اليمنية تعلن عن رحلتين اسبوعيا بين عدن وعاصمة خليجية    بمعدل نمو 10.4%.. التمويل الإسلامي في عُمان يرتفع إلى 7.4 مليار ريال    صنعاء.. وقفة غاضبة لوزارة الصحة تنديداً بتدنيس المقدسات من قبل مرشح أمريكي    عشر سنوات من الوجع.. شهد تبحث عن أبيها المخفي في سجون الحوثي    نخب الإعاشة في الخارج.. خطاب تعالٍ يكشف انفصالًا عن معركة وطنهم    حراك أمريكي داخل أروقة الإدارة الأمريكية بشأن اليمن والجنوب    قانوني يشكك في دستورية مجلس القيادة ويتساءل: كيف يطالب العليمي بالدستور وهو بلا سند دستوري؟    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    معلومات حول الجلطات في الشتاء وطرق الوقاية    عودة الأسعار للارتفاع يا حكومة    مع استمرار صراع ادوات المرتزقة..مدن الجنوب بلا خدمات    غدا الحرارة درجة في المرتفعات    عبد الرزاق حمد الله يعتزل اللعب دوليا بعد قيادة المغرب للتتويج بكأس العرب    عقوبات أمريكية على الإخوان المسلمين    بن حبتور يكشف عن السيناريو في المناطق الجنوبية والشرقية    البنجاك سيلات يستعرض الصعوبات التي تواجه الاتحاد    تدشين صرف إعاشة أسر الشهداء والمفقودين ب 3.6 مليارات ريال    وزير سابق: تراجع اهتمام واشنطن بالملف اليمني وتعيد النظر وفقا لوقائع الأرض    معركة السيادة في عصر الاستلاب الفكري"    تفجير تعز.. قيادات إصلاحية تربوية تدفع ثمن مواقفها الوطنية    خبير في الطقس: برد شديد رطب وأمطار متفرقة على عدد من المحافظات    هجوم جوي يستهدف قوات الانتقالي في حضرموت    ميرسك تعبر البحر الأحمر لأول مرة منذ عامين وتدرس عودة تدريجية    تقرير أممي: ثلثا اليمنيين يعانون انعدام الأمن الغذائي ومعدلات الجوع تسجل ذروة غير مسبوقة    تقرير أممي: تصعيد الانتقالي في حضرموت أجبر آلاف الأسر على الفرار والنزوح    قيادة السلطة المحلية بالبيضاء تنعي حاتم الخولاني مدير مديرية الصومعة    شرطة المرور تعلن إعفاء أكثر من ثلاثة ملايين مخالفة مرورية    قراءة تحليلية لنص "نور اللحجية" ل"أحمد سيف حاشد"    مهرجان ثقافي في الجزائر يبرز غنى الموسيقى الجنوبية    معارك ليست ضرورية الآن    أمطار شتوية غزيرة على الحديدة    الموسيقى الحية تخفف توتر حديثي الولادة داخل العناية المركزة    "المحرّمي" يُعزِّي في وفاة السفير محمد عبدالرحمن العبادي    الأرصاد تتوقع أمطارًا متفرقة على المرتفعات والهضاب والسواحل، وطقسًا باردًا إلى بارد نسبيًا    بالتزامن مع زيادة الضحايا.. مليشيا الحوثي تخفي لقاحات "داء الكلب" من مخازن الصحة بإب    الأوبئة تتفشى في غزة مع منع دخول الأدوية والشتاء القارس    "أسطوانة الغاز" مهمة شاقة تضاعف معاناة المواطنين في عدن    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    الحبيب الجفري يحذّر من تسييس الدين: الشرع ليس غطاءً لصراعات السياسة    الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ    كأس ملك اسبانيا: تأهل اتلتيك بلباو وبيتيس لدور ال16    المغرب يتوج بطلاً لكأس العرب بانتصاره المثير على منتخب الاردن    انعقاد الاجتماع الفني لبطولة مديريات محافظة تعز - 2026 برعاية بنك الكريمي    الحرية للأستاذ أحمد النونو..    السبت .. انطلاق سباق الدراجات الهوائية لمسافة 62 كم بصنعاء    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    بين الاعتزاز والانسلاخ: نداءُ الهوية في زمن التيه    شرطة أمانة العاصمة تكشف هوية الجناة والمجني عليهما في حادثة القتل بشارع خولان    اتحاد كرة القدم يعلن استكمال تحضيراته لانطلاق دوري الدرجة الثانية    روائية يمنية تفوز بجائزة أدبية في مصر    صباح عدني ثقيل    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    صباح المسيح الدجال:    مأرب.. السلطة المحلية تكرم فريق نادي السد لكرة القدم بمناسبة الصعود لدوري الدرجة الثانية    تأكيداً على عظمة ومكانة المرأة المسلمة.. مسيرات نسائية كبرى إحياء لذكرى ميلاد فاطمة الزهراء    جوهرة الكون وسيدة الفطرة    بدعم سعودي.. مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا يقدم خدماته ل 7,815 شخصا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس: الإعلان عن الوحدة لم يكن سوى تجسيد لحقيقة أن الشعب واحد وسيبقى "نص الخطاب"
نشر في الصحوة نت يوم 21 - 05 - 2020

