الفريق علي محسن الأحمر ينعي أحمد مساعد حسين .. ويعزي الرئيس السابق ''هادي''    ما لا تعرفونه عن الشيخ عبدالمجيد الزنداني    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان في عدن..
ليالٍ عامرة بالذكر.. وطقوس عصية على النسيان
نشر في الجمهورية يوم 02 - 07 - 2014

«مرحب مرحب يا رمضان.. يا مرحبا بك يا رمضان» كلمات ترددها ألسنة الأطفال هنا وهناك، ابتهاجاً بحلول شهر المحبة والتسامي والغفران، تصل لمسامع الناس فيستقبلونها بذات الروح الفياضة بالمحبة والصفاء.. وبروحانية متماهية تغذي القلب فيزداد شوقاً وعبادة لله، لم تستطع الظروف القاهرة التي يمر بها الوطن أن تغير طباع الناس في كيفية استقبال هذا الشهر، ورغم الغلاء والمشاكل والمحن ما زال الأمل ينير طريق كثيرين، ومازالت النفوس تواقة للأفضل، وما زال رمضان بنظرهم شهر المحبة والتغيير.. عن ليالي رمضان الفضيلة في عدن، وجمالية طقوس هذا الشهر، وترحيب واستعداد الأسر كضيف لطيف، كانت لنا لقاءات مقتضبة مع عدد من أبناء عدن تجدونها مختزلة في السطور التالية:
أهلاً رمضان
في البدء تحدثت الأستاذة التربوية نور فضل: هذا شهر فضيل، تتنزل فيه مغفرة ورحمة إلاهية خالصة دوناً عن سائر الأشهر، ناهيك أنه شهر كل ما فيه يشتهى وكل ما فيه يباع وتشتهي النفوس ما لا تشتهيه في سائر الأيام، حيث تزخر المائدة العدنية الرمضانية بشتى الأطباق، وتصبح البيوت أشبه بخلايا نحل تعمل بنشاط لتنتج اكثر و اكثر.
وعن العادات الرمضانية العدنية تقول نور إنها تختلف عن تقاليد وعادات المدن اليمنية الأخرى التي ورثها أهالي المدينة أباً عن جد، وتقوم الأسر قرب رمضان بتبادل الشاي المُلبن, والقهوة المزغولة، الفيمتو والماء البارد إلى السمار والمتواجدين أمام المنازل والجيران كنوع من التراحم وزيادة الألفة، وفي أيام الزمن الجميل أذكر أن والدي كان يقضي ايام الشهر في مقاهي عدن الشهيرة كمقهاية الشجرة ومقهاية فرع في شارع حسن وغيرها من المقاهي المشهورة، حيث كان الكتاب والشعراء وكبار المثقفين والسياسيين يستمتعون بقضاء سهراتهم الرمضانية فيها، والتي لا تخلو من تبادل الأدب والشعر والفكاهات الأدبية والسياسية والموسيقى والدندنات والأغاني و الرقصات الشعبية ذات النكهة العدنية الأصيلة.
وعن المأكولات الرمضانية تقول الأستاذة نور إن وجبة الفطور مثلاً تتكون من القهوة قشر – مزغول، والتمر والشوربة والسمبوسة والباجية والخمير الحالي واللبنية والبدامي، ثم بعد وجبة الفطور الذهاب إلى المسجد للصلاة وبعد ذلك يُقدم العشاء، وهو العشاء العدني – رز ولحم ، أو رز وسمك صانونة مطفاية وبسباس وعُشار أو شتني أو بسباس مع الحُمر ، أو بسباس أخضر مع الجُبن.
