ساعات تلو خرى ينتظر الاطفال والنساء وسط مدينة حجة للحصول على قليل من الماء يغيثون به أسرهم ، عبر خزانات فاعلي خير يقومون بتعبئتها في الحارات. مشهد من البؤس والحرمان يعيشه سكان المحافظة ومركزها على وجه الخصوص في ظل سلطة ميليشيات الحوثي والمخلوع المسيطرة عليها ، عجزت عن توفير قطرة الماء للمواطنين إن لم تكن تتعمد هذا العجز لحرمان المواطنين من ابسط حقوقهم المشروعة في الحياة .
موقع "الصحوة نت" طاف في ثنايا مدينة حجة ينقل مشهدا من ظلم الانسان لأخيه وتفننه في إغراقه وسط أزمات لا نهاية لها ، خاصة منذ انقلاب الميليشيات المشؤوم .
قطرة الماء .. تعني الحياة تعد المياه من ابسط الحقوق المشروعة للانسان ، كما أنها تعني الحياة ، وبدونها لا يمكن لاي بشر البقاء في مكان تخلو منه المياه ، وبفضل سياسات المتمردين الهمجية فقد أصبحت مدينة حجة مهددة بأن تصبح "مدينة أشباح" إذا ما استمرت شحة وانعدام المياه فيها ، حيث لا يوجد بها اي مصدر المياه سوى وادي شرس اسفل المدينة الذي يضم عدة آبار لمؤسسة المياه المحلية الرافد الوحيد لسكان المدينة بالماء .
إجازة إجبارية المؤسسة ومع سيطرة الميليشيات على المحافظة منذ ثلاث سنوات زادت العراقيل أمام عمل المؤسسة والتي في مقدمتها شحة وانعدام مادة الديزل عنها ، وإيقاف مرتبات العاملين فيها ما أدى لتوقفها عن العمل وهو ما انعكس سلبا على حياة المواطنين الذين لا يستطيع معظمهم شراء المياه من الوايتات ، لارتفاع أسعارها في ظل حالة الفقر والركود الذي يعيشونه . وفي الوقت الذي يتم إقاف مخصصات المؤسسة من الديزل لتقوم بمهامها الانسانية نجد الميليشيات تصرف ملايين الريالات وكميات كبيرة من الديزل لتموين حروبها وعناصرها ، لتغرق المؤسسة وتحكم عليها الميليشيات ب" إجازة إجبارية" ألحقت الضرر بالمواطنين .
الأزمة لا تعرف الميليشيات وبينما يلهث المواطنون في مدينة حجة بحثا عن شربة الماء ينعم قيادات الميليشيات وعناصرها بوفرة في المياه عبر ما يسمى ب " وايتات في سبيل الله" والتي توفر لهم المياه بشكل يومي ، دون انقطاع تمولها من ايرادات الدولة وجباياتها بمختلف المسميات ، غير آبهة بمعاناة المواطنين . ولم تشهد مدينة حجة أزمة في المياه كما هو الحال خلال السنوات الاخيرة ، والتي تنذر بعواقب وخيمة لمستقبل هذه المدينة العريقة ، و سكانها البسطاء ، الذين ينتظرون من ينقذهم من مأساتهم الإنسانية ..