قال الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية "إن الوحدة اليمنية تعرضت للاستغلال خلال ال 30 عاما الماضية من قبل البعض وللابتزاز من البعض وللاعتداء من البعض الآخر".
وأضاف "بعضهم حول الوحدة لمكاسب خاصة ملأها بالأنانية والإقصاء والتهميش وسوء استغلال الثروة والسلطة، والبعض الآخر صنع من الوقوف ضد الوحدة قضية للابتزاز وادعاء البطولات الزائفة مدفوعا بالذاتية حينا وبالاستجابة للمشاريع الخارجية حينا آخر فيما رأى آخرون في الوحدة الوطنية خطرا حقيقيا على مشاريعهم الضيقة وافكارهم السلالية ومشاريعهم الصغيرة ليعلنوا عمليا تقسيم البلاد عبر مصادرتهم للدولة والهجوم على المدن واستباحة الدماء".
وتابع في كلمته بمناسبة العيد الوطني ال 30 لقيام الجمهورية اليمنية 22 مايو أن" هذا التشويه المقصود والتخادم المتبادل بين المشاريع الضيقة انعكس سلبا لدى المواطنين، فالوحدة بالأساس مفهوم يجب أن يخلق القوة ويعزز صلابة المجتمع ويقوي قدرة الدولة لتصنع الرفاء والخير والسعادة لا أن تتحول لتجلب الصراع والحرب والشقاء والبؤس والحرمان".
وأكد أن الإعلان عن الوحدة لم يكن سوى تجسيد لحقيقة راسخة في التاريخ تشير إلى شعب واحد منذ الأزل ثقافة وهوية ولغة وتاريخا وجغرافيا ورغم فترات التشظي والانقسامات والصراعات في تاريخ اليمن الا ان الشعب بقي واحدا وعظيما وسيبقى دائما وابدا في ظل دولته الاتحادية العادلة.
وفيما يلي نص الكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين القائل [واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا]
والصلاة والسلام على نبي الرحمة والتآخي وعلى آله وأصحابه الكرام
السلام على أبناء الشعب اليمني داخل الوطن وخارجه
السلام على الأبطال المرابطين في كل جبهات الصمود والنضال دفاعا عن مشروعية الدولة وسيادتها وحق الشعب اليمني في بناء مستقبله العادل و دولته الاتحادية الوحدوية ..

أيها الشعب اليمني العظيم.
كل عام وأنتم بخير، مرة بمناسبة الذكرى الثلاثين لإعادة إعلان الوحدة اليمنية ومرة ثانية بمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك ونسأل الله العلي القدير أن تعود علينا وعليكم وعلى الأمة جميعا هذه الذكرى بالخير واليمن والبركات.

اليوم تمر علينا الذكرى الثلاثين لميلاد الجمهورية اليمنية وإعادة إعلان الوحدة اليمنية المباركة، حيث كانت تمثل الحدث الأبرز والمنجز العظيم على المستوى الوطني والعربي بل مثلت نقطة مضيئة في السماء العربية الملبدة بالوهن والضعف والانقسام.

