تواصلاً للفعاليات السياسية والحقوقية التي تسلط الضوء على جرائم الانقلاب الحوثي في ذكراه الخامسة، نظمت الحملة الوطنية لاستعادة الدولة، اليوم الثلاثاء، ندوة سياسية في مدينة تعز، تحت عنوان " الانقلاب الأسود وتداعياته". وفي الندوة التي حضرها سياسيون وناشطون وإعلاميون، تحدث رئيس الدائرة السياسية لحزب المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة، علي سرحان في ورقة الذي قدمها حول أسباب تأخر الحسم في معركة التحرير، وأثار الانقلاب الانتقالي على المستوى المحلي والإقليمي. وقال سرحان إن تعز هي الفنار، وعلى مراحل التاريخ حملت الثورة اليمنية، وكان لنا فخرا ان نكون حملة الحركة النضالية في اليمن منذ عام 48 والى اليوم، وعندما دخل الوطن في مأزق أثناء انقلاب الحوثيين، كانت تعز حاضرة في الموقف، وبدأت انطلاق مقاومة الانقلاب من تعز. وأضاف " لم نكن نعتقد أن شبابنا سيصمدون كل هذا الصمود، وسيقاومون كل هذه السنين، لكنهم رسموا هدف وقرروا الوصول إليه، وانطلقوا وسط زخم مجتمعي مؤازر لهم وللمقاومة، ورغم ضعف الامكانيات ، حققوا نتائج أبهرت الجميع. وتابع " كان لا بد أن تحمل تعز المشروع الوطني بشقيه، السلاح، والمحافظة على الديمقراطية، ورغم ما تعانيه تعز، إلا أنها لا زالت هي الوحيدة من بين المحافظات التي يمارس فيها العمل السياسي حتى اليوم، ولو كان هذا العمل السياسي وجه توجيه صحيح لدعم المقاومة، لكانت تعز قد استكملت تحريرها. وعن أسباب تأخر الحسم ، قال سرحان بأن أحد أسبابه هو ما حصل من تفتت للمجتمع داخل المدينة، بالإضافة إلى أن بعض القوى السياسية عرقلت سير الركب، وعملت على عرقلة الامر واختلاق معارك جانبية الامر الذي اساء الى تعز، وإذا أردنا ان نحرر المدينة علينا أن نحرر أنفسنا من الدنس، ونصبح فريق واحد مع الجيش. وتساءل رئيس الدائرة السياسية لمؤتمر تعز، عن أسباب توقف تسليح الجيش بالرغم أنه يقاتل وفي قمة المواجهة مع الحوثيين؟ لماذا وقف الدعم عن الجيش بغض النظر عن الاخطاء الادارية، حتى أن الجيش منذ سنتين أصبح من دون تغذية الا من خلال الاستقطاعات. وتابع " اذا كان الجيش عائش على الاستقطاعات فكيف تردون منهم أن يقدم على تحرير مدينة محاطة بثلاثة سياجات، سياج الألغام، وكتائب القناصة، والقوات التي تحاصر تعز، كيف تريد من الجيش أن يعبر هذه المناطق وأنت غير قادر على دعمه وعلى معالجة حتى جرحاه؟ ولفت إلى أن تعز تعرضت للخذلان في المرحلة الاخيرة، رغم انها صاحبة الرصيد الاساسي في شهداء المقاومة، وفي كل محافظة يمنية ستجد شهداء من تعز، ومن غير المعقول ان التحالف لا يستطيع مشاركة الجيش فك الحصار واستكمال التحرير. ودعا سرحان إلى الابتعاد عن المناكفات، والوقوف صفا واحدا، لافتا إلى أنه إذا تحقق ذلك فستكون النتيجة استكمال التحرير، فكما استطعنا تحرير العديد من المديريات سننجز ما تبقى، وفي حال لم نغادر المناكفات والحسابات الحزبية سيكون وضعنا صعب ولن يساعدنا أحد. من جهته قال عضو الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بتعز، عارف اليوسفي في ورقته التي قدمها تحت عنوان " انقلاب الانتقالي ضد الشرعية ..