه مسيرة حاشدة من مديرية حجة إلى ساحة التغيير. وعقب التشييع، جابت مسيرة جماهيرية حاشدة شوارع المدينة مطالبة بمحاكمة القتلة والمجرمين الذين سفكوا دماء شباب الثورة الذين طالبو بإسقاط النظام. كما طالب المتظاهرون بسرعة تشييع ما تبقى من النظام الصالحي وتشكيل مجلس انتقالي فورا، مؤكدين بقائهم في الساحات حتى تتحقق كل أهداف الثورة السلمية. بموكب جنائزي مهيب شيعت محافظة حجة ظهر اليوم الشهيد عبد الحميد الحزيف إلى مثواه الأخير بمنطقة الغرابي بالمدينة وشارك في التشيع الآلاف من المتظاهرين في ساحة الحرية بحورة وأبناء مدنية حجة . إلى ذلك عبر والد الشهيد "الحزيف" عن اعتزازه باستشهاد ولده "عبدالحميد"، الذي عد استشهاده بمثابة وساما على صدر أهله وأبناء منطقته ومديريته ووطنه الحبيب، حيث قدم روحه رخيصة من أجل أن يعيش اليمنيين حياة كريمة وآمنة. وأكد الحزيف أن دم ابنه وكل شهداء الثورة أمانة في أعناق شباب الثورة للسير على دربه ونحو الأهداف الواضحة التي مضى عليها كل الشهداء وقدموا أنفسهم رخيصة فداءا لهذا الوطن.