[email protected] ظهور الرئيس حسني مبارك في قفص الاتهام مع أولاده أولياء عهده وكبار معاونيه... هكذا منزوع من كل مظاهر القوة والهيلمان هو حدث كبير وعبرة تاريخية لم تحدث من قبل في المنطقة العربية ؟! فلم يكن أحد من العرب يتصور أن يرى أو يتخيل مجرد خيال مشهدا مثل هذا ؟! فالزعماء العرب لا يقهرون ولا يموتون ولا يمرضون أو هكذا رسموا صورتهم في ذهنية الشعوب ونفوس الجماهير؟ ويكفي المواطن العربي أن يكتب أو يتحدث عن موت الرئيس أو مرضه هو أو أحد أولاده ليجد نفسه خلف القضبان بتهمة تعريض الأمن القومي للخطر وهو بالضبط ما حدث للكاتب الصحفي سعيد ثابت قبل سنوات؟! والعجيب أن هذا الوهم قد انسحب إلى المحكمة التاريخية للرئيس مبارك فمع أن الرئيس أصبح مكبلا و"مرزوع " في قفص الاتهام ينادى باسمه حاف جاف كما رأينا المتهم الأول محمد حسني مبارك فلا يجد الزعيم إلا الإجابة بكل ذل أيوه موجود ؟! إلا أن هناك من لم يستوعب منظر الرئيس في القفص لنرى أحد المحامين وليس أحد العامة يصرخ ذه مش حسني مبارك ؟! الشخص الموجود هو شبيه لحسني مبارك ؟! إذا الأمر قد شبه لهم فالرئيس لا يحبس ولا يقهر ومن مين؟ من قبل الشعب الغلبان... وهذه هي المفارقة أن تجد زعيم أكبر دولة عربية محبوسا ومسحوبا من نخره إلى المحكمة بفعل ثورة الشعب وقوة الجماهير التي كانت ترتعب بمجرد ذكر اسم الرئيس, نعم الشعب يتحرك فيكتشف كم هو قوي وكم يكون هذا الحاكم ضعيفا للغاية ؟! حتى إسرائيل بإخطبوط أجهزتها الدولية ومن ورائها أمريكا رأيناها وهى تبكي حسني مبارك ووطنيته ولم تملك شيئا غير التسليم بالأمر الواقع الذي فرضه الشعب الجبار span lang="AR-SA" style="font-family:" simplified="" arabic";color:black;background:white;="" mso-fareast-language:en-us"="" الشعب العربي مازال غير واثق من سقوط الزعيم ومازال يصرخ لا مش هوا... ذه شبيه ؟! معقولة ؟! لقد حان الوقت لتعرف الشعوب قوتها ويعرف الحاكم ضعفه ؟ ويترك وهم الشعور الكاذب بضعف الشعب وقوة الحاكم ؟! في اليمن وفي تعز تحديدا يردد الناس "أهازيج" شعبية تقرر هذا المعنى المقلوب وهذا الوهم المميت فيرددون في مهاجلهم الريفية حكاية إلا كسبه وب عقلان ما هوش طاهش الحوبان ؟! وطاهش الحوبان هو السبع الأسطورة الذي لا يقهر , وعندما تجاوز بن عقلان الحاجز وخرج ليلا وقبض على الكسبة وذبحها بيده عرف كم هو قوي وأخذ على غير العادة يتجول ليلا دون خوف معتزا بقوته وحدث ذات ليلة أن حضر إلى بيته راكبا (طاهش الحوبان ) بلحمه وشحمه وأنيابه وأكثر من ذلك ربطه أمام منزله ودخل لينام , وعندما تجمع الناس في الصباح حول الطاهش ليحتفلوا بشجاعة وقوة بن عقلان خرج هذا الأخير ليتسمر مذهولا أمام الطاهش مرددا "يا لطيف لكن أكلني " فهو عندما احضر الطاهش وركب عليه فعل ذلك على أساس انه حمار وليس طاهش الحوبان.. على الشعوب أن تعرف قوتها وتتعامل على هذا الأساس وان السبع المفترس ليس إلا حماراً فقد راكبيه ولا داعي للتردد والوقوف عند (لكن أكلني) حتى لا تنتكس مرة أخرى فالشعوب العربية عبر تاريخها ذهبت ضحية سهلة للوهم وتضخيم الضعف وتقزيم القوة.