صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليالٍ عامرة بالذكر.. وطقوس عصية على النسيان
رمضان في عدن..
نشر في الجمهورية يوم 02 - 07 - 2014

«مرحب مرحب يا رمضان.. يا مرحبا بك يا رمضان» كلمات ترددها ألسنة الأطفال هنا وهناك، ابتهاجاً بحلول شهر المحبة والتسامي والغفران، تصل لمسامع الناس فيستقبلونها بذات الروح الفياضة بالمحبة والصفاء.. وبروحانية متماهية تغذي القلب فيزداد شوقاً وعبادة لله، لم تستطع الظروف القاهرة التي يمر بها الوطن أن تغير طباع الناس في كيفية استقبال هذا الشهر، ورغم الغلاء والمشاكل والمحن ما زال الأمل ينير طريق كثيرين، ومازالت النفوس تواقة للأفضل، وما زال رمضان بنظرهم شهر المحبة والتغيير.. عن ليالي رمضان الفضيلة في عدن، وجمالية طقوس هذا الشهر، وترحيب واستعداد الأسر كضيف لطيف، كانت لنا لقاءات مقتضبة مع عدد من أبناء عدن تجدونها مختزلة في السطور التالية:
أهلاً رمضان
في البدء تحدثت الأستاذة التربوية نور فضل: هذا شهر فضيل، تتنزل فيه مغفرة ورحمة إلاهية خالصة دوناً عن سائر الأشهر، ناهيك أنه شهر كل ما فيه يشتهى وكل ما فيه يباع وتشتهي النفوس ما لا تشتهيه في سائر الأيام، حيث تزخر المائدة العدنية الرمضانية بشتى الأطباق، وتصبح البيوت أشبه بخلايا نحل تعمل بنشاط لتنتج اكثر و اكثر.
وعن العادات الرمضانية العدنية تقول نور إنها تختلف عن تقاليد وعادات المدن اليمنية الأخرى التي ورثها أهالي المدينة أباً عن جد، وتقوم الأسر قرب رمضان بتبادل الشاي المُلبن, والقهوة المزغولة، الفيمتو والماء البارد إلى السمار والمتواجدين أمام المنازل والجيران كنوع من التراحم وزيادة الألفة، وفي أيام الزمن الجميل أذكر أن والدي كان يقضي ايام الشهر في مقاهي عدن الشهيرة كمقهاية الشجرة ومقهاية فرع في شارع حسن وغيرها من المقاهي المشهورة، حيث كان الكتاب والشعراء وكبار المثقفين والسياسيين يستمتعون بقضاء سهراتهم الرمضانية فيها، والتي لا تخلو من تبادل الأدب والشعر والفكاهات الأدبية والسياسية والموسيقى والدندنات والأغاني و الرقصات الشعبية ذات النكهة العدنية الأصيلة.
وعن المأكولات الرمضانية تقول الأستاذة نور إن وجبة الفطور مثلاً تتكون من القهوة قشر – مزغول، والتمر والشوربة والسمبوسة والباجية والخمير الحالي واللبنية والبدامي، ثم بعد وجبة الفطور الذهاب إلى المسجد للصلاة وبعد ذلك يُقدم العشاء، وهو العشاء العدني – رز ولحم ، أو رز وسمك صانونة مطفاية وبسباس وعُشار أو شتني أو بسباس مع الحُمر ، أو بسباس أخضر مع الجُبن.
وتضيف: اننا لا يمكن ايضا ان نعيش الأجواء الرمضانية دون الاستغناء عن الألعاب الشعبية في عدن و التي لها تاريخ عريق تناقلته الأجيال، ومعظم هذه الألعاب كانت تتواجد في كل حوافي عدن، واليوم لا يستغني عنها الأولاد و الأطفال في الشوارع كتعبير عن فرحتهم بإطلالة الشهر، كما اننا لا نستطيع انكار ما اشتهرت به عدن ايام زمان من عادات جميلة إلا أنها انحسرت للأسف بفعل ظروف المعيشة الآنية كظاهرة مدفع الإفطار و المسحراتي الذي كان يطوف حواري وشوارع المدينة معلناً للناس وقت السحور بعبارات معينة مثل “اصحى يا نايم وحد الدايم” وذلك استعداداً لصيام يوم جديد من أيام الشهر، كل ذلك كان له وقع آخر في قلوبنا وبغض النظر عن كل تلك المفارقات إلا اننا حقا سعداء بقدومه كضيف غال جدا على قلوبنا.
