حاول الإنقلابيون اطفاء شعلة ثورة سبتمبر 1962 المجيدة في عامها الخامس والخمسون فانتفض أحفاد الزبيري وعبد المغني والنعمان في ربوع اليمن وخارجها لإقاد شعلة سبتمبر على قمم الجبال وأسطح المنازل بعد اشعال جذوتها في وجدانهم ، وصدحت حناجرهم تهتف في أنحاء المعمورة " دمت ياسبتمبر التاريخ يارمز النضال " ليدرك الإماميون الجدد أن الشعب اليمني لن يتخلى عن ثورتهم ومبادئها العظيمة وسيقدمون الغالي والنفيس لحمايتهما من الدخلاء كما قدم أجدادهم مهجهم وأنفسهم في اطلاق شرارتها الأولى . قال الدكتور نبيل العاصمي رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين في عليجار الهند إن الاحتفاء بالذكرى ال 55 لثورة سبتمبر المجيدة يختلف عن الأعوام السابقة وكان هناك زخما كبيرا للاحتفاء بهذا اليوم الخالد وهو رد طبيعي من قبل أحفاد الزبيري والنعمان والسلال عند شعورهم بأن هناك مؤامرة تحاك ضد ثورة أجدادهم من قبل الإماميين الجدد. وأضاف" إننا اليوم نحتفي بالذكرى ل 55 لثورة سبتمبر المجيدة في ظروف أكسبتها عمقا جديدا في الشعور لدى كل يمني، فالسادس والعشرين من سبتمبر ليس مجرد يوم كبقية الأيام ، بل تتويج لعقود طويلة من النضال والكفاح والتضحيات لشعب تواق للحرية، عاشق لعز الحياة وحياة العز، يرفض الاستبداد والاستعباد فخلد التاريخ تلك التضحيات والنضالات على أنصع صفحاته. وأشار العاصمي في احتفائية نظمها اتحاد الطلاب اليمنيين في عليجار في الهند إلى ان الشعب اليمني سيعيد لثورة السادس والعشرين من سبتمبر ألقها وسيقف ضد كل من تسول له نفسه تشويهها أو الإلتفاف عليها وستبقى درة مضيئة في جبين التاريخ اليمني وستبقى معجزة تتغنى بها الأجيال بان أجدادهم صنعوا أشعة الضوء في جوف الليل المعتم وتخلصوا من نظام سلالي يمسك بيمينه كل مقدرات القوة والسلاح والمال والثروة، مكرسا -فوق ذلك- فقر الشعب المدقع وحالة الجهل المطبق، ويرفع بشماله أكاذيب الاصطفاء الإلهي ومزاعم الاجتباء السماوي، مستغلا –فوق ذلك- عاطفة الشعب الدينية والجهل السائد. وأوضح " إن اليمنيين لم تعد تنطلي عليهم أساليب الخداع والتضليل التي يمارسها الإماميون الجدد فالجمهورية والثورة تجري في دمائهم مجرى الدماء وقلوبهم تهتف " بالروح بالدم نفديك يايمن " وهاماتهم شامخة كشموخ جبال عيبان وشمسان وردفان وصبر، فلا يمكن أن يسيروا في طريق تنتهي بهم إلى العبودية والخضوع والمذلة، وهاماتهم التي نهلت يوما من الجمهورية لا يتوقع منها أن تستمر في الانحناء لتقبيل يدٍ "قطعُها أفضلُ من تلك القُبَل"!! من جهته قال الدكتور علي ثابت أستاذ جامعي إن أحفاد من صنعوا ذلك اليوم الأغر ،يوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962 قادرين على حمايته والذود عنه من كل الدخلاء والعملاء وستبقى ثورات سبتمبر وأكتوبر وفبراير خالدة في نفوس اليمنيين ، شاهدة على عظمتهم . مشيرا إلى أن هذه الثورات وأهدافها ومبادئها ثوابت وطنية لن يسمح الشعب البمني المساس بها. وأشار في حديث خاص ل " الصحوة نت " إلى أن هناك عصابة متخلفة تتوهم أن باستطاعتها طمس تلك الثورات المجيدة وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وإلغاء كل التضحيات التي قدمها اليمنيون في سبيلها ، لكن الزخم الاحتفاء الذي حظيت به الذكرى الخامسة والخمسون لثورة سبتمبر بددت ذلك الوهم . وقال الكاتب الصحفي غالب السميعي مازال اليمنييون ورغم كل آلامهم يتطلعون إلى تحقيق كامل لأهداف ثورة 26سبتمبر1962م بعد أكثر من نصف قرن على انطلاق شرارتها الأولى ، مشيرا إلى النظام الحاكم خلال الثلاثين السنة الماضية أنحرف عن أهداف الثورة وحرف مسارها وهو الذي أفقدها ألقها ورونقها ، وأدار شئون البلاد بعقلية العصابة التي ترى كل شيء عبارة عن فيد فنهب ثروات الوطن واستثئر بموارد الدولة وحولها إلى حضيرة خاصة به وبأفراد عائلته وأراد توريث حكم اليمن فكانت ثورة فبراير له بالمرصاد. وأضاف " لم تكن الثورة اليمنية 26 سبتمبر/أيلول 1962، ثورة تقارن بمثيلاتها من الثورات في العالم العربي والتي تخلصت من الاستعمار الغربي، بل كانت خلاصة نضال مئات السنين ضد نظام الحكم الإمامي التمزيقي الذي تغلغل في المجتمع اليمني على مدى قرون متلاحقة راح ضحيته مئات الآلاف من اليمنيين ، فثورة 26سبتمبر هي تضحيات لأبطال من كل البلد صنعوا لنا أغنية للمستقبل يمتد أثرها ومداها كلما تقدم الزمن أو طال، صداها ممتد وقوي يَصُم آذان الخونة ،ويُرعب قلوب الجبناء المتآمرين ،فلا يستمر لهم كيان ولا يستطيعون الثبات على الأرض لأنهم دخلاء، خلفياتهم غير وطنية ،رؤاهم غير صادقة ومفضوحة، أعمالهم لا تُعبر عن شخصية اليمني الحر، وإنما هم أداة لكل متآمر يُريد طمث الهوية العربية لبلدنا ، وخفض راية الوحدة، وتمزيق علم الجمهورية، وهذا لن يتأتى لهم مادامت أرواحنا تتجول في أرجاء الوطن ،وقلوبنا تخفق بحبه ، وعقولنا تتطلع لتحقيق أهداف ثورته. وأوضح السميعي في حديث ل " الصحوة نت " سيظل يوم 26/سبتمبر عنوان لإنطلاقة اليمن الحديث والمعاصر وإن واجهته كثيرٌ من المؤامرات التي ستتحطم أمام وعي أحفاد الزبيري والنعمان ولبوزة وسيصلون بسفينة الوطن إلى بر الامان إلى اليمن الاتحادي القائم على الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية وكلها أهداف لثورات سبتمبر واكتوبر وفبراير. وشهدت المدن اليمنية احتفالات كرنفالية وعروض عسكرية بمناسبة الذكرى ال 55 لثورة 26 سبتمبر المجيدة ،كما أوقد الطلاب اليمنيون شعلة سبتمبر في كل من الهند وماليزيا وتركيا والسودان ومصر وغيرها.