[email protected] صام الليبيون طويلا, وأفطروا ب" معمر ", فيما لا نزال نحن نفطر ب " تمر ".. هلّ هلال العيد عليهم باكراً, في الوقت الذي ما زلنا ننتظر الفلكي " الجوبي ",ليقول لنا أن الثلاثاء القادم, سيكون هو العيد.. خلافا للثورات العربية,في تونس ومصر, قلل كثيرون, وخصوصا في اليمن, من الطريقة التي سقط فيها نظام معمر القذافي, وبدأوا يتحدثون عن "احتلال" صليبي, وهي العبارة التي كان القذافي يرددها كثيرا. هذه المرة, كان خطابهم إسلاميا, يتحدثون عن الدم المسلم المراق, وعن الاستعانة بالكفار, وعند سقوط مبارك, ومحاكمته, كان الخطاب إنسانيا, يهاجمون المصريين الذي يشمتون من زعيم فذ, وقائد أمة. الأنظمة المستبدة الجديدة, تمتاز بقمع الحريات,و قتل المعنويات أيضا, والتقليل من انتقال رياح الحرية إلى اليمن, من كل بلد تحرر, مهمة طواحين, نصبت لهذا الغرض, لذلك لا غرابة. في مصر كانت الثورة سلمية, ومنها استلهمت الثورة اليمنية, وسارت على نفس النسق, وفي مصر كانت الثورة شعبية أيضا, حتى أجبر القذافي شعبه على حمل السلاح. كان سيفطر بهم في مثل هذه الأيام, إن لم يفطروا به. هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن ندركها, وأن الحكام " القذاذفة ", لا حل معهم إلا النموذج الليبي.من لم يمت ب" السلم ", مات ب" الناتو ", وفي النهاية, كل الطرق تؤدي إلى حرية. في اليمن, يكفينا أن نأخذ من النموذج الليبي, الإصرار على مسيرة النضال رغم طيلة الفترة الزمنية التي نتساوى معهم فيها, والأخذ بالاعتبار, أن الشعوب لا بد أن تقول كلمتها في الأخير. الثورة اليمنية لم تستمر 6 أشهر, لتتحول في اللحظات الأخيرة إلى نموذج ليبي.يكفينا أن نستعير " العزيمة ", ونترك السلاح الذي حسموا به ثورتهم, وهذا ما سيتم بالتأكيد. لو كان السلاح حل, لاستخدمناه منذ الشهور الأولى. في البدء كانوا يقولون: اليمن لا تشبه مصر, ولا تونس, لكنها الآن, تشبه ليبيا. البلدين يحكمهم قذاذفه. شديدي الشبة في الطباع والملامح, وحكم العائلة, و عدم الاعتراف بالشعب. أصر معمر وأولاده, على وصف الشعب الليبي ب"الجرذان" حتى آخر خطاباتهم, ويصر صالح وأولاده على وصف الثوار اليمنيين ب"الأثوار" وتهديدهم ب"كسر الرقاب". البلدين ملك لعائلة, والشعوب مجرد قطيع, لا بد أن يطيعوهم, ولا يسمح لهم برفع رؤوسهم, وقول كلمة لا. الليبيين, لم يعودوا تلك القطعان, التي أطاعت راعيها, طيلة 44, واليمنيين ينبغي أن يحذوا حذوهم. اليمن تتشابه مع ليبيا, بأنظمة لصوصية نهبت كل ثروات البلد, وحولتها إلى أرصدتها الخاصة, فيما شعوبهم, لا تجد الماء النظيف. اليمن تتشابه مع ليبيا في كل شيء, وسيأتي اليوم الذي ستصبح فيه حرة مثلها. وفّر القذافي حاليا لشعبه حرية, كانوا ينتظرونها منذ عقود, ولليمنيين, فرصة ماسية, لن تتوفر لنا مجددا. هي ليلة العمر من معمر, وعلينا أن نعضها, ولا نتركها تفلت. الحسم الثوري, الذي ينادي به شباب الثورة في تعز, واستحدثوا من أجله ساحة جديدة وسط شارع رئيسي هام, ينبغي أن يكون هدف جميع الساحات اليمنية في مختلف المدن, وكل اليمنيين والأحزاب. مع فرصة كهذه, لا ينبغي التخاذل كالسابق. توفرت لنا فرصة ذهبية سابقة وأفلتت, لكن هذه لا ينبغي أن ننام ونتركها تمر, ونجعل القدر, يقرر مصير هذا الشعب. اليمنيين, عانوا كثيرا هذا العام, لم يشهدوا رمضان قاسيا وغير كريما مثل هذا. لم يتعرضوا لعقوبات مره من قبل هذا النظام, كما تعرضوا الشهور الفائتة, ولو شعروا أن الأحزاب تخاذلت, وراحت تحلق في سرب منفرد, فأنهم سينفجرون فجاءه, ويصيبون الكل. العقوبات التي نالوها, قاتله, ولن يتلقاها الشعب تباعا, ويسكت. ينقطع التيار الكهربائي, من قبل عصابات ظلامية, لأيام متتالية, وترتفع أسعار المواد الغذائية, وتنعدم مياه الشرب, وتتحول الشوارع إلى بحيرات مجاري, والناس صامتون. هناك أساليب قذرة تفرض على الناس, وعلى الأحزاب أن تدرك أنهم يعانون. على الأحزاب, أن تدرك أن هذا الشعب عانى كثيرا, حان وقت مكافئته. المراوغة لا تسمن ثائر. اليمن أمام مفترق طرق, إما حرية, وإما دخول في موت سريري لن تفوق منه قريبا. العلاج بأيدينا, وفرصة العمر, أحضرها لنا معمر, فما الذي ننتظر؟..