شهدت ساحات التغيير والحرية حشودا مليونية في جمعة رفض الوصاية أعاد لها زخمها الثوري بعد ساعات من خطاب صالح أمس. وندد الملايين من اليمنيين الذين احتشدوا في 17 محافظة يمنية بتدخل السعودية وأمريكا وتآمرهما على الثورة الشعبية اليمنية، وطالبوا برحيل أبناء علي صالح وإسقاط بقايا النظام. وقدر متخصصون حشود اليمنيين في الساحات بأكثر من خمسة ملايين وفدوا للمشاركة في جمعة "رفض الوصاية"، رغم الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وانعدام الوقود وراتفاع أجور النقل إلى أكثر من الضعف. واحتشد ما يزيد عن مليون و200 الف مصل في شارع الستين بالعاصمة صنعاء، وامتدت مساحة المصلين من قرب المدينة الليبية شمالا وحتى بيت نائب رئيس الجمهورية، حيث يعد هذا الإحتشاد هو الأول من نوعه منذ شن النظام الحرب على منطقة الحصبة في 23 من مايو الماضي. وقال خطيب جمعة الستين بالعاصمة صنعاء العلامة محمد بن أحمد مفتاح: إن عجلة الثورة والتغيير انطلقت في اليمن ولن تتوقف حتى تتحققق كامل أهدافها. ودعا مفتاح إلى رفض الوصاية، وقال: "نعلنها صريحة مدوية رفضنا للوصاية على الثوية أيا كان مصدرها داخليا أو خارجيا"، مؤكدا أن "زمن العبودية والتسلط ولى إلى غير رجعة، وأن اليمن على أبواب عهد جديد من الحرية والعدالة والمساواة والدولة المدنية". وشدد على "أن الشعب اليمني شعب أبي ويرفض الوصاية". ودعا إلى إقامة "علاقة احترام وتعاون وتكامل وتبادل المصالح بعيدا عن أساليب الهيمنة والتبعية". وأكد مفتاح أن شعبنا اليمني لن يقبل بعد اليوم أن تبقى العائلة والفاسدون يعبثون بمقدرات الشعب ويسلطون الشعب على بعضه. وطالب مفتاح قوى الثورة إلى سد الثغرات التي تستغل ضدهم، مشددا على أهمية الإستمرار والحفاظ على سلمية الثورة وعدم الإنجرار إلى العنف مهما كانت التضحيات. ودعا إلى مواجهة أي ممارسات تسيء للثورة تحت أي مسمى باعتبار تلك الممارسات مرفوضة وخيانة لدم الشهداء، مطالبا بالوقوف في وجه من يقفون يحضرضون على العنف والعمل على حرف سلمية الثورة. وقال: إننا نريد أن نستبدل محلات بيع السلاح وآلات القتل والدمار بأدوات العلم والمعرفة والتنوير. ودان خطيب جمعة الستين حادثة مسجد دار الرئاسة. وقال: إننا نستنكر العنف أيا كان مصدره، ونطالب بكشف الحقائق بما فيها قتل الحمدي والغشمي وخلفيات حرب 94 وحرب صعدة والإعتداء على منزل الشيخ الأحمر، وقتل الشباب في جمعة الكرامة ومحرقة تعز حتى لاتستغل في التضليل والإضرار بمصالح الوطن. ودعا العلامة محمد مفتاح في خطبته الأخوة في الحراك الجنوبي والمعارضة في الخارج إلى عدم الإساءة لتضحياتهم برفع شعارات لاتخدم قضايا الوطن الواحد، وقال: نحن نقدر مشاعركم ونقدر مدى ما تعانونه في وطنكم وفي غربتكم بسبب هذا النظام ونحن والله معكم نعايش آلامكم ونقدر تضحياتكم. ودعا المنتسبين للمؤسسة العسكرية والأمنية إلى الوقوف إلى جانب ثورة الشعب العادلة، وعدم توجيه رصاصاتهم إلى صدور إخوانهم وأبنائهم. وشدد على ضرورة المحاكمة العادلة لكل من تورط أو ثبت إدانته في جرائم قتل المعتصمين وغيرهم، وقال: "إننا نضمن لهم طلب العفو والرحمة من أهالي الضحايا". وجرم مفتاح أساليب الإنتقام والعنف، وأكد أن ساحات القضاء ستكون هي المكان الذي يستعيد من خلاله أصحاب الحق حقهم، وينال فيها المجرمون عقابهم. وقد أدى المحتشدون في شارع الستين بصنعاء صلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين سقطوا في عملية الرصاص المصبوب لأنصار صالح مساء أمس احتفاء بظهور صالح على التلفزيون، حيث سقط 12 شهيدا وأكثر من 300 جريح. وردد المصلون في شارع الستين هتافات نددت بالموقف السعودي والأمريكي الذي يسعى إلى فرض الوصاية على الشعب اليمني، معلن رفض تلك الوصاية. رغم الحرب وفي تعز احتشد ما يقرب من مليون مصلي في جمعة رفض الوصاية رغم الأوضاع الأمنية التي تعيشها المدينة جراء القصف والإعتداءات المتواصلة للحرس الجمهوري والأمن المركزي. وقال مراسل الصحوة نت إن الثوار جددوا رفضهم المطلق للوصاية الخارجية وفي المقدمة الإملاءات والتدخلات السعودية والأمريكية التي تحاول الالتفاف على أهداف الثورة وطموحات وأشواق اليمنيين في الحياة الحرة والكريمة , مؤكدين أن إرادة الشعب لن تنكسر أمام الرغبات الخارجية . ودعا ثوار تعزواشنطن إلى متابعة احتجاجات تعز كما تتابع احتجاجات حماة في سوريا ، معتبرين حديث صالح عن تقاسم السلطة في حديثه التلفزيوني مساء أمس يؤكد بأن الوطن في نظره هو وعائلته مجرد إرث أو تركة ولذا وجب رحيله. وطالب توهيب الدبعي -خطيب ساحة الحرية بتعز - الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية رفع أيديهم ووصايتهم عن الثورة اليمنية، مؤكدا أن التدخل السعودي والأمريكي أصبح أكبر عائق أمام الثورة اليمنية . ودعا الدبعي الثوار والمناضلين في كافة ساحات وميادين الحرية والتغيير إلى توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم والعمل الجاد من أجل سرعة الحسم الثوري وعدم التعويل على الحوارات والمبادرات السياسية التي تسعى إلى إفراغ الثورة من مضمونها وأهدافها . وانتقد الموقف السعودي الذي ظل يخفي حقيقة الوضع الصحي لصالح لأكثر من شهر، وأعتبر ذلك نوعا من الوصاية السعودية. وسط الرصاص وفي محافظة الحديدة هتف عشرات الآلاف من أبناء الحديدة في مسيرات أعقبت جمعة رفض الوصاية على الثورة بهتافات منددة بالموقف السعودي والامريكي تجاه الثورة اليمنية. وردد المتظاهرون عقب الصلاة هتافات ترفض الوصاية الأجنبة، وتؤكد على أن اليمن حرة ابية ، مطالبين بمجلس انتقالي، كما رددوا عهدك ولا عهدك راح .. لن تعود يا سفاح. وعبر الثوار عن اصرارهم وصمودهم في الساحات والبدء في عمليات التصعيد السلمى حتى يتم إيقاف جرائم بقايا النظام على صالح الذي يعيث فسادا في الارض اليمنية. وأسف الثوار لقيام بقايا النظام بعرض مزري لعلي صالح بتلك الطريقة والمهينة للرجل الذي كان من المفترض عليه أن يرحل احتراما لشعبه حتى يصنع مستقبله بعدما عاث فيه فسادا طيلة 33 عاما. وكان خطيب جمعة الرفض مفضل اسماعيل غالب قد وجه رسائل للاوربيين والامريكان بان محاربة الارهاب لا يكون عبر نظام فاسد يحول كل الامكانيات لنظامه