حظي اتفاق نقل السلطة في اليمن الذي وقع مساء أمس في العاصمة السعودية الرياض بترحيب دولي واسع،وسط تعهدات من المجتمع الدولي بمساعدة اليمن على مواجهة التحديات التي ينطوي عليها هذا التحول. وقد رحبت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بتوقيع علي عبد الله صالح في العاصمة السعودية الرياض على المبادرة الخليجية لنقل السلطة التي يتولاها منذ 33 عاما.
ففي واشنطن رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بتوقيع الاتفاق، وحث الأطراف اليمنية الموقعة عليه على التطبيق الفوري للاتفاق الذي أعدته دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال أوباما في بيان مكتوب "الولاياتالمتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب اليمني مع بدئهم عملية الانتقال التاريخية". وأضاف "هذا يمثل خطوة مهمة إلى الأمام للشعب اليمني الذي يستحق الفرصة لتقرير مستقبله".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في تصريحات للصحافيين بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، إن «التطورات الإيجابية» في اليمن شجعته.
وأضاف كي مون: «سأبذل قصارى جهدي لحشد موارد ودعم الأممالمتحدة الضروريين، بحيث تتم استعادة السلام والاستقرار والنظام الديمقراطي في اليمن»، منوها بأن صالح أخبره بأنه سيتوجه إلى نيويورك لتلقي العلاج الطبي فورا عقب توقيع الاتفاق.
من جهته، رحب الاتحاد الأوروبي بتوقيع اتفاقية نقل السلطة في اليمن بطريقة سلمية، ودعا جميع الأطراف إلى تطبيق هذا الاتفاق. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في بيان لها أمس «أرحب بتوقيع الاتفاق في الرياض من أجل عملية انتقال سياسي في اليمن».
واعتبرت أشتون أن «الاتفاق هو بداية فقط، لكنها بداية بالغة الأهمية». وأضافت «أدعو كل المجموعات السياسية إلى دعم تطبيق الاتفاق بحسن نية. ويجب أن يؤسس لعملية مصالحة تشمل جميع اليمنيين ويفتح الطريق لعملية انتقالية ديمقراطية سلمية».
من جهته رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالتوقيع على اتفاق نقل السلطة في العاصمة السعودية الرياض إستنادا على مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال هيغ إن توقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية -التي تلزمه بنقل السلطة في غضون 90 يوما، والتنحي عن منصبه بعدها- يأتي بعد أشهر من تدهور الوضع في اليمن، وسيعطي الأمل للشعب اليمني بأن التغيير في بلاده ممكن.
وأضاف "ندعو الآن جميع القادة والقوى السياسية في اليمن إلى الالتزام بانتقال سياسي سلمي ومنظم، كما نحث كلا من أنصار الرئيس صالح والمعارضة على اغتنام الفرصة والامتثال الكامل لقرار مجلس الأمن 2014، وسنقوم بمراجعة التقدم في هذا المجال مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي في الأيام القادمة".
وقال إن الشعب اليمني عانى فترة طويلة جدا، والحكومة البريطانية ملتزمة بمساعدته على مواجهة العديد من التحديات التي ينطوي عليها هذا التحول. وأثنى هيغ على الجهود الدؤوبة التي بذلها مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل تيسير التوصل إلى الاتفاق، داعيا الرئيس صالح إلى العمل الآن على الالتزام به وتنفيذ الاتفاق بشكل كامل.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن فرنسا "تأمل بان يكون توقيع المبادرة خطوة مهمة لوقف العنف والانتقال إلى الديمقراطية وفقا لرغبات الشعب اليمني". وقالت إن فرنسا "تدعو جميع الأطراف إلى أن ترقى إلى مستوى مسؤولياتها والانخراط دون تأخير في تنفيذ أحكام الاتفاق".