لا مؤشرات على أن الحرب المستمرة ضد كوادر الإصلاح ومؤسساته ستتوقف ، بل تتصاعد يوماً بعد آخر منذ العام المنصرم ، حيث تحولت من مهاجمة المقرات والاختطافات الى الاغتيالات المباشرة بمسدسات كاتم الصوت وعبوات ناسفة ، فيما وصف الحزب ما يتعرض له من حرب بأنها في سياق الانتقام من مواقفه الوطنية. يوم أمس الأول كانت عملية اغتيال تستهدف حياة المحامي عرفات حزام رئيس الدائرة القانونية وعضو المكتب التنفيذي في حزب الإصلاح بمديرية المعلا غرب المدينة بعد أيام من تفجير سيارة مفخخة في سيارة القيادي الإصلاحي عارف احمد أدت لبتر قدم نجله وقطع أصابع يده. وفي العاشر من مايو المنصرم اغتال مسلحون احد الكوادر الشبابية الإصلاحية بعدن المحامي صفوان الشرجبي، حيث وصفه الإصلاح بأنه "شاب يتمتع بشعبية كبيرة بين أوساط شباب مدينته". وفي العاشر من ابريل المنصرم ، اضرم مسلحون ملثمون يرتدون زي الشرطة النار بالمقر الرئيسي لحزب الإصلاح بعدن في مدينة كريتر ، وأعلن حزب الإصلاح قبل هذه الحادثة أن عشرة من أعضائه -بينهم قياديون في الحزب- اعتُقِلوا، فيما اقتحمت عناصر أمنية في وقت لاحق بعدن منزل رئيس دائرة الإعلام بالمحافظة خالد حيدان. بيان الإصلاح في العاصمة المؤقتة الذي صدر امس الأول ، طالب بتشكيل لجنة للتحقيق في جرائم الاغتيالات التي استهدفت أبناء عدن الأبرياء بشكل عام وأبناء الاصلاح بشكل خاص للكشف عن منفذي هذا المخطط الأثيم الذي أفرغ هذه المدينة من كوادرها و رموزها. كما حمل البيان وزارة الداخلية ومدير أمن عدن و الأجهزة ذات الصلة كامل المسؤولية تجاه كافة عمليات الاغتيال التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن منذ التحرير وحتى اليوم جراء الفشل الذريع في القيام بواجباتهم، داعياً وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية للقيام بمهامها والتصدي للقوى التي تعمل على تدمير البنى الاجتماعية والسياسية والثقافية وافراغ عدن من مكوناتها الفاعلة وروحها السلمية وتحويلها إلى بؤرة للصراعات المدمرة والمليشيات المسلحة. وأكد البيان أن حزب الإصلاح يدفع ثمن الموقف المبدئي الرافض لكل اشكال الانقلاب على الشرعية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي مهما كانت تلك المحاولات وتحت أي غطاء حيث تعرضت مقراته للأغلاق والاحراق ونشطاءه للاعتقال و لاغتيال و الملاحقات والتهجير الى خارج الوطن. وقال إصلاح عدن في بيان سابق له، إن الجناة الذين عادة ما يستهدفون نشطاء ومقرات الاصلاح بعدن، يفرون بوضح النهار مستندين الى كمية التحريض الذي تطفح به مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت المستحدثة ، حيث تعمل جهات غير وطنية على انشاء مواقع الكترونية تنشر التحريض المتواصل على احدى المكونات السياسية وكوادرها. وعادة ما يشارك في التحريض على حزب الإصلاح قيادات أمنية يفترض بها حماية مقرات الحزب وجميع المواطنين بلا استثناء ، مدير الأمن شلال شائع هو أحد الذين توعدوا باستئصال الإصلاح بالمحافظة ، حيث هدد بإنهاء الإصلاح بشكل جذري ، ولا يكاد يتوقف هذا الخطاب التحريضي على الحزب من قبل قيادات في المجلس الانتقالي بل يتعداه الى كتاب موالين للمجلس . وقال شلال خلال مقطع فيديو نشر على صفحة الأمن التابع له بفيس بوك نقول اليوم، أتى الدور على الأحزاب السياسية وفي مقدمتها الإصلاح، الذي لم يكن بريء من انغماس يده في عمليات الإرهاب والتصفية لبعض القيادات الجنوبية، حسب وصفه ، فيما يهاجم القيادي المتشدد هاني بن بريك حزب الإصلاح بشكل عنيف بالتواصل الاجتماعي. وفي ابريل المنصرم ، سلم رئيس الحزب في عدن البرلماني إنصاف مايو للمبعوث الأممي غريفيث ملفاً يتضمن معلومات ووثائق عن الانتهاكات التي تعرض لها الحزب في عدن من إحراق ومداهمة المقرات واعتقال قيادات ونشطاء في الحزب. ويبقى تساؤل الشارع العدني عن الجهة التي تستطيع أن تفكك هذه العبوات من طريق مدينة السلام والتعايش "عدن" بعد تجاهل كبير من قبل أمن عدن والأجهزة الأمنية ذات الصلة؟!