عدن غير
رشا لقمان متزوجة و ربة بيت من أبناء الجالية اليمنية في الخارج، تقول: حقيقة لا استطيع ان اتصور كيف سأقضي رمضان وأنا بعيدة عن عدن و قلوب ناسها البسطاء الطيبين، ونفوسهم الهانئة، ومشاعر العطف والحب والتعاون و التآزر بين الجميع والتي تتضاعف أكثر خلال الشهر الفضيل، اشتاق حقا لتلك الطقوس ابتداء من استعداد العدنيين للشهر الفضيل قبل حلوله بفترة، و مع أولى مظاهر الشهر و التي تبدأ مع رؤية هلال رمضان بعد صلاة المغرب مباشرة، حيث يتجمع الناس على تباين فئاتهم الاجتماعية ، واختلاف أعمارهم ك خروج الأطفال حاملين شعلات النار و الفوانيس الرمضانية و المصابيح المضاءة مرحبين بقدوم الشهر بعبارات قريبة جدا من القلب منها : “مرحب مرحب يا رمضان .. يا مرحبا بك يا رمضان” و كذا تعالى اصوات المساجد في آخر جمعة من شهر شعبان ترحيباً بقدوم الشهر المبارك، كما ان سعادتنا كانت لا توصف و نحن نتبادل بيننا أنواعا شتى من المأكولات الرمضانية من الشوربة والباجية والسنبوسة والمدربش والشفوت وبنت الشيخ وقطائف العسل والكعك والكيك والمقرمش والخبز واللحوح و غيرها من المأكولات الرمضانية اللذيذة التي تتبادلها العائلات بينهم البين في هذا الشهر كعادة رمضانية محببة لها أبعاد أخلاقية جميلة.
تكمل رشا قائلة: اشعر بسعادة بالغة عند اجتماعنا حول مائدة افطار واحدة تجمع عائلتي من صغيرها إلى كبيرها بنفوس لا تحمل إلا المودة و الألفة و التراحم، كما لا يقل الأمر حلاوة و جمالا عن الطقوس المحببة لقلوبنا منها ذهابي وبعض نساء حارتي لأداء صلاة التراويح و قراءة آيات من القرآن الكريم يلحقه الزيارات النسائية والاجتماعات العائلية التي نتبادل فيها السمر والحكايات و الذكريات حتى ساعات متأخرة من الليل، والتي لا نستغني عنها في تلك الأجواء، فرمضان بالنسبة لنا شهر الخيرات والمحبة وصلة الارحام إلى ان يأتي وقت السحور، لنبدأ معه تجهيز و اعداد فتة الخبز و هي بالنسبة لنا وجبة السحور الرئيسية.
أهازيج وطقوس
يقول نائف عوض و هو يعمل صياداً في بحر صيرة: عند ثبوت رؤية هلال الشهر و ما إن يعلن عن ذلك حتى يسري الفرح و السرور والبهجة في قلوب الناس، حتى مياه البحر تصبح أكثر توهجاً وفرحاً بسطوعه وتتلألأ الشواطئ بأضواء القناديل المعلقة فوق القوارب الشراعية بمختلف احجامها و اشكالها و ألوانها، كل شيء يختلف في المدينة حيث يصبح ليلها نهار اً ونهارها ليلاً، ونقوم نحن الصيادين على شاطئ البحر بأداء رقصات معينة نطلق عليها ب الغيّة تعبيرا عن فرحنا و بهجتنا بحلول الشهر ننشد معها عبارات معينة وبطقوس ننتظرها بفارغ الصبر من رمضان لرمضان.
