بعث الرئيس السابق للكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح الاستاذ زيد الشامي برقية عزاء ومواساة إلى أسرة الاستاذ هيال فرحان الذي وافاه الأجل بعد حياة حافلة بالنضال الوطني. وعبر الشامي عن خالص تعازيه ومواساتاه في وفاة المناضل التربوي هيال، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، "إنا لله وإنا إليه راجعون".
نص التعزية الأولاد الأعزاء: الأستاذ غلاب هيال فرحان الأستاذ عبدالفتاح هيال فرحان الأستاذ عبدالعزيز هيال فرحان الاستاذ صلاح هيال فرحان الاستاذ محمد هيال فرحان الأستاذ عبدالله هيال فرحان الدكتور عمر هيال فرحان الاستاذ / أبو بكر هيال فرحان الاستاذ /معاذ هيال فرحان الفاضلات بنات الأستاذ هيال فرحان شيخنا العزيز الاستاذ سعيد فرحان عبدالسلام وأولاده الأعزاء أولاد المرحوم محمد فرحان عبدالسلام وأصهارهم وأنسابهم وأولادهم وأحفادهم وأسباطهم وكافة أسرة بيت فرحان ... حفظكم الله وتولاكم وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد: تسليماً بقضاء الله وقدره، وببالغ الأسىٰ، وعظيم الألم، تلقيتُ - بعين دامعة وقلب حزين - نبأ وفاة والدكم الأستاذ الفاضل هيال فرحان عبدالسلام، أسأل الله أن يغفر له وأن ينزل عليه شآبيب رحمته، وأن يكرم نزله، ويوسّع مدخله، وأن يثبّته عند السؤال، وأن يتقبله في الصالحين، ويحشره في المهديين، وأن يسكنه الفردوس الأعلىٰ من الجنة. ماذا أقول في وداع شيخنا ومربينا الأستاذ هيال فرحان!؟ فمنذ عرفته قبل أكثر من خمسين عاماً كتلةً من الإيمان والخير والبركة والنور والطمأنينة والمحبة والأمل، آسرٌ بإطلالته، مشرقٌ بابتسامته، صادق في مودته، عذب في حديثه، حبيب في قربه، مخلص في نصحه، لين الجانب، مهاب الطلعة، قريب الدمعة، يطرب حين يرى أحد تلامذته وقد صار علَماً محبوباً في مجتمعه، عاش وكأنه ليس من أهل الدنيا، المال في يده لا في قلبه، وكم له من الأيادي البيضاء على إخوان دربه وطلابه، بل كان يعسوباً يجمع الأحباب حوله، والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً. نودع اليوم سراجاً انطفأ لطالما أنار الدروب المظلمة، ولكمْ خدم القريب والبعيد، فهنيئاً له ما أصلح بين الناس، وما سعى في مصالح العباد، توفي العالم العابد الخاشع، غادر أحد مؤسسي التعليم الحديث في اليمن، انتقل مدير الشؤون التعليمية بتعز في ستينيات القرن الماضي، بعد أن وضع اللبنات الأولى لنشر التعليم في المحافظة التي صارت عنوان الثقافة والعلم، ذهب إلى ربه أول نقيب للمعلمين اليمنيين، بعد أن كتب صفحات ساطعة من التاريخ خطها في سجل الدعاة الأنقياء ورجال الوطن الأوفياء. قبل أسبوعين توفيت شريكة حياته، وها هو اليوم يتبعها فلا يطول عليه الحزن، وأسأل الله أن يجمعهما في مستقر رحمته ودار كرامته، والعزاء موصول - ولو متأخراً - في والدتكم رحمها الله، ومع الألم والحزن، فإن الشجرة الطيبة قد أثمرت زهوراً ورياحين من الأولاد والبنات وأولادهم ما صاروا قرة أعين، ليكونوا خير خلف لخير سلف، وليس ذلك فحسب فما أظن أستاذنا هيال إلا قد مات قرير العين بعد أن رأى ثمار بذره خيراً وتعليماً وصلاحاً في المجتمع.
لقد كان الأستاذ هيال فرحان رحمه الله صديقاً عزيزاً لعمي الزاهد عبدالرحمن بن محمد الذاري وكانت تجمعهما مهمات أمانة منطقتهما، وكان عمي يذكر الأستاذ هيال بكل خير واحترام وتقدير، فكلاهما من ذلك الجيل الطيب النقي الصالح، تغمدهما الله بواسع رحمته، وجعلهما - وإيانا - إخواناً على سرر متقابلين في جنات النعيم.
أولادي الكرام: ربما بعضكم لم يعرفني، لكني عرفت والدكم وأحببته في الله، وها أنذا أكتب حروف تعزيتي بنياط قلبي الحزين، ودموع مآقيَّ الحرّىٰ، ولا سيما وقد شطّ بي المكان، وبعُدت بي الديار، ولم أتمكن أن أشارككم حمل نعش أستاذي على كتفي كردٍ لجميل صُنعه معي ومع جيلي الذين تربينا على جهده وتوجيهه وإرشاده، ويبقي الدعاء صلةً ندعو الله بها لمن سبقونا إلى الدار الآخرة، وإن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا جل جلاله، وإنا على فراقك يا شيخنا الحبيب لمحزونون. وإني إذ أشاطركم لوعة الفقد، وألم الفراق لهذا المصاب الجلل، فإني أرفع أيدي الضراعة للمولى جل جلاله أن يكرمه بإحسانه وجميل مغفرته، وأن يسكنه فسيح الجنان. إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شَيْءٍ عنده بأجل مسمىٰ؛ فلتصبروا ولتحتسبوا. جبر الله مصابكم، وأعظم الله لكم الأجر، وعصم قلوبكم بالصبر، وألهمكم الرضا والسلوان، وتعزيتي لكم - ومن خلالكم - لأفراد الأسرة الكريمة، ولجميع أقارب الفقيد وذويه وأحبابه وتلاميذه. "إنا لله وإنا إليه راجعون" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والدكم الأسيف/ زيد بن علي الشامي 11 من ذي الحجة 1441ه 1 من أغسطس 2020م