هل بسبب بطء آلية المشترك المثقلة بالحيثيات؟ أم أن طول الفترة أصابت الشباب بالتردد والخمول الثوري؟ أم أن السلطة الجريحة نجحت في إشغالنا بالبترول والكهرباء والعقاب الجماعي والمبادرات الخليجية حتى تعثرت مسيرتنا وعميت أبصارنا عن رؤية الطريق الصحيح؟ وكيف نجحت سلطة صالح في البقاء وهي اضعف وافشل من النظامين المصري والتونسي؟ هل تسرعنا بالثورة ومازال الشعب غير مهيأ لها؟كيف نفهم جمود المسرح السياسي والثوري فيما النظام يصعد من القتل في تعز وأبين وأرحب ويطعم الشعب العلقم،مما يطرح سؤال كبير..هل فشلت ثورتنا السلمية؟ أم ماذا؟.وما هو الحل ! رمضان على الأبواب، والناس تعيش حالة ضنكا, وعلي يسعى لفترة رئاسية جديدة. هذه التساؤلات أثرتها في صفحتي على الفيسبوك وعبر رسائل الجوال, وقد وردت إلي العديد من الإجابات اخترت منها اثنتين كنموذج , ففي حين ترى الأستاذة رشيدة القيلي أن هناك حقائق هامة لمن يسأل (لماذا تأخر النصر) وهي : 1- ثمة فرق بين النصر والفتح, فالنصر تحقق بمجرد الخروج للساحات والتضحيات، قال الله(إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين.. الآية) فالذي تأخر هو الفتح لا النصر. 2- محافظة الثورة على سلميتها رغم طول الفترة نصر بذاته،والمستعجلون يطالبون الثوار حمل السلاح وهنا الهزيمة التي نخشاها! 3- الساحات مليئة بالثوار والجمعة تغص بالأحرار في كل المحافظات فهل هذا يعني أن الثورة فشلت؟ 4- خروج علي صالح ورحيله للخارج وقبول الداخل والخارج لنقل السلطة هذا نصر آخر للثورة. 5- رغم النهج القذر الذي واجه به علي الثورة إلا أن الشعب واثق بثورته ومؤيدها، وهذا نصر آخر. 6- إن الملك بيد الله ينزعه متى شاء،وليس أمامنا إلا الصبر والثبات وهذا لا يعني فشلا. من جهته يرجع الزميل العزيز عبد الله غراب سبب تأخر انتصار الثورة إلى أخطاء ارتكبها قادة المشترك ,والى قصور إعلامي في تعريف مؤيدي النظام بالفساد وجرائم السلطة وفوائد التغيير وأيضا تجاهل الفئة الصامتة حتى وقعت ضحية تظليل إعلام السلطة,وغياب البعد النفسي في الخطاب الإعلامي الثوري, واستعجال الحراك والحوثيين في حصد مكاسب تخصهم فشقوا توحد الثوار, والى جمود وأنانية بعض الأحزاب. وما سبق كلام رائع وصحيح ,وما ذكرته الأستاذة رشيدة يمثل نصف الكاس المليئة بالماء إما النصف الفارغة فهي ما أورده الأخ عبد الله غراب , وكلاهما ألقيا الضوء على سبب تأخر انتصار الثورة حتى اليوم, واستمرار تجرع الشعب اليمني من هذا الكأس منذ نحو خمسة أشهر وما يزال!!