لم يكن الإعلان عن الوحدة سوى تجسيد لحقيقة راسخة في التاريخ تشير إلى شعب واحد منذ الأزل ثقافة وهوية ولغة وتاريخا وجغرافيا فلقد عاش شعبنا اليمني كشعب واحد طوال فترات التاريخ حتى في فترات التشظي والانقسامات والصراعات بقي هذا الشعب واحدا وعظيما و سيبقى دائما وابدأ في ظل دولته الاتحادية العادلة.

ثلاثون عاما تعرضت فيها الوحدة للاستغلال من البعض وللابتزاز من البعض وللاعتداء من البعض الآخر، بعضهم حول الوحدة لمكاسب خاصة ملأها بالأنانية والإقصاء والتهميش وسوء استغلال الثروة والسلطة، والبعض الآخر صنع من الوقوف ضد الوحدة قضية للابتزاز وادعاء البطولات الزائفة مدفوعا بالذاتية حينا وبالاستجابة للمشاريع الخارجية حينا آخر، فيما رأى آخرون في الوحدة الوطنية خطرا حقيقيا على مشاريعهم الضيقة وأفكارهم السلالية ومشاريعهم الصغيرة ليعلنوا عمليا تقسيم البلاد عبر مصادرتهم للدولة والهجوم على المدن واستباحة الدماء.

هذا التشويه المقصود والتخادم المتبادل بين المشاريع الضيقة انعكس سلبا لدى المواطنين، فالوحدة بالأساس مفهوم يجب أن يخلق القوة ويعزز صلابة المجتمع ويقوي قدرة الدولة لتصنع الرفاء والخير والسعادة لا أن تتحول لتجلب الصراع والحرب والشقاء والبؤس والحرمان.

بين هؤلاء وأولئك كان الشعب اليمني يعاني ويلات الحرمان والصراعات والحروب، وتعرضت وحدته الوطنية للمخاطر وتهشم نسيجه الاجتماعي بفعل الضربات المستمرة داخليا وخارجيا، ولكن شعبنا الكريم والأصيل والمناضل ظل محتفظا بحقيقته كشعب واحد وحضارة واحدة وتاريخ مشترك وقرر في لحظة واحدة أن يواجه الجميع وينتصر لقضيته الوطنية ويحتفظ بأصالته كشعب مجيد، ولد مجيدا منذ الأزل وسيعيش مجيدا حتى الأبد.

أيها الشعب اليمني الكريم.

ثلاثون عاما كانت كافية لكي نصحح المسار المنحرف ونضع النقاط على الحروف ونعيد للجسد اليمني عافيته، ولهذا تعاظم أمل اليمنيون جميعهم عندما انعقد مؤتمر الحوار الوطني، فهو مؤتمر يهدف لتصحيح المسارات كلها ويحافظ على المكتسبات جميعها ويضع العناوين الصحيحة لمرحلة قادمة تؤمن لليمنيين الحياة الكريمة وتؤسس لهم الدولة المسئولة والحكم الرشيد والجيش المخلص لوطنه، دولة تقوم بحماية الشعب وحراسة مكتسباته كما تفعل كل الدول المحترمة في هذا العالم.

اجتمع اليمنيون بمختلف فئاتهم ومكوناتهم في صورة كانت مثلا للعالمين، رمزا للحكمة اليمنية وانعكاسا لحضارة اليمنيين التي تعانق السماء وتضرب في أعماق التاريخ ليخرجوا بمشروع اليمن الاتحادي الجديد، غير أنه ومثل كل محاولات الرشد عبر التاريخ، ينبري دائما أصحاب المصالح الأنانية والأهواء الذاتية والمشاريع التدميرية لمحاولة نسف الإنجاز وعرقلة المسار وخلق أجواء الحرب التي يعيشون في مستنقعاتها.

إن اليمن الاتحادي، كعنوان ظاهر لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وعلامة بارزة على الرشد والحكمة اليمانية، هو الطريق الآمن لشعبنا العظيم أمام كل هذه الفئات التي تتضخم ذواتها على حساب معاناة شعبنا وسيظل شعبنا وفيا لليمن الكبير على أساس من العدل والمساواة والحرية والكرامة تحت سقف النظام الجمهوري والوحدة الوطنية والحرية والديموقراطية.

