لا يمر يوم من دون أن نرى طوابير النساء والأطفال المحتشدين أمام الصنابير الخيرية لتعبئة "دباتهم" بالمياه غير الصحية في صنعاء. بالنسبة للكثيرين، تعتبر ميليشيات الحوثي هي المسؤولة عن ترك حوالي 19.3 مليون يمني دون الحصول على المياه النظيفة، بسبب افتعال ازمات الوقود التي تؤدي إلى تثبيط قدرة محطات معالجة المياه عل إمدادات المياه العامة بشكل كاف، مما تسبب يواحدة من أشد الأزمات الصحية التي عانت منها البلاد من قبل. تعاني حارات صنعاء من انقطاع مشروع المياه بنسب متفاوتة، ففي حين نجد المياه لا تكاد تنقطع في حي حدة وهو أحد الاحياء الراقية، تعاني احياء اخرى في نفس الوقت من انقطاع شبه كلي للمشروع مثل حي مسيك الاشد فقراً بسبب حسابات سياسية كما يقول أهالي مسيك، و"المساواة في الظلم عدالة " كما يقال، وجماعة الحوثيين هي أبعد ما يكون عن تحقيق العدالة حتى لو كانت عدالة في الظلم!! إيهاب العنسي شاب (20 عام) يقول" للصحوة نت ": لا أدري إلى متى سنظل هكذا وكم من السنوات سأقضيها في تعبئة هذه "الدبات"، كنا قبل سنوات قليلة مواطنين عاديين يأتينا الماء إلى بيوتنا عبر مشروع المياه، واليوم نعتمد على الوايتات من أهل الخير والله لا سامح الذي كان السبب. منذ اجتياح صنعاء، انتشرت في الأحياء السكنية خزانات خيرية لتوزيع المياه بمعدل خزان واحد لكل مربع سكني تقريباً، ويقوم على هذه الخزانات رجال الخير وبعض التجار وأصحاب العقارات وفي بعض الأحيان يقوم أهل الحي الميسورين بتولي امر هذه الخزانات بمبادرات شخصية. ناصر الشوية (52 عام) مغترب في الولاياتالمتحدة قام بشراء سيارة نقل مزودة بخزان كبير (وايت ماء) وسلمه لأحد ابناء الحي مجاناً بشرط أن يقوم بتعبئة الخزان الخيري مرتين في اليوم، ورغم هذا الشرط البسيط الا أن هناك بعض الشكاوى من ابناء الحي تقول أن صاحب الوايت لا يملأ الخزان سوى مرة واحدة فقط في اليوم، "لأنه من الموالين لجماعة الحوثي ". الكابتن عبد الحميد " أحد المشرفين على الفرن الخيري ووايتات الماء في الدائرة الرابعة مديرية ازال يقول " للصحوة نت": "إن الوايتات تأتي من فاعلي الخير في المديرية وغالبيتهم من المغتربين في السعودية أو الولاياتالمتحدةالأمريكية. ورداً على سؤال ما إذا كانت المياه معقمة وآمنة يجيب: بالنسبة للمياه نفسها فهي نظيفة ولكن المشكلة تكمن في الخزانات ودبات الماء التي غالبا ما تكون قديمة أو صدئة .