حظي توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة اليمنية من قبل المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك، والتي جرت مراسم التوقيع عليها في العاصمة السعودية الرياض مساء أمس الأول بحضور فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حظي بترحيب دولي واسع: فقد رحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية بتوقيع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح - رئيس الجمهورية - على المبادرة الخليجية. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: أرحب اليوم بخطوة كل من الحكومة اليمنية والمعارضة بتوقيع الاتفاقية السياسية بوساطة مجلس التعاون الخليجي لتشكيل حكومة وحده وطنية في غضون 14 يوماً وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال 90 يوماً. وأضاف أوباما في بيان صحفي: إن الولاياتالمتحدة وعلى وجه الخصوص ترحب بقرار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بنقل سلطاته التنفيذية وبشكل فوري لنائب الرئيس على ضوء الاتفاقية المذكورة. مضيفاً: إن هذه لخطوة هامة للشعب اليمني في المضي قدماً، إنهم يستحقون هذه الفرصة لتحديد مستقبلهم. وحثت الولاياتالمتحدة كافة الأطراف للتحرك فوراً بُغية تنفيذ بنود الاتفاقية، والتي من جانبها ستسمح لليمن بأن يبدأ في معالجة سلسلة التحديات الهائلة، والتخطيط لمسار أكثر أماناً وازدهاراً للمستقبل. وأكد البيان أن الولاياتالمتحدة ستواصل وقوفها إلى جانب الشعب اليمني، مشيدة بالدور الهام الذي لعبه الشركاء في دول مجلس التعاون الخليجي لدعم هذه الخطوة الإيجابية. وقبل ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر: إن الولاياتالمتحدة ترحب باتفاق الحكومة اليمنية والمعارضة على الانتقال السلمي والمنظم للسلطة. وأضاف: إن الاتفاق يعتبر “خطوة مهمة للشعب اليمني”، مشيداً بمجلس التعاون الخليجي على دوره في المساعدة على التوسط في الاتفاق، وداعياً جميع الأطراف إلى الهدوء. بدوره أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتوقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية المعنية بحل الأزمة التي تشهدها اليمن منذ أشهر. وأعرب مون عن ارتياحه للتطور الإيجابي للوضع في اليمن والمتمثل بتوقيع اتفاق حل الأزمة استناداً للمبادرة الخليجية.. مشيرًا إلى أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس صالح حثه فيه على توقيع اتفاق حل الأزمة في اليمن، استناداً إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي. وقال: إن الرئيس اليمني أخبره بوضوح بعزمه تسليم كافة السلطات رسمياً لنائبه. وأشار إلى أن الرئيس اليمني طالبه خلال هذه الاتصال بأن تعمل الأممالمتحدة على تقديم الدعم المطلوب لليمن في هذه المرحلة. كما رحب الاتحاد الأوروبي بتوقيع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - على المبادرة الخليجية. وقالت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون في بيان: “أرحب بتوقيع الاتفاق في الرياض من أجل عملية انتقال سياسي في اليمن”. واعتبرت اشتون أن الاتفاق هو بداية فقط، لكنها بداية بالغة الأهمية. وأضافت: “أدعو كل المجموعات السياسية إلى دعم تطبيق الاتفاق بحسن نية، ويجب أن يؤسس لعملية مصالحة تشمل جميع اليمنيين ويفتح الطريق لعملية انتقالية ديمقراطية سلمية”. من جهته رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالتوقيع في العاصمة السعودية الرياض على مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحل الأزمة اليمنية. وقال هيغ: إن توقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية - التي تلزمه بنقل السلطة في غضون 90 يوماً، والتنحي عن منصبه بعدها- يأتي بعد أشهر من تدهور الوضع في اليمن، وسيعطي الأمل للشعب اليمني بأن التغيير في بلاده ممكن. وأضاف: “ندعو الآن جميع القادة والقوى السياسية في اليمن إلى الالتزام بانتقال سياسي سلمي ومنظم، كما نحث كلاً من أنصار الرئيس صالح والمعارضة على اغتنام الفرصة والامتثال الكامل لقرار مجلس الأمن 2014، وسنقوم بمراجعة التقدم في هذا المجال مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي في الأيام القادمة”. وقال: إن الشعب اليمني عانى فترة طويلة جداً، والحكومة البريطانية ملتزمة بمساعدته على مواجهة العديد من التحديات التي ينطوي عليها هذا التحول. وأثنى هيغ على الجهود الدؤوبة التي بذلها مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل تيسير التوصل إلى الاتفاق، داعياً الرئيس صالح إلى العمل الآن على الالتزام به وتنفيذ الاتفاق بشكل كامل. من جانبه حيا وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيله، الرئيس اليمني على هذه الخطوة، التي تعطي الفرصة لحل الأزمة التي تعيشها البلاد. وأكد فيسترفيله على أن “الأمر الحاسم الآن يتجسد في نبذ جميع الأطراف للعنف، وأن تسعى رغم الصعوبات والاختلافات إلى العمل بشكل بناء لبداية سلمية جديدة”. وفي سياق متصل رحبت فرنسا بتوقيع الرئيس علي عبدالله صالح والمعارضة على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن التي تنص على نقل السلطة باعتبارها خطوة لوقف العنف والانتقال إلى الديمقراطية. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن فرنسا “تأمل بأن يكون توقيع المبادرة خطوة مهمة لوقف العنف والانتقال إلى الديمقراطية وفقاً لرغبات الشعب اليمني”. وقالت: إن فرنسا “تدعو جميع الإطراف إلى أن ترقى إلى مستوى مسؤولياتها والانخراط دون تأخير في تنفيذ أحكام الاتفاق”. وأضافت: إن فرنسا ترحب أيضاً بالتوقيع على آلية تنفيذ المبادرة من جانب الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة المختلفة في اليمن برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون. وأوضحت أن فرنسا تعرب عن تهنئتها لمجلس التعاون الخليجي وخادم الحرمين الشريفين لجهودهما في الوصول إلى حل الأزمة اليمنية. ورحبت الحكومة الأردنية بالتوقيع في الرياض الليلة قبل الماضية على المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة في اليمن ونقل السلطة سلمياً فيه. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في تصريح لوكالة الانباء الأردنية: إن الأردن يأمل أن يؤدي التوقيع وتنفيذ الاتفاق إلى إنهاء الأزمة في اليمن وأن يقود إلى نقل سلس ومنظم للسلطة، بما يضمن إعادة الاستقرار إلى ربوع اليمن وإلى تلبية تطلعات شعبه وطموحاته في سياق سلمي وحر يعكس إرادة أبنائه بهذا الصدد ويصون وحدة اليمن الترابية ويعزز استقلاله السياسي واستقراره الذي يؤثر على محيطه الإقليمي. كما نوه بالجهد الكبير لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي وصل بنجاح إلى هذه المحطة الهامة. بدوره رحب وزير الخارجية الكندي جون بيرد بتوقيع الاتفاقية قائلاً: إن “هذه الخطوة تمهد الطريق لانتقال اليمن إلى مجتمع أكثر انفتاحاً”. وأضاف بيرد: “نحن نثني على جميع الأطراف التي شاركت في التفاوض على هذا الاتفاق ولاسيما مجلس التعاون الخليجي”. معرباً عن أمله في احترام الرئيس والقيادة المؤقتة لهذا الاتفاق, الذي يدعو إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في غضون 90يوماً. وتعهد بيرد بمؤازرة بلاده لشعب اليمن في سعيه إلى مستقبل أكثر إشراقاً. من جانبها رحبت منظمة التعاون الإسلامي بتوقيع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والمعارضة يوم أمس الأول في الرياض على المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة في البلاد. وحث أمين عام المنظمة أكمل الدين أوغلي في تصريح صحافي كل الأطراف السياسية في اليمن على تطبيق الاتفاق والالتزام بما تضمنه من إجراءات لضمان النقل السلمي للسلطة في اليمن لما فيه أمن واستقرار هذا البلد وازدهار شعبه. وثمن أوغلي الدور المحوري والأساسي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تحقيق اتفاق نقل السلطة في اليمن. وأشار في هذا الشأن إلى الجهود المتواصلة التي بذلتها منظمة التعاون الإسلامي منذ اندلاع الأزمة اليمنية لإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة. وذكر بدعم المنظمة للمبادرة الخليجية منذ البداية، وما تم من تشاور وتنسيق بين منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية. كما رحبت الصين بالتوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، ووصفت عملية التوقيع على المبادرة بأنها خطوة مهمة في عملية الانتقال السياسي لليمن. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” أمس عن الناطق باسم وزارة الخارجية ليو ويمين، قوله في مؤتمر صحفي: إن الصين ترحب بتوقيع الأطراف اليمنية على المبادرة وآلية تنفيذها التي وضعها مجلس التعاون الخليجي”. وقال: إن الصين تتوقع من الأطراف اليمنية “تنفيذ الاتفاق بجدية، واستعادة النظام الاجتماعي بأقرب موعد ممكن وتحقيق استقرار البلاد وتطورها”.