ما أجمل الريف اليمني البديع الذي لو أضاف الإنسان اليمني إليه لمسات جمالية لأصبح أكثر روعة وجمالاً ، فكيف إذا كان هذا الإنسان هو من يعبث بما أبدعه الخالق من طبيعة خلابة من خلال إهماله لتنظيم حياته وتنظيفها كما أمر الدين الإسلامي الحنيف . لا أطيل عليك - قارئنا العزيز- فما أردت التركيز عليه في هذه المادة هو وضع الأسواق الريفية الريفية وما تعيشه من عبث وسوء تنظيم وتراكم للنفايات لدرجة أن تلك الأسواق أصبحت مقلبا للنفايات أصلا لتزايدها يوما بعد آخر ، من هنا جاءت أهمية تسليط الضوء على هذه الأسواق ، ومن تلك الأسواق كنموذج للعبث الذي يمارس بأيادي رسمية - للأسف الشديد- سوق جياح بمديرية أفلح اليمن المعروف بسوق الخميس بمحافظة حجة، الذي يمثل منظرا بشعا وسط الطبيعة الخلابة الخضراء التي حبا الله بها.
"الصحوةنت " زارت السوق الذي يعد ملتقى يومي للمديرية ليشكل في النهاية ملتقا تجاريا لأربع مديريات هي القفل والمحابشة وأسلم وأفلح اليمن"، غير أنه للأسف يشكو ضياعا وإهمالا وسوء تنظيم وتراكم للنفايات والقمامة التي عكست الصورة الحقيقية للمعنيين في المديرية، وأمام هكذا مشهد وقفنا مع عدد من أبناء المديرية المستفيدين من السوق و المواطنين والمسؤولين نعرض الوضع وما يعتمل في السوق وخرجنا بالحصيلة التالية:
نفايات تنذر بكارثة بيئية:
يظل تراكم النفايات والقمامة بالسوق المشكلة الكبيرة التي تنذر بكارثة بيئية وصحية في المستقبل القريب إذا لم يتم تدارك الوضع وإيجاد مقلب للقمامة في أقرب وقت ،فكما يؤكد الكثير من المواطنين والبساطين وأصحاب الدكاكين من التجار وغيرهم أن أمر القمامة والنفايات وتجمعها على مداخل السوق وفي الأزقة ووسط الشارع العام وحول السكان الذين يقطنون السوق أمراً مقلقاً للغاية خاصة وأن مقر المجلس المحلي يقع بالسوق ، فكما خالد جمال ( فني صحي ) بأن الأوضاع المأساوية للوضع البيئي في السوق جلبت الكثير من الأمراض وخاصة أن الطريق العام من وسط السوق والبساطين وأصحاب اللحوم والدجاج والتمور والخضار الذين يفترشون جنبات الطريق وهو ما يؤدي إلى جلب الكثير من الأمراض كالتقرحات في المعدة والإسهالات وغيرها ،أما بالنسبة للنفايات وتراكم القمامة وغيرها فإنها بؤرة للبكتيريا وتجلب معها الأمراض المختلفة كالاختناق وضيق التنفس مؤكداً أن وضع السوق الحالي غير صحي على الإطلاق .
ويقول حسين عبدالله -تاجر ملابس- أن الوضع البيئي في السوق سيئ وهو منذ سنوات عديدة على هذا الحال مبديا استغرابه من أن المجلس المحلي بعزل جياح يمرون بالسوق يومياً لبيع القات أو للتسوق ولا يحركون ساكناً بل لا تتمعر وجوههم للوضع المزرى للوضع البيئي الكارثي في السوق محذراً من كارثة بيئية صحية في المستقبل القريب لا قدر الله ، ويشير تاجر الملابس إلى أنهم - أصحاب المحلات - يدفعون مبلغ مائة ريال يوميا للنظافة متهماً المسؤولين عنها بعدم القيام بالنظافة .
