لا يزال أكثر من 100 لاجئ صومالي عالقين في نقيل الشيم بمريس في محافظة الضالع جنوباليمن لأكثر من نصف شهر بوضع انساني كارثي للغاية حالة في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها اليمن. على بعد ما يقارب 5 كيلو من المركز التجاري لمنطقة مريس ( الجبارة ) شمال الضالع يعيش عشرات النازحين من الأفارقة دفعتهم الحاجة والحرب للنزوح من بلدانهم إلى اليمن الذي يعاني هو الآخر حرب وفقر واقتصاد متدهور للغاية . لا شيء يقي أجسادهم المهترئة حرارة الشمس الملتهبة سوى ظلال الشجر المتناثر في سفوح نقيل الشيم، عرضة للهوام ومخاطر الطبيعة، ولا شيء يسد رمق جوعهم سوى فضلات الطعام الزائد من المارة على الطريق وبعض فاعلي الخير. مدير الإغاثة والشئون الإنسانية بمنطقة مريس الأخ "مسعد مثنى ربيد" ، وخلال زيارة لهم قدم خلالها بعض الوجبات الجاهزة لوجبتي الغداء والعشاء على نفقة جمعية الفلاح الإجتماعي الخيرية بمريس. كما وجه نداء عاجلاً لكل المنظمات الإنسانية وعلى رأسها الهلال والصليب الأحمر الدوليين، وكذلك القائمين على مركز الملك سلمان ومنظمة الهلال الأحمر اليمني، وكل المنظمات المعنية بشؤون النازحين، للنظر في وضعهم وتقديم مخيمات إيواء وما من شئنه إنقاذ حياتهم. كما توجه بالنداء لكل الأيادي البيضاء من فاعلي الخير لتقديم ما يستطيعون وبشكل عاجل من المواد الغذائية والملابس ، كواجب ديني وإنساني لكل من تقطعت بهم السبل، وشتتهم ويلات الحروب.
وفيما يقصد الكثير من الأفارقة منطقة رداع بمحافظة البيضاء تحديداً، قال مراقبون إن اليمن بالنسبة لهم ليست سوى محطة عبور ( ترانزيت ) ليس إلا يتخذها الآلاف من الأفارقة للوصول إلى بغيتهم في الشقيقة السعودية وبقية دول الخليج للبحث عن لقمة عيش كريمة في تلك الدول. عبر آخرون عن مخاوفهم من أن تستخدمهم مليشيات الحوثي الانقلابية كمرتزقة للقتال في صفوفها ضد قوات الشرعية مستغلة حالة الفقر والجوع لديهم من ناحية أو إجبارهم على ذلك بالقوة من الناحية الأخرى. وتشكل الهجرة غير الشرعية لآلاف الأفارقة لليمن من أهم المشاكل العويصة والمزمنة، تضاف إلى معاناة اليمن المثخن بجراحه وآلامه .. لكنه ومع كل ذاك يستقبل يومياً المئات من النازحين الصوماليين والأفارقة في وضع يصدق فيه المثل "كالمستجير من الرمضاء بالنار" .