أيها اليمنيون العظام:

إننا اليوم نناضل جميعا من أجل بلدنا، نتعثر ونكبوا ونستعيد ذواتنا ونقاوم، وسنهزم جميعا كل من يحاول المساس بوطننا وبثقافتنا وتاريخنا وجغرافيتنا وطموح شعبنا، ولن نسمح لأحد - مهما ظن في نفسه القدرة وتوهم في شعبنا الضعف - من جر البلاد نحو مشاريع التقسيم والتجزئة والفوضى والعنف والإرهاب سواء كانت هذه الدعوات والمحاولات داخلية أو خارجية .

أيها الشعب اليمني الكريم .

إننا نبذل كل ما نستطيع من جهد لاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب بكافة أشكاله والتمرد بكل صوره في شمال الوطن وجنوبه، وتلك مسئوليتنا أمام شعبنا وأمام الله والتاريخ، وندرك تماما أنه عمل كبير وشاق خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه شعبنا، فهناك تحديات كثيرة وعراقيل واسعة توضع أمام مسار استعادة الدولة ولكننا مصممون على القيام بواجبنا في الحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها وسيادة و سلامة أراضيها واستعادة الدولة ومؤسساتها.

أيها الشعب اليمني الكريم

لقد تعاملنا بكل إيجابية مع كل دعوات السلام وكافة المبادرات الإنسانية التي تطلق من كل الجهات.
جاءت جائحة كورونا، وتداعى العالم كله للبحث عن فرص السلام وتقدم الأمين العام للأمم المتحدة بمبادرة لوقف إطلاق النار والتي اعلنا مباشرة موافقتنا عليها، ثم تقدم المبعوث الخاص بمبادرة لإعلان وقف إطلاق النار وفتح الطرقات والمطارات وتعاملنا معها بكل مسئولية وبكل جدية، وأعلن تحالف دعم الشرعية مبادرته من جانب واحد لوقف إطلاق النار، وأعلنا أننا معها ولم نترك فرصة للسلام ولا للتخفيف عن شعبنا إلا وكنا معها وسباقين اليها.

وبدلا من التعامل بمسئولية مع كل هذه الدعوات ذهبت الميليشيات تهاجم في كل الجبهات في نهم والجوف ومارب والبيضاء والضالع وتعز و أوخت لحلفائها القدامى لزعزعة الاستقرار في أماكن أخرى وتنكروا للاتفاقات المؤقتة التي رعاها المبعوث ومكتبه بخصوص إيرادات الحديدة التي ضمنتها الامم المتحدة لتغطي المرتبات ليقوموا بنهبها والتصرف فيها بعد أن كانوا قد عرقلوا اتفاق الحديدة .

كما هي عادة العقول الصغيرة التي لا تأبه بحياة الشعب ومعاناته كيف لا و ولائهم وقرارهم مرتهن لأسيادهم في طهران و الضاحية الجنوبية، فهموا كل مبادراتنا أنها حالة من الضعف بدلا من كونها حالة من التعبير الصادق عن مسئوليتنا الأخلاقية والدستورية تجاه شعبنا ومعاناته.

أيها الشعب اليمني الكريم

إنني أخاطبكم ومن خلالكم لكل أحرار العالم لأضعكم أمام الصورة الحقيقة لهذه الميلشيات التي ترفض السلام وتصر على الحرب وتعتبر الحرب مشروعا استثماريا يعود عليها بالعوائد والأرصدة والمنافع الخاصة.
عليهم أن يدركوا أن الشعوب دائما تنتصر وأن اللصوص لا يسرقون من حياة الشعوب سوى بعض السكينة لبعض الوقت ثم تعود الشعوب لتقهر قاهريها وتهزم اللصوص و داعميهم الإقليمين، فاليمن و شعبها أكبر و اقوى من مؤامرتهم .

