في الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم، يعيد التاريخ إلى أذهاننا بدايات أليمة.. عندما اندلعت حرب الحوثي وأكمل انقلابه على الشرعية في صنعاء، كنت طالبة في الثانوية العامة، لم أتوقع أن يتمدد الحوثي ويصل إلى عدن، أو بالأصح لم أكن أراها حقيقة يسهل حدوثها، وما هي إلا أيام حتى كنا الأمر الواقع.. أتتنا جماعة ومليشيا الحوثي الانقلابية لتعبث بمدينتي عدن، وتعيث فيها فسادا. تبلغنا الأخبار ونحن في صفوف الدراسة، وتقول إن تلك الجماعة قد أضحت قريبة جدا وعلى وشك دخول عدن.. هاجت الطالبات، وكانت المدرسة نموذجا مصغرا لعدن التي هاجت جميعها.. كنا نفكر كطالبات في الثانوية: ماذا نفعل؟! أين نذهب؟! وإلى من نلجأ؟! كان هذا هو الذعر الذي أصابنا وأصاب معظم العوائل فيما اتجه الرجال للتفكير بأمر المقاومة.. تشتت الناس وتفرق البعض، صمدت عائلتي إلى أن بات القصف قريبا، وكانت الأوضاع تشير علينا بالنزوح كما فعلت معظم الأسر، لكن كيف لنا أن نفارق عدن!؟ تركناها إلى محافظة أخرى ولكن كلنا أمل بعودة قريبة.. في الوقت ذاته انطلقت "عاصفة الحزم" لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، فكانت هي ترجمة أملنا بعودة قريبة إلى عدن الحبيبة، وأمل كل اليمنيين بعودة الوطن عموما. انطلقت عاصفة الحزم وفي ثناياها أهداف ومقاصد جلية مرتكزة على ردع المليشيا الحوثية وإنهاء خطرها من خلال التدخل المباشر والدعم للشرعية برئاسة الرئيس هادي لاستعادة مكانها على كل التراب الوطني. حققت عاصفة الحزم انتصارات متتالية، كان أولها دعم ومساندة أبناء عدن وتحريرها، وتحققت أمنية العودة بأقرب مما كنت أتصور. لا أدري، هل عدنا إلى عدن، أم عادت إلينا عدن؟! هل عدنا إلى الحياة، أم عادت إلينا الحياة!! بل كل ذلك حدث بالفعل بفضل الله تعالى ثم بفضل أبناء هذه المدينة الباسلة وكل الوطنيين الأحرار، ولا نزال وكل اليمنيين ماضين مع الشرعية بقيادة رئيس الجمهورية، ومع التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وإلى أن تنهي عاصفة الحزم ما بدأته، وتحقق جميع أهدافها، ونرى اليمن وكل أرضه وأبنائه بخير وسلام وأمن واستقرار.