أمسيات و ندوات رمضانية
و عن دور منظمات المجتمع المدني في اثراء الشهر الفضيل يتكلم الاستاذ علي محروق رئيس مؤسسة فكر للتنمية بمدينة عدن عن دور المؤسسة في تدشين برنامجها الشبابي الرمضاني تحت شعار (رمضان غير) الذي يتضمن عدد اً من الأنشطة والفعاليات الشبابية التي تضم مسابقة ثقافية لعدد من منظمات المجتمع المدني بعدن، وأيضا عدد من الأمسيات والندوات الرمضانية، وتنظيم ليلة رمضانية مع اطفال دار الطفولة الآمنة سيتم خلالها تنظيم أنشطة ترفيهية مع هؤلاء، وتوزيع عدد من الهدايا وكذلك توزيع حقيبة رمضان التي هي عبارة عن (تمر- أرز- زيت - سكر).
يضيف محروق ان هذا البرنامج يهدف الى اشغال وقت الشباب في هذا الشهر الكريم، وتفعيل دورهم الشبابي في مجال دعوة المجتمع الى تبني قضاياهم وانشطتهم الشبابية، ايضا نهدف الى لمّ الشباب واحياء روح الاخوة بينهم من خلال تنظيم هذه الفعاليات ومساعدة فئة الناس الأشد فقرا والذين يمثلون الشريحة الواسعة من المجتمع التي تعاني الفقر والعوز، وتقديم العون والمساعدة لهم حتى نتشارك جميعنا في جمال وروحانية هذا الشهر الفضيل.
استهلاك!
يقول الأخ محمد الشيباني وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية، إن هذا العام هو اسوأ ما يكون فبالرغم من أن حركة البيع في المحلات التجارية تصل إلى أفضل مستوياتها خلال ساعات النهار، إلا ان هذه الحركة لازالت ضئيلة فقد تراجعت نسبة و كمية المبيعات مقارنة بالسنوات السابقة، وكل ذلك يرجع إلى ارتفاع المشتقات النفطية التي أثرت بشكل مباشر على مبيعاتنا.
تحدثنا الأخت حنان عمر في هذا الصدد وهي ربة بيت وأم لعدة ابناء ان حال الناس اليوم لم يعد كالسابق، فعدن اليوم تختلف عن عدن الأمس، وفي السابق كان الناس يستطيعون شراء كل احتياجات الشهر من اغراض وأوان ولوازم ومأكولات، وكانت التكاليف والصرفيات مقدوراً عليها نوعا ما، ورخيصة وفي متناول الجميع، لكن اليوم بات الوضع مختلف تماما ففي ظل ارتفاع الأسعار من قبل اصحاب المحلات والتجار خاصة اسعار الحبوب والقمح والزيت والغاز، حتى ان الدخل الشهري نفسه أصبح لا يفي بالغرض، وهنا لا يسعنا إلا أن ننشد الرأفة من قبل التجار وملاك المصانع، كما نأمل ان لا تكون هناك جرعات سعرية قادمة للمشتقات النفطية.
