لا تزال مدينة تعز تقبع تحت الحصار الحوثي المتواصل منذ اكثر من ثلاثة سنوات، الامر الذي ضاعف معاناة السكان بالمدينة التي تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السكان، لا سيما مع قدوم شهر رمضان المبارك. الحصار حوثي، وارتفاع اسعار المواد الغذائية، ثنائيان قتلا فرحة ابناء المدينة بقدوم شهر رمضان الفضيل، وزارد من المعاناة للسواد الاعظم من الاسر، خوصا تلك التي فقدت عائلها بسبب الحرب الظالمة التي تواصل مليشيات الحوثي شنها على معظم المحافظات، فضلا عن تسببها بوقف المنشئات الصناعية وتكدس الايادي العاملة. لم تستثني تلك الظروف حتى الاطفال، الذين لم يستقبلوا رمضان بفرحتهم التي اعتادوا عليها في سابق الاعوام، حيث جراء ما يعايشه آبائهم من ظروف معيشية قاسية، سلبت الفرحة من قلوبهم، قبل ظهورها على محياهم. وعطفا على الحصار الحوثي المستمر، وتلاعب اسعار العملات، شهدت اسعار المواد الغذائية الأساسية هذا العام ارتفاعا جنونيا وغير مسبوقا، في ظل غياب الرقابة الحكومية على الاسواق، ومحاربة جشع بعض التجار، الذين جعلوا من تلك الظروف موسما للاستغلال وزيادة اموالهم، متخلين عن الامانة الكبيرة التي تقع على عاتقهم. مراسل الصحوة نت ، تجول في اسواق المدينة المحاصرة، واطلع على اسعار ابرز المواد الاساسية والتقي عدد من المواطنين والتجار، الذين شرحوا المعاناة التي تجثم على صدور ابناء المدينة منذ أكثر من ثلاثة سنوات متواصلة، حيث بلغ نسبة الارتفاع مابين 100% و80%. حيث بلغ سعر الجالون التمر 20 كيلو الى 18 الف ريال يمني، بعد ان بلغ العام الماضي 12 الف ريال، وبلغ سعر الكيس الدقيق 50 كليو الى 9500 ريال بينما كان العام السابق ب5 الاف ريال، وبلغ سعر كرتون حليب الشاهي 4800 بعد ان كان العام الماضي ب2400 ريال، وقس على ذلك. ويقول المواطن صلاح المقطري ، إن رمضان هذا العام غير رمضانات السابقة مضت من خلال ارتفاع الاسعار، في جميع المتطلبات الاساسية، خاصة ان اغلب التجار يستخدمون رمضان فرصة لزيادة دخلهم المادي، من خلال احتكار المواد الغذائية ومضاعف الاسعار فوق كاهل المواطن الذي حرم من عمله الخاص وتوقف راتبه. واضاف المقطري في حديث ل" الصحوة نت" ان معظم ابناء المدينة يفتقرون لأبسط مقومات الحياة وغير قادرون على اقتنائها بسبب ارتفاع الأسعار، وتوقف الايدي العمالة، وانعدام مرتبات الموظفين في القطاعات الحكومية، فضلا عن غياب المنظمات والجمعيات الخيرية التي كانت تساعد الفقراء وتزيل عن كاهلهم جزء من هموم الحياة، مما ضاعف المعاناة للمواطنين. واوضح ان الحكومة بدأت مؤخرا صرف المرتبات التي عملت على تحسين وضع الموظفين، متسائلا " لكن ماذا عن السواد العظم من الناس الذين لا يمتلكون الوظائف الحكومية وليس لديهم فرص عمل؟، موضحا بان التجار يبررون ارتفاع الأسعار باستمرار اغلاق الطرقات القريبة وتلاعب اسعار العملات وكان ذلك سند لهم او قانون يحتكمون ليه . المواطن " اسامة حسن" قال إن المعاناة كلما مر يوم زادت وارتفع منسوبها عن ذي قبل، ووحده المواطن البسيط من الذي ضربة ذلك، من قوته وقوت اطفاله. وأضاف في حديث ل" الصحوة نت" ان المسافة من المدينة الى منطقة الحوبان كانت لا تتجاوز كيلو مترن اما الان فالامر اصبح مختلف بسبب استمرار الحصار الحوثي، واذا اردت ان تذهب من المدينة الى الحوبان فعليك تجشم معاناة خمس ساعات من السفر عبر الجبال والسهول، وقس ذلك على الشاحنات الكبيرة. وتابع " اضف الى ذلك، الضرائب التي تؤخذ من السائقين من الطرفين (الجيش - الحوثيين) وتصل على اصحاب سيارات نقل الركاب في كل نقطة 500 ريال والشاحنات التي تخاطر سائقوها في هذه الطرق لإدخال المواد الاساسية والخضروات للموطنين 1000ريال ضريَبة، وأصبح ذلك تجارة واضحة من الطرفين بينما الطرق كما هي لم نجد اي توسع لها.
ومن زاوية اخرى استطلعت الصحوة نت اراء عينة من التجار بالمدينة، حيث قال التاجر مختار عبدالله بان التجار ليسوا هم من يتلاعبون بالأسعار، وإنما الحصار الحوثي المستمر، وايضا تلاعب العملات الأجنبية امام العملة المحلية هو الذي ادى الى ارتفاع الأسعار بهذه الشكل. من جهته قال التاجر احمد سعيد بان الحركة اصبحت على وشك الانتهاء في الشارع بسبب الغلا المعيشي في وقت أصبح فيه المواطن لا يأخذ سوى اهم الاساسيات مثل الارز والدقيق ولا يستطيع ان يأخذ أي كماليات.