[email protected] مثل تلك البنت التي يتركها والدها وهي طفلة, بعد انفصاله عن والدتها, ويتذكرها حين يتقدم لها الخُطّاب فقط,فيأتي لوضع شروط تعجيزية كفيلة بتدمير فرحه ابنته, كانت محافظة أبين هذا الأسبوع. طيلة الأشهر الثلاثة الفائتة, كان النظام, مثل ذلك الأب غير المكترث. لم يبالِ بمصير أبين, وحين باتت عروسة, حضر ليتقمص دور صاحب الكلمة الأولى, والقول الفصل. ابتدأت لغز, وأنفجر اللغز في النهاية إلى ألغاز. هذه هي معركة أبين ضد تنظيم القاعدة !. السبت الفائت, كانت الدهشة مسيطرة على كثيرين, لا يعون ما يجري وجرى. يتحدث الجميع عن " نصر ", ولا يعرفون من أحرزه ؟!! قناة اليمن تحتفل, باعتباره, فتحا جديدا للنظام, وقناة سهيل, هي الأخرى, منتشية, باعتبار الجيش الموالي للثورة, هو من حقق الانجاز الفريد. كان صراعا ناريا على اللقب, ومخجلا في الوقت ذاته. " أبين " عاشت اللحظات التي تعيشها الفتاة من أبوين منفصلين, لحظة خطوبتها. الأب حضر يدّعي أنه من رباها, والأم, تصر أنها صاحبة الفضل ومن أوصلها إلى ساعة كهذه, وان الأب جاء يقطف الثمرة كلص.الكل لا يأبه لها. تناسى الجميع أبين, وراحوا يبعثون ببرقيات التهاني والتبريكات: مقولة يهنئ رئيس الجمهورية بالنصر الساحق, ويقول انه كان يتابع المعركة أولا بأول, والرئيس يهنئ قائد المنطقة الجنوبية على الصمود والاستبسال, السفير الأميركي, ينقل تهاني البيت الأبيض لنائب الرئيس, وعبد ربه, يهنئ أوباما, ومحافظ أبين ( يدخل أبين ), ويهنئ بالانتصار وهكذا. حضر مهدي مقوله, من عدن, وكأنه خارج من صالون حلاقة, ليلقي خطابا متلفزا, أمام العميد الصوملي, قائد اللواء 25 ميكا, الذي ظهر أشعثا, وبدت لحيته طويلة, إزاء ما تعرض له لواءه من حصار مرير طيلة 3 أشهر. كان مهدي مهدي الغافقي, هو فاتح زنجبار على شاشة اليمن. هو من يتحدث عن النصر, وهو من يهنئ, ويتلقى التهاني, فيما الأبطال الحقيقيون, يكفيهم أنهم سيحضون بشرف التقاط صورة تذكارية معه, وكأنه لم يشارك في جريمة الحصار الذي فرض عليهم. هي سرقة متلفزة, وعلى الهواء.ظهر النظام, في موقف البائس الباحث عن أي نصر, يحقق له أدنى المكاسب السياسية, داخليا, وخارجيا, رغم أنه ليس هناك نصر حقيقي يستحق أن يُسرق, بل أبين كانت هي المسروقة. سُرقت أبين من قوات, مهمتها حماية الأمن والسكينة في البلاد. فشلت, وحين ساندها أهالي أبين في فك حصار لواء, ودول خارجية كأميركا والسعودية, لم يرد لهم الجميل الكافي, رغم أنها الجريحة, والمساندة الأولى للألوية المحاصرة.. ما حدث هو فك حصار. القاعدة او المسلحين, هربوا, أو انسحبوا, من زنجبار, وسيتوجهون إلى مديرية أخرى في أبين. المحافظة ما زالت ضحية في كل الأحوال. النصر الحقيقي, سيكون عندما نشاهد أبين كاملة خالية من العناصر المسلحة, ومن القيادات الأمنية التي قدمت لهم المحافظة على طبق ذهبي. النصر سيتحقق, عندما يتم إعمار ما دمرته القاعدة, وما أبادته الطائرات بطيار وبدون طيار, من منشأت وبنئ تحتية, ومساكن فقراء. كيف يتحدثون عن نصر, من أجل إرضاء السفير الاميركي فقط, فيما أكثر من 110 الاف نازح, مازالوا يعيشون في مدارس عدن, وينوي وزير التربية والتعليم طردهم من المدارس, الى الملاعب, بحجة ان العام الدراسي قد بدأ. هل يوجد تصرف لا إنساني, أكبر من طرد نازحي حرب, من مدارس, لا تتوافر فيها مقومات الحياة, الى ملاعب مكشوفة, في وقت تهطل فيه الأمطار يوميا ؟ يحق للنظام, أو لأي طرف, أن يتحدث عن نصر مؤزر, ان جعل من أبين مدينة كما كانت قبل تسليمها لعصابات مسلحة, ويعيد ناسها المشردين في محافظات عدن ولحج الى منازلهم. نصر كهذا يستحق أن نصفق له, لا نصر مبهم. في هذه الحرب, الخاسر هو أبين, والمنتصر, يجب أن تكون " أبين ".. أبين فقط.