المناضل الجسور والثائر الشجاع والشيخ الحكيم والقلم الناقد والضمير الحي يغادرنا بصمت، الأستاذ علي بن علي الواسعي ضمير الأحرار يغادر الحياة بسجل ناصع من النضال الطويل حتى توفاه الله منفياً من قبل الكهنوتية الجديدة. كان الأستاذ الواسعي قلماً متحركاً يسير على الأرض وضميراً حياً لا يقبل الضيم ولا الظلم ولا الجور، وبحكم أنه شارك في ثورتي 1948م و 26 سبتمبر 1992م آلى على نفسه أن يستمر في النضال وتصحيح الاعوجاج فتوجه للعمل عبر وسائل الإعلام فأسس مجلة الإرشاد ثم مجلة النور وخصص له عموداً ثابتاً في صحيفة الصحوة عرف بوخز الضمير. لم يأمن الاستاذ الواسعي مكر الإماميين فكان كثير التحذير من مؤامراتهم ومكرهم سواء عبر كتاباته الصحفية أو عندما تجمعه جلسات مع طلابه وزملائه وقادة الرأي، ومما قام به رحمه الله جمع ونشر مذكرات العزي السنيدار ولسان حاله يقول لنخبة المجتمع وعامة الشعب، هكذا كان حكم الإمامة فاحذروا عودتهم. رحل الأستاذ الواسعي وترك خلفه مدرسة الضمير الحي، لينهل منها كل صاحب ضمير، رحل الأستاذ الواسعي وترك جيلاً تخرجوا من مدرسته وخز الضمير. يصف القاضي حمود الهتار رئيس المحكمة العليا الأستاذ الواسعي بالمربي والمؤرخ والفقيه والسياسي والمناضل، مشيراً إلى أن حياة الواسعي كانت حافلة بالعطاء. ونعى الدكتور صالح سميع الواشعي بالقول: "ترجل الفارس الهمام عن تسعين عاما بعد إصابته بفيروس كورنا وهو في رحلة علاجية في تركيا، ترجل الفارس الذي ما عرفته إلا جميلا في كل أموره، استقامة وتواضعا وثقافة وزهدًا". وتابع: "ترجل الفارس الذي لم أر له نظيرًا في فهم حكم الإمامة والإمام ومساوئهما عبر التأريخ، ترجل الثائر ضد الاستبداد والطغيان بدءا بثورة 48 وحتى 62 من القرن الماضي، ترجل الفارس الذي قل نظيره في النزاهة والطهر على صعيدي القلب واللسان، إنه الأستاذ علي بن عبدالله الواسعي رحمة الله تغشاه". أما وكيل نقابة الصحفيين اليمنيين فيؤكد بأن الاستاذ الواسعي كان أحد رموز الصحافة اليمنية وفارسها المميز ومن الجيل المخضرم.. الذي لقي ربه راضيا مرضيا في منفاه الاضطراري بعد أن دهمت البلاد جائحة الحوثية الكهنوتية.. وأشار إلى أن عدد كبير من الصحفيين تتلمذوا على يدي الأستاذ الواسعي رحمه الله. وتابع "الواسعي تبنى بقلمه قضايا الشعب وكان صوتا يدافع عن المظلومين وسوطاً يسلخ جلود الفساد والطغاة، وكان عموده (وخز الضمير) يمثل الكتابة الملتزمة بقضايا أمته، المعبرة عن تطلعاتها في الحرية والكرامة".