وتضيف: اننا لا يمكن ايضا ان نعيش الأجواء الرمضانية دون الاستغناء عن الألعاب الشعبية في عدن و التي لها تاريخ عريق تناقلته الأجيال، ومعظم هذه الألعاب كانت تتواجد في كل حوافي عدن، واليوم لا يستغني عنها الأولاد و الأطفال في الشوارع كتعبير عن فرحتهم بإطلالة الشهر، كما اننا لا نستطيع انكار ما اشتهرت به عدن ايام زمان من عادات جميلة إلا أنها انحسرت للأسف بفعل ظروف المعيشة الآنية كظاهرة مدفع الإفطار و المسحراتي الذي كان يطوف حواري وشوارع المدينة معلناً للناس وقت السحور بعبارات معينة مثل “اصحى يا نايم وحد الدايم” وذلك استعداداً لصيام يوم جديد من أيام الشهر، كل ذلك كان له وقع آخر في قلوبنا وبغض النظر عن كل تلك المفارقات إلا اننا حقا سعداء بقدومه كضيف غال جدا على قلوبنا.
عدن غير
رشا لقمان متزوجة و ربة بيت من أبناء الجالية اليمنية في الخارج، تقول: حقيقة لا استطيع ان اتصور كيف سأقضي رمضان وأنا بعيدة عن عدن و قلوب ناسها البسطاء الطيبين، ونفوسهم الهانئة، ومشاعر العطف والحب والتعاون و التآزر بين الجميع والتي تتضاعف أكثر خلال الشهر الفضيل، اشتاق حقا لتلك الطقوس ابتداء من استعداد العدنيين للشهر الفضيل قبل حلوله بفترة، و مع أولى مظاهر الشهر و التي تبدأ مع رؤية هلال رمضان بعد صلاة المغرب مباشرة، حيث يتجمع الناس على تباين فئاتهم الاجتماعية ، واختلاف أعمارهم ك خروج الأطفال حاملين شعلات النار و الفوانيس الرمضانية و المصابيح المضاءة مرحبين بقدوم الشهر بعبارات قريبة جدا من القلب منها : “مرحب مرحب يا رمضان .. يا مرحبا بك يا رمضان” و كذا تعالى اصوات المساجد في آخر جمعة من شهر شعبان ترحيباً بقدوم الشهر المبارك، كما ان سعادتنا كانت لا توصف و نحن نتبادل بيننا أنواعا شتى من المأكولات الرمضانية من الشوربة والباجية والسنبوسة والمدربش والشفوت وبنت الشيخ وقطائف العسل والكعك والكيك والمقرمش والخبز واللحوح و غيرها من المأكولات الرمضانية اللذيذة التي تتبادلها العائلات بينهم البين في هذا الشهر كعادة رمضانية محببة لها أبعاد أخلاقية جميلة.
تكمل رشا قائلة: اشعر بسعادة بالغة عند اجتماعنا حول مائدة افطار واحدة تجمع عائلتي من صغيرها إلى كبيرها بنفوس لا تحمل إلا المودة و الألفة و التراحم، كما لا يقل الأمر حلاوة و جمالا عن الطقوس المحببة لقلوبنا منها ذهابي وبعض نساء حارتي لأداء صلاة التراويح و قراءة آيات من القرآن الكريم يلحقه الزيارات النسائية والاجتماعات العائلية التي نتبادل فيها السمر والحكايات و الذكريات حتى ساعات متأخرة من الليل، والتي لا نستغني عنها في تلك الأجواء، فرمضان بالنسبة لنا شهر الخيرات والمحبة وصلة الارحام إلى ان يأتي وقت السحور، لنبدأ معه تجهيز و اعداد فتة الخبز و هي بالنسبة لنا وجبة السحور الرئيسية.
أهازيج وطقوس
يقول نائف عوض و هو يعمل صياداً في بحر صيرة: عند ثبوت رؤية هلال الشهر و ما إن يعلن عن ذلك حتى يسري الفرح و السرور والبهجة في قلوب الناس، حتى مياه البحر تصبح أكثر توهجاً وفرحاً بسطوعه وتتلألأ الشواطئ بأضواء القناديل المعلقة فوق القوارب الشراعية بمختلف احجامها و اشكالها و ألوانها، كل شيء يختلف في المدينة حيث يصبح ليلها نهار اً ونهارها ليلاً، ونقوم نحن الصيادين على شاطئ البحر بأداء رقصات معينة نطلق عليها ب الغيّة تعبيرا عن فرحنا و بهجتنا بحلول الشهر ننشد معها عبارات معينة وبطقوس ننتظرها بفارغ الصبر من رمضان لرمضان.