يا أبناء شعبنا اليمني العظيم

مر حتى اللحظة ما يزيد عن سبعة أشهر ونصف منذ وقع اتفاق الرياض الذي جاء بعد تمرد على الدولة، وجاء بعد أن بذلت جهود وطنية وإقليمية كبيرة هدفنا من خلالها لرأب الصدع ونزع فتيل الحرب لنتفق على المستقبل على أساس من الشراكة القائمة على الدولة الواحدة، لنجمع الجهد ونلم الشمل ونتجه نحو البناء من جهة واستكمال التحرير من جهة أخرى ، تلك الجهود التي قادتها المملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادتها الرشيدة.

غير أن هناك من لا يريد لهذا الشعب أن يستقر، ولا لهذه السفينة أن ترسوا إلى بر الأمان ، فإذا بهم بدل من تثمين الجهود و احترام إرادة الناس وتقدير جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية والأصدقاء في المجتمع الدولي ذهبوا في طريق الغواية وقاموا بمواصلة التمرد بممارسات عملية رافضة للاتفاق ومحاولات متكررة للسطو على الدولة ومؤسساتها وإعاقتها عن القيام بمهامها ومنع تنفيذ اتفاق الرياض وصولا إلى ما سمي بإعلان الإدارة الذاتية والبدء بمهاجمة الجيش الوطني في أكثر من محافظة.

لقد رفض اليمنيون جميعا هذه الخطوات المتهورة، ورفضه الإقليم ورفضه المجتمع الدولي لأنه لن يرضى أحد بهذه الممارسات التي تسعى لتقسيم البلاد واغتصاب السلطة واستعادة دورة العنف والفوضى.

إننا ما نزال ندعو إلى الرشد ونجنح للسلام وحقن الدماء ونؤكد على أن اتفاق الرياض ما يزال حتى اللحظة خيارا متاحا وممكنا ومخرجا حقيقيا لهذه الأحداث، وإن عليهم فقط أن يجنحوا للحق وأن يتنازلوا عن العناد وأن يتراجعوا عن الإجراءات التي أعلنوها ويتوقفوا عن السطو على مؤسسات الدولة و انتهاك حقوق أبناء محافظة عدن و لحج والضالع و وقف عمليات النهب لموارد الدولة وحملات الاعتقالات التعسفية واستهداف الجيش وأن يكونوا عند مستوى الأحداث، فالبلاد لم تعد تحتمل والدماء ليست ماء حتى نستبيحها بهذه الطريقة التي لا يقرها قانون ولا دين ولا عرف والوضع الإنساني لا يحتمل المقامرة والمكابرة والعناد، فمصلحة أبناء شعبنا تقتضي تحكيم العقل والعودة إلى جادة الصواب.


أيها الشعب اليمني الكريم

إننا نتابع عن كثب الأوضاع الكارثية التي يسببها انتشار الوباء في كل الجمهورية ولقد عملنا على تشكيل لجنة طوارئ لمواجهة هذه المخاطر، وكنا قد وافقنا على تشكيل لجنة مشتركة لمواجهة الوباء على المستوى الوطني كاملًا من أجل مصالح شعبنا والحفاظ على الصحة العامة، غير أن كل المبادرات كما أسلفت لكم تذهب أدراج الرياح بفعل الأنانية واللامسئولية وعدم الاكتراث.

ندرك كارثية الوضع وكبر التحدي، ونطلب من جميع المواطنين التعامل بكل جدية ومسئولية أمام مخاطر الوباء فهذا الوباء يمكن هزيمته من خلال الوعي بمخاطره والالتزام بالتعليمات التي تصدرها الجهات المختصة عبر النظافة والتباعد الاجتماعي وغيرها من النصائح التي يصدرها المختصون ، ولقد وجهنا الحكومة للقيام بكل جهدها لمواجهة الجائحة وندعو الجميع لتسهيل عمل الجهات المختصة وعدم عرقلتها او تسيسها.

ندرك أن هناك تقصيرا يجب تلافيه، وتحديات يجب تخطيها، وعراقيل نسعى لتجاوزها، وسنكون بجانب أبنائنا بكل ما نقدر ونملك وندعو كل أبنائنا إلى الالتحام والتوحد ورص الصفوف لمواجهة الكارثة والخطر.

