يأتي شهر رمضان هذا العام كغيره من الأعوام السابقة في الوقت الذي تزداد فيه الظروف الاقتصادية للمواطنين سوءاً عن السنوات التي تلت الحرب لتشكل عبأ جديدا على المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن . فمن خلال التجوال في أسواق عدن تتكون لك الفكرة واضحة عن حال الأوضاع المعيشية التي يعيشها أهالي المدينة حيث تشاهد أوجاه الكثير من الأسر المارة بالقرب من الأسواق والمحلات وقد صارت عاجزة عن شراء وتغطيته احتياجاتها الأساسية ناهيك عن المكملات التي تضفي لها لونا اخرا في هاذا الشهر بعد ان وصلت أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة. حيث أصبحت الأصوات المألوفة التي تسمعها هذه الأيام في الأسواق هي عبارات التوسل والرجاء لأصحاب المحلات بتخفيض الأسعار أو من الأطفال لأسرهم لشراء ما ترغب به نفسه كغيره من الأطفال ويتبع ذلك صراخ وعويل للأطفال يقابله حسرات الألم للأب والأم اللذين يقول لسان حالهما «العين بصيرة واليد قصيرة. وتسبب هذا التدهور في اختفاء الكثير من أصناف الأطعمة التي تعود المواطنين العدنيين عليها في موائدهم الرمضانية بسبب ارتفاع أسعارها الجنونية حيث أصبحت العديد من الأسر غير قادرة على شراء حتى أبسط المواد الضرورية في ظل أجواء شديدة الحرارة والرطوبة.
صائمون طوال العام وفي نفس السياق أكد المواطن شاكر العدني في تصريح خاص ل " الصحوة نت " ان مظاهر استقبال شهر رمضان لهذا العام وقبلها بعامين لم تكن ملفتة في عدن بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية التي انعكست سلبا على أحوالهم ومعيشتهم.
وأضاف العدني لم يعد شهر رمضان بالنسبة لنا، شهر الصيام، لسبب بسيط هو أننا صائمون طوال العام لشحة المواد الغذائية وانعدام أبسط مقومات الحياة بعد ان صارت الحياة للأسر في عدن صعبة جراء غلاء المعيشة وتدهور العملة المحلية ليتلاشى دخل الفرد أمامها الأمر الذي زاد من معاناة الاسر العدنية.
وأكد ان هذا الانهيار ساهمت فيه الحكومة لعدم اتخاذها إجراءات حقيقية للتخفيف من معاناة المواطن البسيط الذي يبحث بين الركام عن شيء يسد به رمقه وحاجة أولاده من بقايا التجار والباعة الذين يتحكمون بأسعار السلع لانعدام الرقابة.
موسم العبادة والفرحة من جهتها قالت أم صلاح التي يعمل زوجها في قطاع خاص ولها أربعة من الأولاد لا أحد ينظر إلى حالنا في ظل أوضاعنا المزرية التي نمر بها ونعيش حاليا على معيل واحد وبراتب ضئيل (45 ألف ريال) لا يكفي حتى لتغطية ضرورياتنا اليومية، ونحن غير قادرين على تحسين وضعنا المعيشية . وأضافت أم صلاح في تصريح خاص ل"الصحوة نت " إنها لا تملك ما تشتري به أبسط الضروريات او ما يمكنها من مجاراة متطلبات الحياة البسيطة. وتابعت ام صلاح كنا نستقبل شهر رمضان بفرح غامر طوال حياتنا لاتخاذه موسما للعبادة ولأفضل الوجبات الشهية غير أن الحرب الدائرة في البلاد القت بظلالها على المواطن واصبح يعيش أوضاعا معيشية واقتصادية صعبة للغاية.