أسبابه ومساراته" قال إن انقلاب الانتقالي على الشرعية لم يكن ليحدث لولاء الانقلاب الحوثي في صنعاء. وأضاف اليوسفي أن الانقلاب الذي حصل في عدن هو انقلاب مزدوج، انقلاب واستيلاء على السلطة بالقوة، وانقلاب على الهوية الوطنية، ويؤسس لمسار مختلف خارج عن نطاق الجمهورية اليمنية، وتأتي خطورته من هذه الناحية، حيث أنه ليس انقلاب على السلطة يمكن تداركه بعد عشر سنوات، بعد ان يضمر هؤلاء في أداءهم السياسي، وإنما انقلاب على الهوية الوطنية كونهم ينكرون انتماءهم لليمن ويجاهرون بعدائهم الصريح لكل ما يمثل اليمن بصلة. وأشار إلى أن انقلاب عدن لا يقل خطورة عن الانقلاب الحوثي، وان كان انقلاب الحوثي على السلطة وعلى الهوية الثقافية والدينة للمجتمع، ويريد العدوة الى الملكية وولاية الفقيه، فانقلابيو عدن لا يردون العودة فقط الى ما قبل 90م وانما الى ابعد من ذلك والى ما قبل 63م، الى عهد السلطنات والمشيخات، وربما الى ما هو اسواء. وقال اليوسفي إن هناك توافق حد التطابق بين الانقلابين في صنعاء والانقلابين في عدن، وكلهما ادوات خارجية، وبذات الاساليب، والكل ضد الحريات، وفي المناطق التي يسيطرون عليها، لا يوجد عمل حزبي، ولا حريات ولا تعدد صحافة بل بالعكس فأول ضحاياهم هم حملة الراي. وأوضح عضو الدائرة السياسية لإصلاح تعز عارف اليوسفي أن انقلابيي صنعاء استخدموا شماعة الاصلاح للانقضاض على الجمهورية وعلى البلاد، وجاء الانقلابيون في عدن بذات الشماعة في الوقت الذي لم يعد للإصلاح وجود في عدن بل اجتثوه ولم يعد له تنظيما فاعلا، وهذا يؤكد أن المدرسة واحدة. ولفت إلى أن الانقلابيين استخدموا المزايدة بالقضايا الوطنية، فالحوثيون زايدوا بقضية صعدة، ورغم اعتمادها بالحوار الوطني، وهؤلاء يزايدون بالقضية الجنوبية، ومنذ متى كان هاني بن بريك من حملة القضية الجنوبية، بل كانوا ومن معه في صف المواجهة مع حملة القضية. وقال إن العلاقة قديمة بين طهران وفصائل في الحراك الجنوبي ومنهم عيدروس الزبيدي، وشلال شائع، وكانوا يعملون في الضاحية الجنوبية تحت حماية حزب الله، فضلا عن قضية تبادل الاسلحة وقطع غيار الطائرات المسيرة التي كشف بعضها الجيش، في حين لايزال الكثير منها مخفية ولم تكشف بعد. لافتا إلى أن هناك تخادم واضح، ولعل أكبر خدمة قدمها الانتقالي للحوثيين بأنه جعل منطقهم قوي، وصرف اهتمام المجتمع الدولي والحكومة عن مواجهة انقلاب الحوثي، إلى مواجهة الانقلاب الجديد، وخدم الحوثي باعتباره انقلاب لإسقاط الشرعية التي يحاربها الحوثي. وأكد أن تداعيات الانقلاب ونتائجه مثل طعنة غادرة للحكومة المنهكة أصلا من قبل من يفترض أنهم حلفاء لها، كما كشف عن الاجندات الخلفية لبعض أعضاء التحالف العربي، وأدت الى توقف معركة التحرير، ومنح النظام الايراني فرصة لم يكن يحلم بها، واستطاع من خلالها أن يصل الى ارامكو، بعد أن شعر ان الجبهة الداخلية منقسمة. وشدد أن الأحداث أثبتت أن انقلاب عدن محكوم عليه بالفشل، وأن الوحدة لها انصار في الشعب سواء في الشمال أو الجنوب، وظهر من أبناء الجنوب من قدم روحه دفاعا عنها، مشيرا إلى أن عدن ستحرر بأيدي الجنوبيين وبإدارة وطنية خالصة وهو أفضل أنواع التحرير. بدوره استعرض الباحث عبد الهادي العزعزي في ورقته، التي قدمها حول تأريخ الجماعة الحوثية باعتبارها سلالية تنتهج العنف وترفض المواطنة المتساوية وتعمل على تمزيق الهوية الوطنية ،وتدعي ملكيتها استنادا للحق الالهي في الحكم النابع من الفكر الشيعي. وقال ان جماعة الحوثي جماعة دينة تقليدية تمارس السياسية بقوة السلاح، ومنعت البلد من حسم مسألة المواطنة، ونحن نعاني تشظ في الهوية الوطنية، وهو السبب في ظهور الانقلابات. فيما استعرض سكرتير دائرة الشباب بمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني عيبان السامعي ،الجذور التاريخية للانقلاب الحوثي كثورة مضادة. وأشار إلى جملة من الاليات الاستبدادية في احتكار السلطة واخضاع الشعب لإرادة الحاكم.