وقع علي عبد الله صالح في الرياض مساء اليوم على اتفاق نقل السلطة على أساس المبادرة الخليجية التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي بدعم دولي في ابريل الماضي، ورفضها صالح لأكثر من ثلاث مرات. وجرى التوقيع على المبادرة الخليجية وألينها التنفيذية في احتفال بالرياض حضره الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووفدان يمثلان كلا من الحكومة والمعارضة باليمن، فضلا عن المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر وسفراء الإتحاد الأوروبي بصنعاء. وبموجب الاتفاق سيجري نقل سلطات صالح إلى نائبه على أن يظل رئيسا شرفيا للبلاد مدة تسعين يوما يتم بعدها انتخاب النائب رئيسا توافقيا لمدة عامين. ويتضمن الاتفاق أيضا منح صالح حصانة من الملاحقة القضائية، وهو البند الذي يلقى اعتراضات واسعة داخل اليمن من قبل شباب الثورة في مختلف ساحات وميادين الحرية والتغيير، والذين قابلوا قبول صالح بنقل السلطة اليوم بالدعوة لمسيرات مليونية في عموم محافظات الجمهورية للتأكيد على استمرار فعلهم الثوري حتى إسقاط بقايا النظام العائلي ومحاكمة صالح وأركان نظامه. وجرى خلال الحفل ذاته التوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية من قبل أحزاب المعارضة والمؤتمر الشعبي الحاكم. ومن المقرر أن يتوجه صالح خلال الأيام القادمة إلى نيويورك لاستكمال العلاج الطبي وفق ما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء. وقال بان كي مون للصحافيين إن صالح أوضح برنامجه في مكالمة هاتفية معه الثلاثاء، وأضاف: صالح سيوقع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومن ثم "سيأتي إلى نيويورك بعد توقيع الاتفاق لتلقي العلاج". كلمة صالح التي أعقبت التوقيع تضمنت شيئا من التحريض إذ تطرق فيها إلى حادث التفجير الذي تعرض له في قصر الرئاسة، واعتبر العملية غير مسبوقة وعقد مقارنة لما جرى له بعملية اغتيال الشيخ احمد ياسين الذي قال إن الصهاينة تحاشوا استهدافه في المسجد. من جهته وصف القيادي في اللقاء المشترك علي الصراري خطاب صالح الذي ألقاه عقب التوقيع على المبادرة بأنه خطاب حرب. وقال الصراري في تصريح للجزيرة من القاهرة: إن خطاب صالح ليس خطاب رئيس دولة وإنما خطاب قبيلي يريد الانتقام. وأضاف الصراري: إن خطاب صالح يمتلئ بالأحقاد ويدعو للانتقام, من خلال تذكيره بحادث دار الرئاسة ومقارنته بان الصهاينة لا يقتلون في المساجد. كما أكد المعارض اليمني بأن حديث صالح بالنسبة للتداول السلمي للسلطة فيه كثير من المغالطات, لان صالح لم يكن يسمح للديمقراطية أو بالتداول السلمي للسلطة. وأضاف: نظام صالح انتهى ونحن في اللقاء المشترك تأمل بحل كافة القضايا العالقة ومن بينها قضية الجنوب وقضية صعده. وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز ألقى كلمة دعا فيها اليمنيين إلى طي صفحة الماضي وبدء عهد جديد يسوده السلام. وتلا ذلك كلمة للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والمبعوث الأممي جمال بن عمر أكدوا فيها على الحرص على امن واستقرار اليمن واعتبروا التوقيع على المبادرة بداية لعهد جديد.