أمسيات و ندوات رمضانية
و عن دور منظمات المجتمع المدني في اثراء الشهر الفضيل يتكلم الاستاذ علي محروق رئيس مؤسسة فكر للتنمية بمدينة عدن عن دور المؤسسة في تدشين برنامجها الشبابي الرمضاني تحت شعار (رمضان غير) الذي يتضمن عدد اً من الأنشطة والفعاليات الشبابية التي تضم مسابقة ثقافية لعدد من منظمات المجتمع المدني بعدن، وأيضا عدد من الأمسيات والندوات الرمضانية، وتنظيم ليلة رمضانية مع اطفال دار الطفولة الآمنة سيتم خلالها تنظيم أنشطة ترفيهية مع هؤلاء، وتوزيع عدد من الهدايا وكذلك توزيع حقيبة رمضان التي هي عبارة عن (تمر- أرز- زيت - سكر).
يضيف محروق ان هذا البرنامج يهدف الى اشغال وقت الشباب في هذا الشهر الكريم، وتفعيل دورهم الشبابي في مجال دعوة المجتمع الى تبني قضاياهم وانشطتهم الشبابية، ايضا نهدف الى لمّ الشباب واحياء روح الاخوة بينهم من خلال تنظيم هذه الفعاليات ومساعدة فئة الناس الأشد فقرا والذين يمثلون الشريحة الواسعة من المجتمع التي تعاني الفقر والعوز، وتقديم العون والمساعدة لهم حتى نتشارك جميعنا في جمال وروحانية هذا الشهر الفضيل.
استهلاك!
يقول الأخ محمد الشيباني وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية، إن هذا العام هو اسوأ ما يكون فبالرغم من أن حركة البيع في المحلات التجارية تصل إلى أفضل مستوياتها خلال ساعات النهار، إلا ان هذه الحركة لازالت ضئيلة فقد تراجعت نسبة و كمية المبيعات مقارنة بالسنوات السابقة، وكل ذلك يرجع إلى ارتفاع المشتقات النفطية التي أثرت بشكل مباشر على مبيعاتنا.
تحدثنا الأخت حنان عمر في هذا الصدد وهي ربة بيت وأم لعدة ابناء ان حال الناس اليوم لم يعد كالسابق، فعدن اليوم تختلف عن عدن الأمس، وفي السابق كان الناس يستطيعون شراء كل احتياجات الشهر من اغراض وأوان ولوازم ومأكولات، وكانت التكاليف والصرفيات مقدوراً عليها نوعا ما، ورخيصة وفي متناول الجميع، لكن اليوم بات الوضع مختلف تماما ففي ظل ارتفاع الأسعار من قبل اصحاب المحلات والتجار خاصة اسعار الحبوب والقمح والزيت والغاز، حتى ان الدخل الشهري نفسه أصبح لا يفي بالغرض، وهنا لا يسعنا إلا أن ننشد الرأفة من قبل التجار وملاك المصانع، كما نأمل ان لا تكون هناك جرعات سعرية قادمة للمشتقات النفطية.