فيما يشير الأخ يحي محمد (مصلح قات في السوق) إلى أن السوق أصبح في حالة يرثى لها ولن ينتبه المسئولون إلا بعد أن تحدث كارثة بيئية متهماً المسئولين بالتساهل في ترك السوق على ما هو عليه وخاصة تراكم الأسماك ودماء اللحوم والدجاج والأبقار ومخلفات الخضار وترك المخلفات على ما هي عليه وتراكمها بشكل يومي .
ويضيف " في موسم الأمطار يزداد وضع السوق سوء كونه لا يوجد فيه تصريف للمياه فيظل الماء في الشارع الرئيسي للسوق على تراكم القمامة والمخلفات التي لها سنوات مما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة وينتشر البعوض والذباب بشكل كبير وهو ما يثير تقزز الباعة والبساطين والذين يتسوقون من المناظر السيئة بالسوق " ويؤكد بأنه على عقال السوق والمجلس المحلي تدارك الكارثة خاصة وان السوق تجمع لأكثر من 3 مديريات وفيه أكثر من سوق (سوق لبيع الحيوانات "الأبقار – الأغنام – والحمير " وسوق للحوم - )إلى غير ذلك ، كما انه سوق يومي وحركته التجارية لا تتوقف ابد ، ومنه يمضي الطريق الرئيسي الذي يربط مديريات (قفل شمر – والمحابشة – وأفلح اليمن – والشاهل – وعبس ).
ناقلات النفايات معطلة :
يشكو البساطين وأصحاب المحلات والمواطنين من تراكم للمخلفات التي وصلت إلى أكثر من طبقة متراكمة فوق بعضها بسبب عدم إخراجها ،متسائلين لم نرى للبلدية أية دور يذكر في جانب النظافة وقلاب النظافة معطل بالسوق منذ سنين مع أن اختصاصها الاهتمام بجانب النظافة إلا أن تلك الإدارة خارج نطاق التغطية كما يقول - بسكور- "عاقل السوق" متهماً إدارة الإسكان بالمساهمة في تراكم النفايات والقمامة ، مشيرا إلى أن إدارة الإسكان لم تقم بدورها ولم يلمس لها أي دور في جانب النظافة من سنين ، ويؤكد أيضاً أنهم لو أعطيت لهم الحقوق لعمال النظافة لقاموا بدورهم على اكمل وجه في النظافة .
أمين عام المجلس المحلي بالمديرية علي المحمري اكد أنه لا يوجد قلاب للسوق كون الأول معطل كما لا توجد إدارة للإسكان ولا عمال نظافة ما جعل السوق بهذه الكيفية وهذا الوضع ، مشيرا بان السوق متعب من حيث الوضعية بحيث انه كلما تم دكه ومحاولة إخراج النفايات والقمامة تعود من جديد وهكذا .
سكان المنطقة: وضعنا مأساوي
السكان القاطنين بجوار السوق لسان حالهم ارحمونا من الوضع المأساوي الذي يعيشه السوق مؤكدين بانهم طالبوا ويطالبوا المجلس المحلي دائما بسرعة إزالة الروائح الكريهة ومحاربة البعوض الذي تسبب في إصابتهم بالعديد من الأمراض ، حيث يقول أحد سكان السوق أن وضعهم الصحي والبيئي أصبح لا يطاق في السوق وذلك جراء تراكم القمامة والنفايات ، فيما يشير الأستاذ عبد محمد مزارع إلى أنه لا توجد بلدية بالسوق ولا يوجد مرور ينظم سير الحركة للسيارات والقلابات وغيرها .
ويشير المحمري أن المجلس المحلي يحاول مرارا إعادة تأهيل السوق بحيث تزال القمامة والنفايات ليرتاح الساكنين حول السوق إلا أن الشيول التابع للمديرية خربان ولم يتمكن المجلس إصلاحه إلا قبل أيام ليبدأ العمل في السوق خلال اليومين القادمين ، وهو ما يشكك فيه بعض الباعة والبساطين كون المجلس المحلي لم يقم باي دور اتجاه السوق ابدا .
