كان يجرب كل حذاء يقع بيده في مركز كنج مول بصنعاء ووالده ينهره بقوله يأبني ما فيش قيمته ما بقدر اشتري لك ولأخوتك.. كل شيء غالي وما في رواتب.. الطفل الصغير البالغ من العمر 8 سنوات لم يقتنع بكلام والده الذي كان ينظر بحسرة الى طفله الذي أراد الشعور بعيد" انتزعته فرحته مليشيا الحوثي.. يستقبل اليمنيون في مناطق الحوثي"، عيد الفطر، دون أي مظاهر سعادة تذكر، فوباء الكوليرا مُستفحل، والأوضاع المعيشية تزداد قسوة وسوءً، فيما حرب الحوثي تواصل تقطيع أوصال البلاد، وتزيد من معاناة الناس. في تجول " للصحوة نت" في مركز ومولات الشراء لاستطلاع أوضاع الناس واستعدادهم للعيد ,شكى اغلبهم عدم قدرتهم على متطلبات العيد لأطفالهم بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني وانقطاع الرواتب ونهب الحوثيين للتجار وأصحاب المحلات والذين يرجعون خسارتهم على المواطن الغلبان . أبو " مهيب الصغير " كان يحاول اقناع طفله الذي ظل متمسكا بالحذاء، وهو يبكي. قال بحزن" لا استطيع شراء الحذاء له فكل مالدي اشتريت به قطعتين له ولأخته الصغيرة حتى لا احرمهم فرحه العيد.. أم بتول كانت حائرة أمام أسعار الملابس تقلبها يمنة ويسرا وتعيدها لمكانها تقول ل"للصحوه نت،" لم أجد ملابس جيدة لطفلي كل الأسعار مرتفعة، لقد وفرت المبلغ من المصروف اليومي، مشيرةً إلى أن" العيد هم جديد يضاف إلى قائمة لا تنقطع من الهموم اليومية.. خرجت وهي تذرف الدموع وتجر يد طفلها فهذا حال ام بتول، وكثير من الاسر التي عجزت عن " إيجاد السعادة " لأطفالها في عيد الفطر المبارك..
عيدٌ دون ملابس
عزف معظم اليمنيون عن شراء ملابس ومتطلبات العيد، مُكتفين اما بأسواق الحراج، او بالمحلات التي تبيع ملابس ومتطلبات رخيصة الثمن والتصنيع. "معين ,ص،" موظف في وزارة المياه التي يديرها الحوثيون لديه 5 أطفال، يقول إنهم "لم يعودوا فرحين باستقبال العيد، وسيكون من المؤلم لي أن أراهم دون ملابس جديدة، وألعاب". ويضيف "وضعي الاقتصادي لا يسمح. صرفوا نصف راتب عشرون الفا، لكنها غير كافية". وباختصار يقول معين" للصحوة نت" هذا الوضع يحد من فرحتنا".
أما حورية صالح، التي قابلناها في سوق هائل فتقول "ما عاد هنالك عيد، ولا ملابس، ولا حتى أجواء، بالكاد نقدر، نأكّل عيالنا". وتضيف "حورية التي تعمل موظفة في إحدى المستشفيات، إن ملامح العيد لا تكاد تظهر، خصوصًا ان الحوثيين نهبوا حتى فرحة الناس: بالقتل والتدمير والغلاء ونهب الناس الذين يعيشون ظروفًا بالغة القسوة. وتساءلت، أي عيد هذا الذي يأتي " وحالنا لم يتغير من سي ﻷسوء، ابتلاء حل باليمنيين , بوجود مليشيات الحوثي في حياتهم..
وبحسب تجار في شارع جمال، وهائل والأسواق التجارية الكبرى الذي يرتادها "فإن الحركة التجارية انخفضت إلى أقل من النصف، خاصة محلات بيع الملابس والكماليات. يقول " حميد قدره "الذي يعمل في تجارة الملابس، إن الإقبال على الشراء ضعيف جدًا، مضيفا ,أن "اليمنيين يضعون أولوياتهم في شراء الأساسيات بدلا من الملابس. يتحدث " هائل الشميري بأسى"، بعد أن حنث بوعده لأطفاله يقول للصحوة نت ""وضعوا خططهم لقضاء العيد في القرية مع أصدقائهم وأقاربهم، لكنني لم أتمكن من الوفاء بوعدي. مضيفا "أطفالي غاضبون مني، لكن ما باليد حيلة، فالسفر للقرية يحتاج إلى 150 ألف ريال على الأقل، ولا أملك هذا المبلغ، حتى ان سيأتي واولادي بلا ملابس او فرحة.