تطل علينا الذكرى الخامسة والخمسون لثورة ال 14 اكتوبر المجيد بالتزامن مع تحديات جمة يواجهها الوطن من أقصاه الى أقصاه وتضحيات كبيرة يقدمها ابناء اليمن في سبيل الدفاع عن الوطن يستشعرون بذلك عظمة تضحيات أباءهم وأجدادهم في ثورتي 26 سبتمبر و 14 اكتوبر ضد النظام الكهنوتي والاستعمار البريطاني البغيظ. لقد فجرت ثورة ال 14 الوعي السياسي والوطني والثوري عند جماهير شعبنا في الشطر الجنوبي من الوطن ونسفت كل المشاريع الصغيرة التي حاولت النيل من المشروع الوطني الجامع و القفز عليه والنيل من الثوابت الوطنية والتي تحاول اليوم مجددا الإطلال برأسها. يقول الدكتور نبيل العاصمي: لقد مثلت ثورة ال 14 من أكتوبر حدثاً مهماً في تاريخ اليمن وشكلت رافعة قوية لنضال اليمنين ضد المستعمر البريطاني البغيظ الذي ظل جاثماً على صدور اليمنين ما يقارب 129 عاماً ومقارعة النظام الاستبدادي. وأكد أن اليمنيين لن يسمحوا مجدداً بتشويه واحدة من اهم ثوراتهم واهدافها العظيمة والتلاعب بها ، مشيراً الى ان التلاعب بأهدافها بعد مرور اكثر من 55 عاماً على قيامها يعد اكبر خيانة للثورة والثوار الذين ضحوا بدمائهم من أجلها. وكان النضال من أجل وحدة الشعب اليمني أحد أهداف ثورة ال14 المجيدة الذي يحاول البعض القفز عليه وحذفه من بين اهداف ثورة اكتوبر محاولة مفضوحة لإنكار وحدوية ثوار اكتوبر و الذين جعلوا هذا الهدف نصب اعينهم فور جلاء اخر جندي بريطاني من جنوب الوطن في 30 نوفمبر 1967 .
وأشار العاصمي في حديث خاص ل"الصحوة نت" إلى ان اليمنيين سيعيدون لثورة ال14 من اكتوبر القها ووهجها وإعادة الاعتبار لها وعدم اعتباره مجرد ذكرى سنوية يتم الاحتفال بها بصورة باهته. من جهته أكد الدكتورة انسام الشميري إلى أن هناك ارتباط وثيق بين ثورتي ال 26 سبتمبر وال14 اكتوبر يعكس الشعور الوحدوي النضال الوطني لأبناء الوطن الواحد وكان ابناء الحركة الوطنية في الشطر الجنوبي من الوطن الذين دافعوا عن ثور ال26 سبتمبر وعملوا على عرقلة التخريب البريطاني والملكي القادم من الجنوب هم الذين اجروا بعد ثورة سبتمبر حواراً في صنعاء في شهر مايو في عام 1963م بين حركة القوميين العرب وتنظيمات سياسية اخرى لها علاقة جيدة بالحركة وفي هذا القاء تم تشكيل الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي على اساس الكفاح المسلح ، حينها كانت شرارة اكتوبر قد بدأت في الإنطلاق من ردفان بقيادة الشيخ راجح غالب لبوزة فور عودته من شمال الوطن هو و مجموعة من رفاقه الذين شاركوا في الدفاع عن ثورة سبتمبر .
وقالت أنسام في حديث خاص ل"الصحوة نت" كانت ثورة 26 سبتمبر قد ظلمت من قبل النظام السابق الذي حولها الى مجرد ذكرى سنوية باهته وافرغ اهدافها من مضمونها فإن ثورة ال14 اكتوبر ظلمت مرتين مرة قبل النظام السابق الذي الحقها بثورة سبتمبر واستكثر عليها ايقاد شعلتها في ذكراها السنوية، ومرة أخرى ظلمت ثورة اكتوبر من قبل من يسعون على تشويه مبادئها وتحريف اهدافها وتحويل ذكرها السنوية الى مناسبة انفصالية. وأكدت أن التمسك بأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر التي ضحى من أجلها أباؤنا وأجدادنا وبذلوا دماءهم رخيصة هي طوق النجاة والطريق الآمن لإيصال سفينة الوطن الى شاطئ الأمان.