لم تقصف الولاياتالمتحدةالأمريكية حلم جماعة الحوثية من خلال تصنيفها حركة ارهابية لا حدود لإرهابها على مستوى اليمن- فحسب- بل وأنها تقطف ذلك الحلم وتطرحه ارضا، خصوصا والحوثية جزء من تنظيم ارهابي يتخذ من البنية والتشكيلات الدولية طابعا يختلف في التسمية بينما الممارسات والسلوكيات التي تحكمها ارهابية بامتياز! فالعنف الذي تمارسه الحوثية ليس سوى نبتة في الفكرة والنهج والسلوك والأداء، وما محاولة الحوثية تضييق الخناق على كل مناوئيها وملاحقتهم وتعذيبهم وتفجير رؤسهم قبل بيوتهم، الا فعلا ارهابيا وسلوكا عنيفا واجراما بشعا يتخذ من الجريمة والعنف الممنهج مدخلا لتجريف الحياة السياسية والمدنية والإجتماعية والثقافية، إضافة إلى الإقتصاد والايدلوجيا والتربية والتعليم مدخلا لتثبيت ارهابها وجعله حكما بينها والشعب اليمني، بجهاته وفئاته، توجهاته وإرادته ككل. اذ أن الاستمرار بغض الطرف عن هكذا ارهاب ممنهج لا يعني سوى تبيئة هذا الإرهاب والتعامل معه كنهج قار واسلوب حياة ينبغي التعايش معه والإعتراف به ومأسسته من ثم،بناء على ما اجترحته الحوثية وتريد الوصول به وإليه إلى حلمها الدنيئ وفعلها المخجل وطنيا ودوليا. فبعد أن استخدمت الحوثية الإرهاب كسلاح ايدلوجي والعنف وسيلة للنيل من كل من يقف في وجهها يمنيا، وكان هناك من يغض الطرف عنها وممارستها تلك، ناهيك عن مباركة تلكم الأعمال من جهة اخرى، قد عزز من ارهاب الحوثية وجعل الحوثية متأسسة عليه وممأسسة به، الأمر الذي ينذر بكارثية اجرامية على المستوى الوطني والدولي مرورا بالأقليمي. من حيث امكانية انتقال ذلك الإرهاب الحوثي من ارهاب الجماعة إلى ارهاب الدولة ، ومن ارهاب دولة إلى ارهاب عالمي يتجاوز الحدود السياسية ويرسم مستقبل السياسة والتعاطي في العلاقات الدولية على اساسه، الأمر الذي يزعزع الثقة ومصداقية الدول والعلاقات الدولية ويضعها محل شك وتساؤل مفتوح بلا اجابة. وكما حاولت الحوثية اتخاذ الإرهاب كسلاح ايدلوجي وشعار من اجل اكتساب التعاطف وخلق القبول بها وتقديم نفسها كوكيل حصري تدعي مكافحته ومحاربته- كما سوق لها ذلك بعض القوى والأجهزة التابعة لها- فهاهي تحتسي من نفس الكأس وتلك معادلة تساويها مكر التاريخ، سيما وأن كل محاولاتها التي اشهرت الإرهاب ووزعته كتهم ورعته كسلاح في وجه خصومها قد باءت بالفشل وارتدت سهام العنف المنظم الذي تنتهجه إلى نحرها، الأمر الذي لا يجعل كل جهودها والمراحل التي قطعتها من حاضر اليمن وابتغت تأسيسه كمستقبل ناظم وحاكم لليمن، علاقات ومواقف وسلوك، في مهب الريح، بل وأن الحوثية لم ولن تكون يمنية المنشأ يوما، ولا كانت يمنية اصلا، ولن تحكم مستقبله حتما؛ فالحوثية واليمن واليمنية خطان متعارضان، بل ومتصادمان دوما وإلى الأبد، اذ الحوثية عبارة عن ارهاب مركب، فبينما اليمانية حضارة وعراقة وعلاقات سامية وسلمية ،فالحوثية شتلة في بيداء مقفرة وموحشة تدعى الإمامة وارهاب لا حدود له زمانيا ومكانيا معا، ولا مجال لالتقائهما، ومن العار على الحوثية أن تتمسح باليمن وهي بالضد منه وإليه ولم تنتم يوما إليه ،بل نبتة ارهابية تبرعمت ونمت وترعرعت في كنف اجهزة مخابرات اجنبية تتوسل الإرهاب كفعل قهر وعدوان يبتغي اركاع الشعب اليمني وتحديد علاقاته ببعضه وجيرانه والعالم من منظورها السقيم وفعلتها المستنكرة عرفا وقانونا ودينا. ملحوظة: في المقال القادم -بإذن الله- سنحاول الإجابة على سؤال/ماذا يعني تصنيف الحوثية ارهابا؟ أبعادا ودلالات ومعنى؟