انفاق يتزايد
و في هذا الصدد يقول الأستاذ محمد قاسم المفلحي - استاذ قسم اقتصاد العلوم الماليه والمصرفيه في كلية الاقتصاد - جامعة عدن إن السلوك الاستهلاكي للفرد في رمضان مرتبط بمناسبة دينية، وهو يختلف عن الظروف العادية بشكل تام، مما يجعل الانفاق يتزايد وبالوقت الذي نجد انه رغم الاستعداد المبكر من قبل التجار لعملية عرض المواد الاستهلاكيه الرمضانية في السوق اليمني بشكل عام، إلا أن القدره الشرائية لدى المواطنين ما زالت ضعيفة في الشارع اليمني، وهنا نستطيع القول بأن الوضع في البلد وعدم الاستقرار في اليمن خلال السنوات السابقة وفي الوقت الحالي ايضاً أثر كارثياً على اقتصاد البلد، مما جعل الكثير من اليمنيين يعانون فعلاً من شظف العيش بعد أن ضعفت قدرتهم الشرائية على الانفاق وشراء حتى حاجاتهم الضرورية في بعض الأحيان. كما أن القدرة الشرائية للمواطن مرتبطة بكمية ادخاره للمال فإذا كان ادخاره يعاني هو الآخر من أزمات استدعت تقلصه في ظل ارتفاع الأسعار و ثبات دخله المعيشي فهذا شيء طبيعي ان تتدهور الحالة المعيشية للفرد في ظل ثبات الدخل وارتفاع الاسعار، وايضاً من الطبيعي ان يعاني السوق اليوم من قلة الطلب على السلع والمنتجات المعروضة وذلك للأسباب التي تم ذكرها سابقاً!!.. يضيف المفلحي انه وبحسب احصائيات للأمم المتحدة التي صدرت الشهر الماضي عن ارتفاع عدد المواطنين المحتاجين لمساعدات إنسانية إلى 14 مليون مواطن من اصل 25 مليون مواطن عدد سكان البلاد ، ان هذا يعني ان اكثر من نصف سكان البلد يحتاج الى المساعدة، وإن كل هذا يجعلنا نقف وقفة جاده للبحث عن الحلول لنتدارك ذلك حتى نستطيع التعايش، فهذا شهر التعايش والمحبة والرحمة، وعلى التجار وأصحاب المحلات التجارية ان يدركوا معنى ذلك وعليهم مراعاة المواطن خلال هذا الشهر المبارك.
بين امتحانات العام و كأس العالم
أما الشاب رؤوم العولقي و هو طالب ثانوية عامة في السنة الأخيرة فهمومه تختلف عما سبق حيث يقول بأسى حقيقة كم كنت أود و أتمنى لو انتهينا سريعا من أداء الامتحانات الوزارية هذا العام وفق الوقت المحدد لها من قبل الوزارة إلا انه بسبب حالة التأجيل و الظرف التي استدعت ذلك من تسريبات الأسئلة الامتحانات الوزارية لهذا العام الأمر الذي جعل الوزارة تعلن تأجيل ثلاثة امتحانات على التوالي إلى شهر رمضان و هنا سنجد صعوبة نوعا ما في عملية المراجعة خاصة في ظل ظروفنا هذه، و نحن نعاني من الإنقطاعات الكهربائية المستمرة وأيضا في ذهابنا و نحن صائمون لأداء الامتحانات الوزارية كما انها أتت في ظل ظروف نشهد جميعا فيها مباريات كأس العالم؛ وهنا لن نستطيع التوفيق بشكل تام و مرضٍ إلا أننا نأمل في بركة هذا الشهر ان يرزقنا الله الكريم أجر الشهر و أجر العمل و الاجتهاد والعبادة معاً.
طقوس رمضانية خالصة
وعن الطقوس الروحانية التي تلازم الصائمين خلال الشهر يقول الشاب رشيد طه كلما زارنا رمضان و في كل عام عند بدء الشهر اتذكر كلمات كنت قد كتبتها لنفسي قبل عدة اعوام و هي غاية في الجمال تلهمني اكثر و تزيدني قربا و تمسكا لله في هذا الشهر الرائع و هي:
جاهد نفسك قدر استطاعتك
واغسل قلبك قبل جسدك
ولسانك قبل يديك
وأفسد كل محاولاتهم لإفساد صيامك
واحذر أن تكون من أولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى العطش والجوع ..
فعلينا ان نكتسب الحسنات والأعمال الصالحة وان نغتنم فيه من الأوقات في قراءة القرآن الكريم وحضور مجالس الذكر ومواظبة الصلوات المفروضة والسنن الراتبة، وقيام صلاة التراويح إنه باختصار شهر البركات و الرحمة و الغفران.
