لا تزال طقوس من الموروث الأصيل حاضرة في عدن، إذ يحرص العدنيين على صور الابتهاج بشهر رمضان الفضيل، وتزخر شوارع المدينة من أقصاها إلى أدناها بالكثير من العادات والتقاليد الرمضانية التي لا يزال الجزء الأعظم منها يُعمل به حتى اليوم. وتمتاز شوارع وأسواق عدن بزيناتها الرمضانية الخاصة، فتجد الفوانيس المعلقة، والأسلاك الكهربائية الملونة " الغمازات "التي تزين المحال والمتاجر والمنازل وإضاءة شوارع المدينة طوال ليالي الشهر الكريم. وتعد الفوانيس من أشهر مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم في العاصمة المؤقتة عدن، إذ تعلق العديد منها على واجهات المحلات التجارية والفنادق وشوارع المدينة لتزيينها وانارتها. يقول الحاج عبد علي احد سكان مديرية كريتر إن ظاهرة تزيين شوارع المدينة بالفوانيس والغمازات هي عادة قديمة وطقوس خاصة حرص العدنيين عليها للتعبير عن فرحتهم بهاذ الشهر الكريم وتوارثتها الأجيال، وحفظها الأحفاد عن الأجداد، ورفضت الاندثار وتمسكت بعفويتها وبساطتها، واستمرت إلى اليوم . وأضاف في تصريح خاص ل" الصحوة نت " ان السمر الرمضاني أحد الطقوس التي لا يتنازل عنها العدنيين، فبعد صلاة التراويح تعود العائلات إلى المنازل، وتكون عندها بين أمرين، إما أن تقضي ليلتها في متابعة المسلسلات والبرامج الرمضانية، وإما في الأسواق الشعبية والتاريخية، تمهيداً لتوفير حاجيات العيد.
وأكد أن للفانوس رمزية خاصة خلال شهر رمضان في عدن فقد تناقلت الأجيال التقليد، حيث يعدّ شراء الفوانيس الكبيرة والملونة من ضرورات التحضير للشهر الفضيل والعمل على تعليقها في الشوارع وأمام البيوت والشقق، وحتى على الشجر مشيرا إلى أن هذه الظاهرة باتت عادةً راسخة. وكانت مدينة عدن قد تزينت في أول ليالي شهر رمضان بالفوانيس الرمضانية وسط اجوا خاصة مليئة بالبهجة والروحانيات والعادات المتوارثة منذ عشرات السنين حيث عملت عدد من المحال التجارية والمقاهي على اضاءة واجهاتها بفانوس رمضان والأعلام وغيره من الأشكال المضيئة المعبرة عن هذا الشهر استشعار بحلول الشهر الكريم. وانتشرت في أرجاء الوطن العربي و البلاد الإسلامية ظاهره الإقبال على شراء الفانوس أو كما نطلق عليه فانوس رمضان قبل بلوغ الشهر الكريم بحوالي شهر أو اقل حيث اصبحت نوع من أنواع الهدايا التي يقدمها الأصدقاء أو أفراد الأسرة الواحدة لبعضهم تعبيرا عن سعادتهم بقدوم الشهر الكريم و تأكيدا منهم على حبهم لبعضهم البعض.