ولأسرته وعائلته ، دون معالجة حقيقية لما يسمى الارهاب. وقال: إن الالتفاف على إرادات الشعوب هي صناعة جديدة للارهاب. ودعا حكام المملكة العربية السعودية أن يعوا أن النظام القوي في اليمن هو مقدمة لاستقرار المنطقة الاقليمية وأن الوقوف ضد إرادة الشعب اليمني سيؤدى الى تبعات محلية واقليمية باهضة سيدفع الجميع فاتورتها الباهضة. وأضاف: إن الشعب اليمني لم يسشر أحدا في انطلاقة ثورته لا أوروبا ولا أمريكا ولا السعودية واليوم على الثوار أن يحزموا أمرهم ويصعدوا من ثورتهم السلمية حتى تتحقق أهدافهم التي رسموها. وقال: إن بوابة التصعيد هي المخرج من كل المؤامرات على هذه الثورة اليمنية السلمية الطاهرة. وأدى عشرات الآلاف من المصلين صلاة الجمعة في ساحة التغيير بالحدثدة في ظل استفزازات من قبل بلاطجة عناصر النظام الذين اطقلوا رصاص غزير باتجاه ساحة التغيير قبل الصلاة وبعد الصلاة في محاولة لترويع المصلين من أبناء الحديدة الذين تدفقوا الى الساحة للمشاركة في جمعة رفض الوصاية على الثورة. تغطية متفرقة وبحسب تغطية الصحوة موبايل لجمعة رفض الوصاية فقد احتشد نحو مليون مصل في ساحة خليج الحرية بمحافظة إب استجابة لدعوة الثوار. وأعلن المحتشدون رفضهم الوصاية السعودية والأمريكية على الثورة، وطالبوا برحيل بقايا النظام والإسراع بتشكيل مجلس إنتقالي. كما شهدت مدينة تعز مسيرات لعشرات الآلاف نددت بالتدخلات الخارجية التي تحاول الإلتفاف على الثورة وعلى طموحات وأشواق اليمنيين في الحياة الحرة والكريمة. وشهدت ذمار مسيرات حاشدة قبيل صلاة الجمعة أعلنت رفضها الوصاية على الثورة، ونددت بترويع بقايا النظام للآمنين في عملية الرصاص المصبوب احتفاء بظهور صالح على التلفاز. وردد المتظاهرون بذمار هتافات نددت بالمواقف السعودية والأمريكية، وقالوا مخاطبين أمريكا والسعودية إن دماء اليمنيين هي كدماء السوريين أيضا. وشهدت محافظة البيضاء حشود هائلة في ساحتي أبناء الثوار بالبيضاء والحرية برداع طالبت برحيل أبناء علي صالح وبقايا نظامه. وهتف المحتشدون من أبناء البيضاء الذين قدروا بعشرات الآلاف برفضهم للوصاية السعودية والأمريكية، وأكدوا أنهم في البداية والنهاية لن يقبلوا أية وصاية. وفي محافظة لحج احتشد الآلاف من شباب الثورة بمدينة كرش في جمعة رفض الوصاية، حيث أكدوا على الشرعية الثورية وحتمية الحسم الفوري. وأعلن المتظاهرون رفضهم أية وصاية على ثورة الشعب اليمني من قبل السعودية وأمريكا، مطالبين أبناء صالح وبقايا نظامه بالرحيل. وشهدت مدينة حجة مسيرات حاشدة أعقبت صلاة الجمعة أعلنت رفضها الوصاية السعودية والأمريكية على الثورة، مطالبين بالوقوف إلى جانب ثورة الشعب السلمية وحقه في التخلص من الحكم الأسري الإستبدادي التسلطي. كما شهدت محافظة الضالع مسيرات حاشدة في جمعة رفض الوصاية طالبت السعودية وأمريكا بكف التدخل في الشأن اليمني، والوقوف إلى جانب خيارات الشعب التواقة للحرية. واحتشد اليمنيون في جمعة الوصاية الثورية أيضا في كل من محافظة عدن وشبوة ومارب والمهرة وحضرموت وصعدة سيتم نشر تغطيات أوسع عنها لاحقا.