قال المبعوث الأممي الخاص لليمن، مارتن غريفيث، إن مقتل أكثر من 100 شخصاً في هجوم على معسكر للقوات الحكومية بمحافظة مأرب "حدثاً مأساوياً ومروعا"، يؤكد أن الموقف هش للغاية في اليمن. وأضاف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لليمن، في حوار صحفي مقتضب مع موقع "المصدر أونلاين"، أن أي نشاط عسكري "هو إنذار بالخطر بغض النظر عن البادئ بالعنف". وأشار غريفيث إلى أن قادة من سماهم طرفي الصراع في اليمن، أمام اختبار للالتزام بالحل السلمي للنزاع، "فإما أن يطرحوا أرضًا كل التقدم الذي أنجزوه بشق الأنفس ويتسببوا في المزيد من المعاناة والأسى ويجروا بلادهم إلى المزيد والمزيد من سنوات النزاع، وإما أن يتركوا الأمر يتوقف عند هذا الحد ويقروا أنَّ الشعب اليمني يستحق ما هو أفضل من حرب أبدية لا تنتهي". وقال إن "الانتقال من حالة الحرب إلى مفاوضات السلام هو انتقال صعب للغاية على أي بلد تشهد نزاعًا. والأمر أكثر تعقيدًا في اليمن نظرًا لتعدد الجهات الفاعلة، وبسبب التوترات الإقليمية التي تحيق بهذه الحرب"، مشيراً إلى الانخفاض الملموس في وتيرة الحرب وما أظهره اتفاق الرياض من أمل بتفادي ظهور صراع جديد ومزيد من التشظي في اليمن. وأكد غريفيث أن الحكومة والمجلس الانتقالي يرون قيمة تنفيذ اتفاق الرياض، متمنيا أن يتم تنفيذه بالكامل عاجلا وليس آجلاً، وقال : "سيكون الامر مدمرًا لاحتمالات السلام في اليمن إذا انهار اتفاق الرياض". وأوضح غريفيث أن اليمن "لا يزال يعيش أسوء كارثة إنسانية في العالم. ويجد اليمنيون أنفسهم مرغمين على تحمل ظروف قاسية من المعاناة تفوق كل التصورات كل يوم. وقد طال أمد ذلك كثيرًا جدًا". ولفت إلى أن كل التقدم الذي تم احرازه على طريق السلام في اليمن "يبقى هشًا للغاية، وهو ما أثبتته أحداث يوم الأحد الماضي (مقتل أكثر من 100 في استهداف لمعسكر بمأرب) بأكثر الطرق مأساوية". وتحدث غريفيث عن رؤيته لدعم الاطراف اليمنية للوصول إلى "اتفاقية تتمتع بأقصى حد ممكن من الاتزان والاستدامة، وتُطلِق عملية انتقالية تشمل الجميع وتسمح لليمنيين بمساءلة قادتهم إزاء التزاماتهم"، وقال "هدفي الذي أسعى إليه هذا العام هو أن نطلق عملية السلام بين الطرفين دون أي شروط مُسبَّقة...إن الوقت المناسب لإتمام ذلك هو الآن وحالاً دون تأخير لدقيقة واحدة". وعن اتفاق الحديدة، قال غريفيث إنه لم يكن القصد منه أن يكون حلاً شاملاً للنزاع في اليمن، وأن الاتفاقية جاءت لتسد ثغرة إنسانية لتفادي كارثة وشيكة كادت أن تلم بمدينة الحديدة، مشيراً إلى الدرس الذي تعلمه الجميع بفضل اتفاقية ستوكهولم واوجه القصور فيها، وادرك الأطراف "الحاجة لاتفاق سلام يتعامل مع المسائل الكبيرة المتمثلة في الشرعية والحكم وتنظيم الفترة الانتقالية". وعن الانتقادات التي توجه للمبعوث الأممي من الطرفين بشأن المختطفين والأسرى، أكد غريفيث أن مسؤولية إطلاق سراح جميع المحتجزين تقع "على الأطراف وفق للوعود التي قطعوها على أنفسهم في اتفاقية ستوكهولم"، مشيراً إلى اعتزامه عقد اجتماع للجنة تبادل المحتجزين في أقرب وقت. وأوضح المبعوث الأممي أنه يؤمن برغبة الشعب اليمني في السلام والوئام والازدهار، وأن أمله بتحقيق السلام له أساس ودلائل على واقعيته، وأن الفرصة الآن سانحة للدفع من أجل بدء المفاوضات، مؤكداً تصميمه على "بذل كل جهد ممكن لحماية هذه الفرصة حتى تتحول لحظة الأمل هذه إلى مستقبل سلمي لجميع اليمنيين".