يعيش الطلاب اليمنيون الدارسون بالهند في شهر رمضان المبارك أجواء استثنائية مملؤة بالروحانية ومفعمة بالود والسعادة من خلال اقامتهم للشعائر الدينية و تحضير وجبات الإفطار اليمنية المفضلة لديهم في بلدهم لاسيما المشهور تحضيرها في شهر رمضان المبارك. لا يجد الطلاب اليمنيون في الهند خصوصا في بعض الولايات ذات الأغلبية المسلمة صعوبة من إقامة شعائرهم الدينية والطقوس الرمضانية، فالهند بلد متعدد الاديان والطوائف وعدد المسلمون فيها أكثر من ثلاثمائة مليون مسلم وقد حكم المسلمون الهند أكثر من ثمانمائة سنة فشيدوا المساجد والقلاع والحصون ذات الطابع الإسلامي ووصل عدد الأثار والمعالم الإسلامية في الهند إلى أكثر ما يقارب 1500 معلم تاريخي اسلامي أشهرها تاج محل. قبل أن يهل هلال الشهر الكريم يقوم الطلاب بالاستعداد وتوفير كل احتياجاتهم الازمة ومتطلبات شهر رمضان المبارك والتحضير لإقامة موائد الإفطار الجماعي والتي ينظمها الاتحادات الطلابية في كل الولايات . يقول نبيل العاصمي رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين في عليجار بالهند إن الاتحاد الطلاب يقيم للسنة الرابعة مشروع افطار الصائم للكافة الطلاب اليمنيين والعرب الدارسين في المدينة ونقوم بالإعداد والتحضير والتواصل مع فاعلي الخير لدعم المشروع وفضل الله ومنذ أربع سنوات ونحن نقيم تلك المشاريع الخيرية . وأشار العاصمي : إننا نسعى من خلال إقامة هذه المشاريع تخفف من معاناة الطلاب وبث روح الألفة والتعاون بين الطلاب وصناعة أجواء روحانية وايمانية واستحضار الأجواء الرمضانية التي نعيشاها في اليمن . بعض الطلاب لاسيما الذين يعيشون في الولايات ذات الأغلبية المسلمة لا يجدون فرق في رمضان بين العند واليمن خصوصا في وجود مشاريع الإفطار الرمضانية التي تقيمها الاتحادات الطلابية بدعم من فاعلي الخير. يقول عزام الكامل طالب جامعي ليس هناك اختلاف أو فرق في الأجواء الرمضانية بين الهندواليمن خصوصا في مدينة عليجار نحن نعيش الاجواء الرمضانية وكأننا في اليمن المساجد تعج بالمصلين والمآذن تصدح بصلاة التراويح في كل أحياء المدينة بل نجد اننا نمارس شعائرنا الدينية بكل حرية أكثر من اليمن بعد سيطرة المليشيا الحوثية على الدولة ومن بعض الدول العربية التي تمنع الاذان بمكبرات الصوت وتمنع اقامة صلاة التراويح.
أجواء رمضانية يمنية يتذكر الطلاب الأجواء والطقوس الرمضانية في اليمن ويحاولون بكل جهدهم صناعة تلك الأجواء الرمضانية والجميلة واستلهامها في الهند ، يقول الطالب معاذ الصبري عندما يحل شهر رمضان المبارك نتذكر الأجواء الرمضانية التي عشناها مع الأهل والأقارب والأصحاب في اليمن ونحاول بكل السبل لنعيش مثل الأجواء في الهند حيث نرتدي الأثواب البيضاء ونتمشى قبيل المغرب في المدينة الجامعية ويكف الكثير منا على قراءة القرآن والمحافظة على الصلوات في المساجد وصلاة التراويح ونحرص على أن تكون تلك الأطعمة الأساسية في رمضان باليمن ك" الشفوت ، والمهلبية وغيرها موجودة أيضا على موائد إفطارنا في الهند. ويشير الصبري إلى أن الاتحاد الطلابية في عدة ولايات بالهند خلال السنوات الأخيرة ساعدت كثيرا في محاولة صناعة أجواء رمضانية تذكرنا بتلك التي عشناها في اليمن من خلال اقامة مشاريع الإفطار الرمضانية وجمع كافة الطلاب في كل ولاية على مائدة واحدة تتخللها الأطعمة اليمنية التي تتميز بها المائدة اليمنية في رمضان . رغم درجة الحرارة المرتفعة في بعض الولاياتالهندية إلا أن ذلك لا يمنع الطلاب من الذهاب إلى الدوام في جامعاتهم وحضور محاضراتهم ودروسهم وممارسة بعض الأنشطة الرياضية والثقافية . يقول الطالب هيثم السميعي أعود بعد أداء صلاة الفجر في المسجد إلى غرفتي للنوم حتى الساعة التاسعة صباحا ثم أستيقظ وأذهب إلى الكلية للمطالعة وأعود الساعة الواحدة ظهر إلى غرفتي وأستعد لصلاة الظهر التي تقام الساعة الواحدة والنصف، بعدها احرص على قراءة القران ثم نذهب بعد العصر لزيارة بعض الأصدقاء والخروج معهم لممارسة بعض الألعاب والانشطة الرياضية حتى قبيل المغرب ثم نذهب لنتناول طعام الإفطار مع كافة الزملاء في المكان المخصص لذلك بعدها نصلي المغرب ونعود لتناول الوجبة الرئيسية ونحتسي الشاهي ننتظر وقت صلاة العشاء والتراويح ونستمع إلى بعض الخواطر الإيمانية التي يتحفنا بها بعض الزملاء الرائعين . الطالب أحمد الحميد يقول إن الطلاب اليمنيين في مدينة أورنج أباد يقومون مسابقات ثقافية وامسيات رمضانية ويحيون ليالي رمضان بصلاة التراويح والتهجد وإيضا المنتديات الثقافية والسياسية لمناقشة المسائل العلمية في تخصصاتهم والوضع التي تعيشه بلادنا اليمن بشكل خاص والدول العربية وقضية فلسطين بشكل عام.