انفاق يتزايد
و في هذا الصدد يقول الأستاذ محمد قاسم المفلحي - استاذ قسم اقتصاد العلوم الماليه والمصرفيه في كلية الاقتصاد - جامعة عدن إن السلوك الاستهلاكي للفرد في رمضان مرتبط بمناسبة دينية، وهو يختلف عن الظروف العادية بشكل تام، مما يجعل الانفاق يتزايد وبالوقت الذي نجد انه رغم الاستعداد المبكر من قبل التجار لعملية عرض المواد الاستهلاكيه الرمضانية في السوق اليمني بشكل عام، إلا أن القدره الشرائية لدى المواطنين ما زالت ضعيفة في الشارع اليمني، وهنا نستطيع القول بأن الوضع في البلد وعدم الاستقرار في اليمن خلال السنوات السابقة وفي الوقت الحالي ايضاً أثر كارثياً على اقتصاد البلد، مما جعل الكثير من اليمنيين يعانون فعلاً من شظف العيش بعد أن ضعفت قدرتهم الشرائية على الانفاق وشراء حتى حاجاتهم الضرورية في بعض الأحيان. كما أن القدرة الشرائية للمواطن مرتبطة بكمية ادخاره للمال فإذا كان ادخاره يعاني هو الآخر من أزمات استدعت تقلصه في ظل ارتفاع الأسعار و ثبات دخله المعيشي فهذا شيء طبيعي ان تتدهور الحالة المعيشية للفرد في ظل ثبات الدخل وارتفاع الاسعار، وايضاً من الطبيعي ان يعاني السوق اليوم من قلة الطلب على السلع والمنتجات المعروضة وذلك للأسباب التي تم ذكرها سابقاً!!.. يضيف المفلحي انه وبحسب احصائيات للأمم المتحدة التي صدرت الشهر الماضي عن ارتفاع عدد المواطنين المحتاجين لمساعدات إنسانية إلى 14 مليون مواطن من اصل 25 مليون مواطن عدد سكان البلاد ، ان هذا يعني ان اكثر من نصف سكان البلد يحتاج الى المساعدة، وإن كل هذا يجعلنا نقف وقفة جاده للبحث عن الحلول لنتدارك ذلك حتى نستطيع التعايش، فهذا شهر التعايش والمحبة والرحمة، وعلى التجار وأصحاب المحلات التجارية ان يدركوا معنى ذلك وعليهم مراعاة المواطن خلال هذا الشهر المبارك.
بين امتحانات العام و كأس العالم
أما الشاب رؤوم العولقي و هو طالب ثانوية عامة في السنة الأخيرة فهمومه تختلف عما سبق حيث يقول بأسى حقيقة كم كنت أود و أتمنى لو انتهينا سريعا من أداء الامتحانات الوزارية هذا العام وفق الوقت المحدد لها من قبل الوزارة إلا انه بسبب حالة التأجيل و الظرف التي استدعت ذلك من تسريبات الأسئلة الامتحانات الوزارية لهذا العام الأمر الذي جعل الوزارة تعلن تأجيل ثلاثة امتحانات على التوالي إلى شهر رمضان و هنا سنجد صعوبة نوعا ما في عملية المراجعة خاصة في ظل ظروفنا هذه، و نحن نعاني من الإنقطاعات الكهربائية المستمرة وأيضا في ذهابنا و نحن صائمون لأداء الامتحانات الوزارية كما انها أتت في ظل ظروف نشهد جميعا فيها مباريات كأس العالم؛ وهنا لن نستطيع التوفيق بشكل تام و مرضٍ إلا أننا نأمل في بركة هذا الشهر ان يرزقنا الله الكريم أجر الشهر و أجر العمل و الاجتهاد والعبادة معاً.
طقوس رمضانية خالصة
وعن الطقوس الروحانية التي تلازم الصائمين خلال الشهر يقول الشاب رشيد طه كلما زارنا رمضان و في كل عام عند بدء الشهر اتذكر كلمات كنت قد كتبتها لنفسي قبل عدة اعوام و هي غاية في الجمال تلهمني اكثر و تزيدني قربا و تمسكا لله في هذا الشهر الرائع و هي:
جاهد نفسك قدر استطاعتك
واغسل قلبك قبل جسدك
ولسانك قبل يديك
وأفسد كل محاولاتهم لإفساد صيامك
واحذر أن تكون من أولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى العطش والجوع ..
فعلينا ان نكتسب الحسنات والأعمال الصالحة وان نغتنم فيه من الأوقات في قراءة القرآن الكريم وحضور مجالس الذكر ومواظبة الصلوات المفروضة والسنن الراتبة، وقيام صلاة التراويح إنه باختصار شهر البركات و الرحمة و الغفران.
