تدلل المواجهات الأخيرة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مع الحوثية في كل من محافظة مارب والجوف والبيضاء ، ومن خلال قائمة القتلى لدى الحوثية على سقوط فكرة الحوثية ابتداء كميليشيا تبعا لسقوط تنظيمها الحربي الخاص بها ، والذي شكل الأساس لفكرة الحوثية وتنظيمها شديد السرية والتكتم منذ لحظة نشأتها قبل عقدين من الزمان. - فتنظيم الحوثية القاتل - والذي سام اليمن سوء عذابه- وجعلها فاعلة وصولا إلى اسقاطها للدولة والمجتمع قد سقط ، وانها في طريقها للسقوط كحركة ميلاشوية وعنصرية وفاعل اجتماعي وسياسي وتنظيم سري مغلق . - ولا أدل من قائمة قتلاها الذي تصدرت اسماؤهم وسائل الإعلام وقنوات الإعلام الجديد، اذ اصبحت تزج باسماء غير مؤهلة تنظيميا وعسكريا "=ميلاشويا" ، وانتماء عقائديا . - كما أن انفتاح جبهات متعددة وبطول محافظات مختلفة لا تستطيع الحوثية مجابهتها ، بمعنى فقدان القدرة على السيطرة والتحكم وضبط مسارات المعارك والتحكم بمصائرها ، وهذا يدل على أن الحوثية مخطئة في حساباتها الإستراتيجية سياسيا وامنيا ، أي فقدان القدرة على المبادرة والمباغتة ، ناهيك عن تحقيق أي نصر مؤثر ، يرتد على كوادرها امنيا ومعنويا ، فضلا عنه سياسيا واجتماعيا. - خصوصا وأن الحوثية وكوادرها تلك تدرك اكثر من غيرها بأنها إلى زوال ومهلهلة من الداخل ، وهشة وضعيفة ، لا تقوى ولا تتحمل جبهات متعددة وبنفس واحد زمانيا ومكانيا، وهذا ينطوي على اسقاط استراتيجيتها في التفرد بكل محافظة وجبهة على حدة ، ناهيك ما يعنيه ذلك من تملك الجيش ومقاومته الشعبية اضحت هي من تملك زمام المبادرة ، علاوة على عنصر المفاجأة والمباغتة حربيا ، اضافة إلى الحرفية القتالية العالية والإنضباط العسكري والمعنويات العالية ، والإنجاز القياسي عسكريا وسياسيا وامنيا وصولا للإستراتيجي القادر على حسم المعارك في ظرف وجيز ، لا يتعدى اسابيع وليس سنوات مثلما تتغنى بذلك الحوثية ويتشدق بها اعلامها ، كعامل مهم في التعبئة واغراء الشباب الإلتحاق في صفوفها ، وسد العجز الحاصل لديها. - سيما وأن تعميم تلك المعارك واتخاذها لبنة استراتيجية في مختلف جبهات اليمن المفتوحة وعلى طول وعرض خارطة المواجهات العسكرية يحبط استراتيجية الحوثية ويخلخل صفوفها ويشل قدرتها ويجعلها في حكم العاجز والميت سياسيا وامنيا . - خصوصا وأن ما كان يجعل الحوثية متفردة عسكريا وامنيا وسياسيا لدى المراقب الخارجي والمتلقي الداخلي - والذي لايعرف حقيقة الأبعاد السياسية والإستراتيجية والأمنية - بنظرتهم التفاؤلية والمزهوة تجاه الحوثية يرجع إلى استراتيجية " " اللاحسم" المقتفاة امميا والمفروضة على استراتيجية اليمن ومقاربتهم للحل سياسيا وامنيا ، اضافة إلى الإتفاقات الإممية "استوكهلم" كنموذج ، ناهيك عن حسابات سياسية خطرة لدى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ، الأمر الذي جعل من الحوثية محل تباهي لدى مجايليها وسؤال مفتوح لدى مناؤيها على حد سواء. - فإرادة اللاحسم سياسيا وامنيا هي من كبلت الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وجعلته مرهونا بحسابات سياسية وامنية دقيقة ، تبعا للظلال الكئيبة التي تلقيها الحوثية كمتغير مستقل على المستويين الإقليمي والدولي ، وهذا هو ما يفسر حالة " الصمود" الحوثية وترواح الأزمة اليمنية بملفاتها المختلفة والمركبة حيث هي لسنوات خمس، وليس ما تحاول الحوثية اظهاره اعلاميا وسياسيا بأنه "انتصار العار" الذي تقتفيه وتتبناه. - فوجود إرادة بالحسم العسكري على الحوثية لدى الجيش الوطني كقرار استراتيجي سيجعل الحوثية في حكم المنتهى منها ، لا سيما وأن مصلحة اليمن العليا والإستراتيجية تقتضي هزيمة الحوثية سياسيا وعسكريا واسقاطها امنيا ، وهذه المصلحة بدورها وفي العمق هي مصلحة استراتيجية اقليميا وعربيا ودوليا ، ولا مصلحة في سياسة الإبقاء عليها من خلال اضعافها وتقليم اظافرها عسكريا وسياسيا فقط، كما هو متبع ، وبالتالي محاولة ادخالها في السياسة اليمنية كجزء من منظومة كاملة تعتبر متغيرا سياسيا خفيا في مد الحوثية بأنفاس لصمودها الذي تتوشحه لا العكس مثلما تدعي ويلوك اعلامها وكل من يجايلها. * بعبارة اوجز وأدق إن سياسة الإبقاء دوليا واقليميا وفرضها على اليمن ممثلا برئاسة الدولة وشرعيتها وجيشها الوطني ومقاومته الشعبية هي الخطأ في معادلة الحوثية واليمن ، والصواب يكمن في اليمن بلا حوثية ، وهنا هو المدخل الحقيقي والجسور لاستعادة امن واستقرار وسلام اليمن الوطني كونه لبنة اساسية في أمن منظومة دول الخليج والعرب والعالم ، ولا شيئ غيره! - سيما وأن قرار كهذا استراتيجيا معناه تبديد حالة الإنقسام الوطني واعتماره كحل وحيد ، وبالتالي غل يد ايران وجعلها تقف على رؤوس اصابعها ، وبالتالي دخولها في حل يضمن لها ماء وجهها ، وليس كما تريده هي وتبتغيه من خلال الحوثية وملفاتها الأخطر في المنطقة والعالم.