أعدا أعداء الوطن من يتكسب بطعنه من الخلف، و يسترزق على حسابه لدى الغير ، فيتوظف برخص و مذلة ؛ ليكون لسانا و قلما و كيدا لمخطط يتربص بالشعب و يمكر بالوطن. لا أريد أن أصدق أن يكون هناك في اليمن من هذا النوع، و أن تصبح تعز مادة إعلامية لدى هؤلاء، إذ يتحولون - طمعا و كيدا - إلى أدوات إعلامية مسخّرة للتشهير بتعز خدمة لمخطط تشتغل عليه مطابخ، و تديره خلية مكر هنا، و أخرى هناك، فيتم استضافة بعضهم في هذه القناة أو تلك، و يستكتب البعض في تلك الصحيفة أو تيك. صمود تعز، لم يَرُق لبعض الفارين منها، و مادام ليس لهم يد في صمودها، و لا في نضالها، فليسلقوها بألسنة حِداد ! ما ذنبها أن يُحرَم من نيل شرف الوقوف معها، و قد كان يمكنه ذلك بتبني قضية اليمن ككل أينما كان محل إقامته بلسانه و قلمه، و بكل ما يتيسر لديه من إمكانات، كما فعل و يفعل الكثير من أبناء تعز و اليمن ممن اضطروا إلى أن يكونوا في الخارج. لماذا ارتضى أولئك البائسون إلا أن يكونوا أدوات طيّعة ؛ لمطابخ تعيسة تعمل ضد تعز، بل و ضد اليمن !؟ ترى بعضهم يطلون من خلال بعض القنوات، ممن هي على شاكلتهم، يختلقون لتعز عيوبا، و يعدّدون لها الذنوب و المساوئ . كفى المرء نبلا أن تعد معايبه. هل من ذنوب تعز - عندهم - صمودها، و بسالتها ؟ أم باستعصائها على مخططات الماكرين ؟ يحق لتعز أن تقول لهؤلاء و لمن وراءهم : تُعد ّ ذنوبي عند قوم كثيرةٌ و لا ذنب لي إلا العلا و الفضائلُ و قد سار ذكري في البلاد فمن لهم بإخفاء شمسٍ ضوءُها متكامل لا شك أن لهذا البعض التعيس مواقف ما من تعز، أو من أطراف فيها، إما مواقف ذاتية دافعها الكيد و التنافس، و إما بمؤثرات و دوافع خارجية ينقادون و يستسلمون لها، و هؤلاء بالذات، رغم معرفتهم بكل ظروف تعز، تجدهم يرمونها بكل ما يَعِن ّ لهم من تهم، أو يُمْلى عليهم من تقوّلات ، و يتنكرون لكل إيجابياتها، و يسدلون ستارا على كل محاسنها، و ياليتهم يعطونها بعضا من الأعذار و المبررات التي أعطوها لأنفسهم عندما تركوها لمصيرها و غادروها . و المؤلم جدا، أن هؤلاء التعساء لا يكتفون بأن يظهروا بتلك الصورة المتحاملة على تعز بغير حدود، و لكن الأكثر ألما ذلك الإسفاف في الخضوع و التذلل حد الانبطاح، حتى ليتساءل المشاهد المنصف و هو يراهم : هل هؤلاء من تعز؟ و من تلك المحافظة التي تصدت لجحافل مليشيا الحوثي رغم شحة إمكاناتها !؟ مؤسف أن يكون هناك من مدينة بني رسول من يصل به الأمر إلى حد الاستجابة القابلة للاستعباد ؛ فإذا هو مجند طيّع لدوافع خارجية و مخططات بائسة ، يوم تستعبده بعض قنوات الزور و البهتان ؛ لتسخّره علنا في الترويج لما يريده سدنة تلك القنوات ؛ ليقوم بشيطنة تعز . خمس سنوات حرب - يا أهلها في ضفاف الأنهار و عواصم البلدان - و تعز خط تماس ملتهب، بدأ من قلب مدينتها، و عمق أحيائها، و بفضل الله، ثم بفضل أبنائها الأحرار و حاضنتها الصامدة، واجهت قدرها بلا استسلام ، و تصدت لمن غزاها بلا هوان، و قاتل بنوها بشرف و كبرياء من عمارة إلى عمارة، و من حارة إلى حارة، و من شارع إلى شارع، حتى تحررت المدينة، و طردت مليشيا البؤس و التخلف، و فعلت ذلك دون منٍّ، و لن تمُنّ يوما. و يوم أن قاتلت من عمارة إلى عمارة، و شارع إلى شارع .. كان يصل بها الأمر في كثير من الأحيان إلى أنها تفتقر إلى طلقة الرصاصة الواحدة، لكنها حزمت أمرها و توكلت على الله و تحركت، حتى تحررت المدينة و أكثر مديرياتها. و هنا تسعّرت مليشيا الكهنوت الحوثية حقدا على تعز ، فمضت تبحث عن وسيلة لتنتقم، فقامت بضرب حصار عليها من كل الجهات، و استطاعت المقاومة الشعبية و الجيش الوطني أن يكسرا الحصار من الجهة الجنوبية ؛ ليصبح الاتصال و التواصل مع العاصمة عدن متاحا و آمنا، لكن الهواجس و الأوهام، و تقارير الزيف و الكيد، جعلها تضرب حصارا من نوع آخر على هذه المحافظة الصامدة ! مما منع الاستفادة المثلى من هذا الخط المحرر بين تعز و عدن، و في هذا أحاديث كثيرة و مريرة لا داعي لنبشها. هذه السطور مجبرة اليوم على أن تتحدث عن تعز؛ لأن بعض من غادرها من بنيها لم يمانع في توظيفه لشيطنة مدينته و بلاده. و هنا من حق تعز أن تتساءل : ما مبررات أن يُجند بعض هؤلاء و أولئك لتشويه تعز و جيشها و مقاومتها عبر بعض قنوات الزيف و الكيد و الدس الرخيص، و العمل في مطابخ مشبوهة يستعبدهم سدنتها للتشهير بتعز ؟
تلك الخلية، و المطابخ و القنوات تتسقّط الهفوات، و تتبّع الأخطاء، و تضخمها، فيما تتجاهل خطايا و انقلابات و كوارث ، بل و ربما تباركها . قد لا نلوم هذه القناة أو تلك ؛ لأنها أنشئت لأغراض، لكن ما شأن ابن وطننا و ابن جلدتنا، ينقاد بسهولة و يسر لمستنقعات الكيد الرخيص، و على حساب تعز، بل و على حساب الوطن ! ما مبرراتهم لتسويق الأكاذيب، و نشر الأباطيل، و تسميم الأجواء !؟ فيا هؤلاء؛ إذا لم تنفعوا تعز فلا تضروها، و إذا لم تقفوا معها فلا تقفوا ضدها، و إذا لم تعترفوا لها بأياديها البيضاء ؛ فلا تطلقوا عليها ألسنة سوداء، و إذا لم يكن لديكم الاستعداد للاعتراف بأنها حافظت على كرامتها و كرامتكم، فارعووا و احفظوا ماء وجوهكم و حافظوا - أنتم - على ( بعض ) كرامتكم بالابتعاد عن مواقف الذل و التكسب و الانبطاح.