حلقات الذكر
و في قلب كريتر- عدن يحدثنا الأستاذ المهندس نبيل عبد الإله قائلاً: حقيقة لا أستطيع ان أعيش أيام الشهر الفضيل بعيداً عن حلاوة استشعار إيمانيته وروحانيته سواء بقراءة القرآن وختمه أو حلقات الذكر التي أحب ان أشاركها مع أخواني وأحبابي سواء في مساجد عدن الشهيرة أو التكايا والأربطة الخاصة بالصوفية هناك، حيث الروحانية تتجلى في أسمى معانيها وتتأصل فينا ونتنفسها عطرا نقيا يسكن الوجدان، ليزيدنا إيماناً وقربا اكثر من المولى عز و جل، و في هذه المساجد تحديدا استشعر حلاوة وروحانية الشهر الفضيل، فما إن ننتهي من صلاة التراويح حتى نبدأ بعدها في احياء قلوبنا بجلسات الذكر سواء كانت من خلال تبادل آيات القرآن الكريم و ذكر الله «الحضرة» أو قراءة القرآن وحده استعدادا لختمه كاملاً، ولا نزال على ذلك حتى وقت السحور .. كما أننا في أوقات متفرقة من الشهر نستطيع ان نسمع قرعات الطبول و صدح اصوات المنشدين بالمدائح النبوية، ونرى أصحاب الطوائف الصوفية يخرجون للأسواق العامة بملابسهم البيضاء ذات الوشاح الأخضر كما يحرص، هؤلاء المتصوفون على اظهار شعائرهم الدينية الخاصة واخلاقياتهم التي تميزهم عن باقي الطرائق من خلال حرصهم على تقديم موائد الإفطار والسحور وتوزيع الخيرات على ذوي الحاجة و الفقراء والمحتاجين، اننا بالفعل ننتظر هذا الشهر بفارغ الصبر لأنه يجعلنا أكثر استحضاراً وقرباً من الله عز وجل.
مجالس قات
يقول السيد نائف عوض موظف - قطاع حكومي: في عدن وفي المساء وتحديدا بعد أداء صلاة العشاء والتراويح التي نؤديها جماعة في المساجد، ومع كثرة القناديل المضاءة في كل ركن من أركان المساجد، تستطيع تشعر بروحانية كبيرة تسري في المسجد، وبعد الفراغ من أداء الصلاة نتجه أفرادًا وجماعات على تباين مستوياتنا الاجتماعية إلى سوق القات، وبعدها نلتحق في أماكن تسمى (مجالس القات)، نمضغ القات، وهناك نتبادل الحديث في تلك المجالس أو (المبارز) في الكثير من الأمور الاجتماعية والسير التاريخية والمناقشات الأدبية والقراءات الشعرية والأمور الثقافية والسياسية حتى وقت متأخر من الليل، ويضيف مجالس القات الآن اصبحت أشبه بصالونات الأدب والثقافة في العهد القديم.
شهر التسامح
تقول أم قصي - ربة بيت: ان المعروف عن العدنيين اخلاقهم ومحبتهم وتصالحهم وتسامحهم مع كل شعوب العالم، وهذا الشهر أتى ليكون مثبتاً لهذه القيم الفضلى التي يتحلى بها ناس عدن منذ القدم، فهذا رمضان شهر أتى إلينا لنزيل الضغائن والأحقاد، ونغتنمه بالمكاسب والغنائم والحسنات والخيرات, نصل أرحامنا، ونعطف على صغارنا، ونرحم كبيرنا، ونتصدق على الفقراء والمحتاجين، ونترك السلوكيات السيئة، ونغير طبائعنا ونتخلق بأخلاق حميدة، ونعمل على ما يرضي ربنا عز وجل.
وأنني أرجو من الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا وصلواتنا وزكاتنا خلال الشهر، وسائر أعمالنا الصالحة، وندرك ليلة القدر، ويحسن خواتمنا إنه قدير على ذلك، ويزيدنا إيمانا ويرزقنا وإياكم الفردوس آمين يا رب العالمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.