حلقات الذكر
و في قلب كريتر- عدن يحدثنا الأستاذ المهندس نبيل عبد الإله قائلاً: حقيقة لا أستطيع ان أعيش أيام الشهر الفضيل بعيداً عن حلاوة استشعار إيمانيته وروحانيته سواء بقراءة القرآن وختمه أو حلقات الذكر التي أحب ان أشاركها مع أخواني وأحبابي سواء في مساجد عدن الشهيرة أو التكايا والأربطة الخاصة بالصوفية هناك، حيث الروحانية تتجلى في أسمى معانيها وتتأصل فينا ونتنفسها عطرا نقيا يسكن الوجدان، ليزيدنا إيماناً وقربا اكثر من المولى عز و جل، و في هذه المساجد تحديدا استشعر حلاوة وروحانية الشهر الفضيل، فما إن ننتهي من صلاة التراويح حتى نبدأ بعدها في احياء قلوبنا بجلسات الذكر سواء كانت من خلال تبادل آيات القرآن الكريم و ذكر الله «الحضرة» أو قراءة القرآن وحده استعدادا لختمه كاملاً، ولا نزال على ذلك حتى وقت السحور .. كما أننا في أوقات متفرقة من الشهر نستطيع ان نسمع قرعات الطبول و صدح اصوات المنشدين بالمدائح النبوية، ونرى أصحاب الطوائف الصوفية يخرجون للأسواق العامة بملابسهم البيضاء ذات الوشاح الأخضر كما يحرص، هؤلاء المتصوفون على اظهار شعائرهم الدينية الخاصة واخلاقياتهم التي تميزهم عن باقي الطرائق من خلال حرصهم على تقديم موائد الإفطار والسحور وتوزيع الخيرات على ذوي الحاجة و الفقراء والمحتاجين، اننا بالفعل ننتظر هذا الشهر بفارغ الصبر لأنه يجعلنا أكثر استحضاراً وقرباً من الله عز وجل.
مجالس قات
يقول السيد نائف عوض موظف - قطاع حكومي: في عدن وفي المساء وتحديدا بعد أداء صلاة العشاء والتراويح التي نؤديها جماعة في المساجد، ومع كثرة القناديل المضاءة في كل ركن من أركان المساجد، تستطيع تشعر بروحانية كبيرة تسري في المسجد، وبعد الفراغ من أداء الصلاة نتجه أفرادًا وجماعات على تباين مستوياتنا الاجتماعية إلى سوق القات، وبعدها نلتحق في أماكن تسمى (مجالس القات)، نمضغ القات، وهناك نتبادل الحديث في تلك المجالس أو (المبارز) في الكثير من الأمور الاجتماعية والسير التاريخية والمناقشات الأدبية والقراءات الشعرية والأمور الثقافية والسياسية حتى وقت متأخر من الليل، ويضيف مجالس القات الآن اصبحت أشبه بصالونات الأدب والثقافة في العهد القديم.
شهر التسامح
تقول أم قصي - ربة بيت: ان المعروف عن العدنيين اخلاقهم ومحبتهم وتصالحهم وتسامحهم مع كل شعوب العالم، وهذا الشهر أتى ليكون مثبتاً لهذه القيم الفضلى التي يتحلى بها ناس عدن منذ القدم، فهذا رمضان شهر أتى إلينا لنزيل الضغائن والأحقاد، ونغتنمه بالمكاسب والغنائم والحسنات والخيرات, نصل أرحامنا، ونعطف على صغارنا، ونرحم كبيرنا، ونتصدق على الفقراء والمحتاجين، ونترك السلوكيات السيئة، ونغير طبائعنا ونتخلق بأخلاق حميدة، ونعمل على ما يرضي ربنا عز وجل.
وأنني أرجو من الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا وصلواتنا وزكاتنا خلال الشهر، وسائر أعمالنا الصالحة، وندرك ليلة القدر، ويحسن خواتمنا إنه قدير على ذلك، ويزيدنا إيمانا ويرزقنا وإياكم الفردوس آمين يا رب العالمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.