إن كوارث السيول قد سببت ثقلا عظيما على أبناء شعبنا وبخاصة في العاصمة المؤقتة عدن التي انتشرت فيها الأوبئة بسبب كوارث السيول، ونحن نتابع الحكومة لتتجاوز كافة العراقيل المفروضة أمامها والوصول للناس بكافة الطرق لتقديم الخدمات ومواجهة الكوارث، وسنعمل بكل جهدنا لمواجهة هذه التحديات والمخاطر وسنتابع التداعيات أولا بأول بقدر ما نملك من أمكانيات، ونحن نراهن في المقدمة على وعي أبناء شعبنا وحرصهم على الحفاظ على أنفسهم ومساعدة مؤسسات الدولة في القيام بمهامها .

كما أننا ندعو المجتمع الدولي والمنظمات المختصة والدول المانحة لمساعدة الشعب اليمني والعمل على تجاوز هذه المخاطر ومساعدة الحكومة في أنقاذ الناس ومواجهة المخاطر.

وبهذا الصدد فإنني أحيي كل الجهود المبذولة من الأصدقاء والأشقاء والطواقم التي تقوم بواجبها في هذه الظروف الصعبة، وأخص بالذكر والشكر والثناء والتقدير الأشقاء في المملكة العربية السعودية ونخص الأخوة في مركز الملك سلمان والبرنامج السعودي لتنمية و أعمار اليمن الذين يخوضون معنا مواجهة كل هذه التحديات بصبر وعزيمة يستحق الإشادة والشكر والعرفان ونطلب المزيد من الدعم والاهتمام.

يا أبناء شعبنا الكريم
وبالرغم من أن العيد والذكرى تأتيان وسط هذا الخضم من التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والكوارث البيئية ومخاطر الوباء، وهي فوق احتمال أي شعب وفوق قدرة أي حكومة، إلا أننا نثق بأن شعبنا العظيم قادر على الحد من كل ذلك بالتوحد والتلاحم والتعاون، وسيصنع النصر في النهاية كما صنعه في نفس هذه الأيام من العام 2015م في عملية تحرير محافظة عدن التي تتزامن ذكراها بالعيد الخالد والمجيد لإعلان الوحدة اليمنية.

ومن هنا نقول لكل المأزومين والحالمين بعودة الماضي بصراعاته ودمويته وفوضويته، إن شعبنا اليوم قد شب عن الطوق، وإن الجيل القادم الذي علمته التجارب وعايش كل هذه الأحداث وتخرج من مدرسة الزمن القاسي والمؤلم لم يعد ممكنا خداعه، ولهذا فإن رهاننا على شعبنا كبير، أكبر من كل الواهمين وأوهامهم وأعظم من كل الحاقدين وأموالهم وأقوى من كل المحاربين و أسلحتهم.

أيها الشعب اليمني العظيم

إنني من خلالكم أحيي أبطالنا في كل جبهات القتال، فجيشنا الوطني يقوم بمسئولياته ويدافع عن مكتسبات الشعب التي تتمثل في الجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية والعيش الكريم ، وهو يفعل ذلك شمالا وجنوبا ، وسيظل جيشنا البطل ومقاومتنا الباسلة الحصن الحصين الذي يقف لكل العابثين والطامعين والمرتزقة والجبناء بالمرصاد

سننتصر على الكهنوت والتخلف ، وسننتصر على المقامرين ودعاة التقسيم، وسننتصر على الوباء بالوعي والتلاحم الاجتماعي والتراحم والتعاون والإخاء والتسامح ،، وسننتصر على كل ذلك باستعادة الدولة وهزيمة الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة على كل ذرات التراب الوطني.
لدينا أخوة كرام في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز جسدوا معنى الأخوة في احلك الظروف و المنعطفات فكانوا نعم النصير و نعم السند ونعم العون فلهم كل الشكر والتقدير والعرفان.


الرحمة للشهداء الأبطال الميامين.
الشفاء للجرحى والمصابين والمرضى
الحرية للأسرى والمعتقلين والمخطوفين.
الخلود لهذا الشعب اليمني العظيم
وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.