شهدت العاصمة صنعاء وعدة مدن يمنية اليوم الأحد تظاهرات حاشدة تنديدا بالخطاب التضليلي ل"علي عبد الله صالح" الذي ألقاه مساء أمس وتحدث فيه عن استعداده للتخلي عن السلطة خلال أيام، وذلك قبل يومين من انعقاد مجلس الأمن لمناقشة رفضه للمبادرة الخليجية. واعتبر المتظاهرون في المسيرات التي جابت صباح ومساء اليوم شوارع العاصمة صنعاءوتعزوذمار والضالع تصريحات صالح الأخيرة انعكاسا لحالة الإرباك التي يعيشها النظام نتيجة تصاعد الاحتجاجات وتزايد الضغوط الدولية ضده للتنحي الفوري. وقالوا إنها تصريحات استباقية لاجتماع مجلس الأمن الدولي المزمع عقده الثلاثاء القادم لمناقشة الشأن اليمني. واعتبر المتظاهرون أن صالح لم يعد مجرد رئيس يطلب منه التخلي عن السلطة بل صار متهما بارتكاب ما سموها بجرائم ضد الإنسانية "عبر تشكيل مجموعات ما تسمى باللجان الشعبية للدفاع عن الشرعية" ولا بد أن يخضع للعدالة اليمنية والدولية. ففي العاصمة صنعاء جابت تظاهرة رجالية صباح اليوم عددا من الشوارع دعت لمواصلة التصعيد الثوري لإنهاء حكم صالح، كما شهدت العاصمة مساء اليوم تظاهرة نسائية حاشدة هتفت للثائرة توكل كرمان، ونددت بالخطاب التضليلي لصالح. وفي ذمار خرجت مسيرتين حاشدتين اليوم، الأولى تعبيراً عن ابتهاج ثوار المحافظة بحصول الثائرة كرمان بجائزة نوبل للسلام، وأخرى طلابية هتفت بصمود أبناء محافظة تعز. والتحمت المسيرتان في أحد شوارع المحافظة مرددة هتافات تحيي كرمان "يا توكل كرمان.. يا حمامة السلام" رداً على زعم صالح أنه عاد بعد غيابة للعلاج من حادث دار الرئاسة بحمامة السلام وغصن الزيتون. ونددت المسيرتان بمحاولات صالح وعائلته المستمرة لإشعال الحروب، مجددين التأكيد على سلمية الثورة. وطالبت الحشود بإخضاع صالح وأقاربه وأعوانه للمحاكمة، بسبب ما ارتكبوه من أعمال القتل والسعي لإشعال الحروب، ورددوا "مطلب شعبي في أوطانه.. يتحاكم صالح وأعوانه.. ما فيش للظالم أي حصانة". وأكدوا أن فوز رائدة الثائرات توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام، دلالة على سلمية الثورة، وتأكيداً على وعي المجتمع الدولي تجاه ما يجري في اليمن، وأن مخططات صالح قد أفشلتها سلمية الثورة. وتعهدت الجموع بأن ثورات الربيع العربي في اليمن وسوريا لابد أن تسقط صالح وبشار. ورداً على كلمة صالح أمس، والتي قال فيها أنه كان "يفترض أن يكون قد مات في وقت مبكر" أكد ثوار ذمار أن صالح مستمر في التضليل والأكاذيب، غير أنهم قالوا أنه قد سقط أخلاقياً وسياسياً، وبقي أن يحاكم على جرائمه، والتي اعتبروا جريمة اغتيال الشهيد الحمدي إحداها. وفي الضالع شهدت مديرية قعطبة صباح اليوم الأحد مهرجان ومسيرة حاشدة نددت بما وصفته بخطاب صالح التضليلي، في حين شهدت مدينة تعز مهرجان مماثل بمديرية الجحملية مساء اليوم. وتعهد متظاهرو الضالع بإسقاط نظام صالح ومحاكمته هو وأقاربه على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني. وفي المهرجان هنأ المشاركون الناشطة توكل كرمان على فوزها بجائزة نوبل للسلام، واعتبروا ذلك نصرا للثورة الشعبية السلمية وشهادة دولية بانتصار الثورة وسلميتها. وأعقب المهرجان خروج المشاركين في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة وهي تردد الهتافات والشعارات المطالبة بإسقاط النظام الفاسد ومحاكمة رموزه على ما ارتكبوه من جرائم بحق المتظاهرين والمعتصمين السلميين. وفي بيان صدر عن المسيرة ندد ثوار قعطبة بالخطاب التضليلي الذي ألقاه صالح يوم أمس ونقله التلفزيون اليمني وأعلن فيه رفضه للسلطة وتخليه عنها خلال أيام وتعهد الثوار بالحسم الثوري وإسقاط نظام الفساد العائلي ومحاكمته على جرائمه. وهتف المتظاهرون: "يا شعبي صالح كذاب .. هو وابنه رأس الإرهاب"، "حسم الثورة مطلبنا"، "حيوا الرئيس الحمدي .. يا شباب شدوا الأيدي".