مرتعا خصبا لتلوث المياه:
يؤكد عاقل السوق بسكور أن السوق أصبح مرتعا خصبا لتعفن المياه التي تبقى ومن ثم انتشار البعوض والروائح الكريهة دون ان تحرك إدارة الإسكان أو المجلس المحلي شيء .
ويضيف بسكور تم اعتماد 12مليون ريال من اعتماد المجلس المحلي لرص السوق وإخراجه من الوضع المأساوي و وجه المحافظ بصرف مبلغ 9 مليون ريال منها منذ ثلاث سنوات بيد المجلس المحلي ولم ينفذ العمل إلى اليوم ولم نرى تحقق أي شيء مما تم الاتفاق عليه ، مبديا استغرابه من مطالبة المجلس بصرف ما تبقى من المبلغ المالي دون أن يبدأ المقاول في العمل مشككا في ان تكون هناك نية لرص السوق وإخراجه من الوضع الحالي ، مطالبا في ذات الوقت محافظ المحافظة بالتوجيه وإعادة النظر في سوق جياح أفلح اليمن حتى لا يظل مستنقعا ومرحاضا وموقعا خصبا للبعوض وتكاثر البكتريا كل يوم ، امين المجلس المحلي علي المحمري نفى أن يكون المجلس المحلي قد استلم أي مبلغ وإنما تم تسليم المبلغ لشركة- لم يسمها – للقيام برص السوق ، مشيرا بان الشركة قامت بدك السوق عن طريق دكاكات لتقوم برصه بعدها إلا أن الوضعية الحالية للسوق متعبة جدا. موارد مالية تذهب أدراج الرياح : ويؤكد بسكور ان السوق له موارد مالية كثيرة حيث تورد للمجلس المحلي ملايين الريالات من الأموال التي موقوفة للسوق ، كما تجبى منه مبالغ خيالية فالزكاة مثلا تسلم سنويا من 5000الف ريال الى 15000و20000الف ريال لكل دكان او بسطة لعدد 320دكان وصندقة الى جانب الأموال التي تجبى للضرائب والبلدية وغيرها إلا ان تلك المبالغ لم تشفع للسوق ليخرج من وحله الحالي الى وضع يشرف منقطة جياح والتي حباها الباري بالماء والخضرة لولا ان سوقها شوه تلك المناظر الخلابة الجميلة التي حباها الباري جل وعلا. المحمري أشار إلى تلك المبالغ التي يتم جبايتها من السوق كزكاة وضرائب تورد بأسناد رسمية للمحافظة مباشرة.
مقلب القمامة. .وجلبه للأمراض:
مقلب القمامة الذي يقع على طريق جياح شفر -عبس وضعه غير صحيح وغير صحي في نفس الوقت بل ينبغي على المجلس المحلي أن يقوم بدوره في حماية البيئة الصحية والبحث عن مقلب للقمامة غير المقلب الأول حتى لا يشوه الوجه الحضاري للمنطقة والجميل وكذلك للحد من انتشار البعوض والروائح الكريهة .
ولكي يرتقي المجلس المحلي بمديرية افلح اليمن بمستوى الخدمات والنظافة والتنظيم لسوقه يبقى أن نشير إلى أهمية أن يعي كافة المسؤولين في المديريات خاصة الريفية بأن حسن توظيف الإمكانات المتاحة مع استشعار المسؤولية الوطنية هما صمام البناء والتنمية التي يمكن أن تكون ذات فاعلية على المستوى الميداني ، والسؤال المطروح يا ترى من يقوم بجمع مبالغ رسوم النظافة في هذا السوق وكم هي المبالغ وأين وكيف تصرف؟ فيا ترى هل يدري المجلس المحلي ومدير المديرية أم لا ؟ فإن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.