لم تكن أسرة الحاسر في الجوف الضحية الأولى لألغام ميليشيا الحوثي ولن تكون الأخيرة، اربعة من اطفال أسرة الحاسر تتفاوت أعمارهم بين سن العاشرة ، والسادسة ، كانوا مع سائق السيارة ضحية للغم حوثي . كانت محافظة الجوف إلى ما قبل غزو مليشيا الحوثي ، لا تعرف سوى زراعة المحصولات الزراعية ذات الجودة العالية، إلى أن جاءت مليشيا الموت الإرهابية لتزرع الأرض الغاماً ، تستهدف حياة المواطنين ، ومواشيهم ووسائل النقل التي تقلهم ، وتحول حياة المواطنين الأبرياء إلى جحيم . الطفلة عهد 7 سنوات والتي كانت مع اسرتها متجهة الى مدينة الحزم ، كانت ضحية انفجار لغماً أرضياً من مخلفات ألغام الحوثي ، أنفجر اللغم بالسيارة التي تقل عهد وأطفال أخرين ما ادى إلى إصابة ثلاثة اطفال بينهم الطفلة عهد إصابتها خطيرة ، بسبب تعرضها لشظايا اللغم وتسبب لها بنزيف داخلي. كل يوم تحصد الغام الحوثي مزيدا من الابرياء من المدنيين اغلبهم اطفال ونساء دون ان تحرك منظمات الاممالمتحدة ساكنا. في منطقة اليتمة بمحافظة الجوف لوحدها والتي تسببت الألغام بقتل وجرح العشرات قامت الفرق الهندسية بإتلاف 850 لغماً وعبوة (شملت 420 لغما مضادا للدروع و30 عبوة ناسفة و 400 أفيوز وقطع غير منفجرة) في منطقة اليتمة بمديرية خب الشعف في محافظة الجوف وحصدت الألغام في محافظة الجوف من 216 وحتى مطلع العام 2019 م نحو 190 شهيدا مدنياً 385 مصاباً وأكثر من 14000 نازحا من مساكنهم وتدمير أكثر من 105 منشأة عامة وخاصة ، ومركبات وقتل أكثر من 100 رأس من الماشية . في محافظة الحديدة قامت الفرق الهندسية بإزالة نحو 5000 لغماً أرضياً زرعتها مليشيا الحوثي ، انفجر العديد منها بالمواطنين الأبرياء وبمواشيهم ، وسبق وأن قامت الفرق الهندسية بنزع 7287 لغماً من مناطق عدة مأهولة بالسكان في نفس المحافظة . وفي الملاحيظ بمحافظة صعدة سبق وأن تم نزع 1750 لغماً أرضياً زرعتها مليشيا الحوثي . وفي محافظة تعز تسببت الألغام في إستشهاد وجرح المئات من المواطنين الأبرياء جلهم من الأطفال والنساء حيث بلغت عدد الإعاقات في أوساط النساء 120 إعاقة. محافظة الضالع لا تختلف كثيراً عن بقية المحافظات التي تهددها الغام مليشيا الحوثي ، آخر ضحايا الغام الحوثي في الضالع كان في مديرية قعطبة ، حيث استشهدت كل من سندس صالح عامر 13 عاماً ، وسمر حزام مانع 20 عاماً ، وسامية أحمد مصلح 22 عاماً ، نتيجة انفجار لغم زرعته ميلشيا الحوثي ، في باب غلق مديرية قعطبة بمحافظة الضالع . حتى الحيتان في البحر صارت هدفاً لألغام الحوثي ، حيث عثر على أسماك عملاقة ميتة على ساحل البحر الأحمر بمحافظة حجة نتيجة تعرضها لألغام بحرية حوثية . مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العميد أمين العقيلي صرح في وقت سابق لوسائل الإعلام بأنه تم توثيق ل 6 آلاف ضحية للألغام من المدنيين أغلبهم نساء واطفال ، سقطوا بين قتيل وجريح ، والاحصائية الفعلية تبدوا أكثر من ذلك بكثير بحسب العقيلي . وقال إن الحوثيين يموهون الألغام والمتفجرات بطرق مختلفة ويقع المدنيون في شرك تلك الخدع المموهة. وأشار إلى مقتل 55 عاملا وإصابة نحو 50 آخرين من العاملين على نزع الألغام معظمهم قضوا نتيجة استخدام المليشيا الخدع والتمويه والتي لم تكن معروفة من قبل في البرنامج. مشروع مسام الذي يعمل على نزع الألغام قال إن المشروع نزع 120 الف لغماً زرعتها مليشيا الحوثي ، و دفع المشروع ثمن نزع الألغام 19 شهيداً بينهم خمسة خبراء استشهدوا أثناء قيامهم بنزع الألغام.