يوم بعد أخر تفضح أشلاء الأطفال الممزقة وجثث النساء المتناثرة للعالم وحشية مليشيا الحوثي وبشاعتها وإرهابها، فمن خلال متابعة المجازر التي ارتكبتها بحق المدنيين في محافظة مأرب تتجلى للعالم حقيقة مليشيا الحوثي الإرهابية وتاريخها الدموي التخريبي التفجيري. فما أن جمّعت أشلاء المدنيين الذين بعثر أجسادهم صاروخ بالستي في محطة الوقود التي استهدفتها مليشيا الحوثي وتفحمت فيه الطفلة "ليان" ذات الثلاثة أعوام مع والدها ومدنيين آخرين إلا وأقدمت مليشيا الحوثي وبشكل إرهابي سافر على قصف المدنيين بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة مرة أخرى. حيث قصفت مليشيا الحوثي مدينة مأرب المكتظة بالسكان للمرة الثانية خلال أسبوع بثلاثة صواريخ بالستية، ومسيرة مفخخة واستهدف الهجوم مسجدا وسط المدينة وسجناً للنساء، كما استهدفت "المسيّرة" المفخخة طواقم الإسعاف التي هرعت إلى المكان. وقد استشهد على إثر ذلك 10 مدنيين معظمهم من النساء والأطفال وإصابة 30 آخرين بجروح. العالم مسؤول ويرى مراقبون وحقوقيون يمنيون ما تقوم به مليشيا الحوثي من قصف متعمد على المدنيين في محافظة مأرب جريمة تضاف إلى سجلها الإجرامي بحق الشعب اليمني. كما يعد انتهاكا فاضحا لكل القوانين الدولية التي تعتبر شن هجمات متعمدة ضد السكان المدنيين جريمة حرب يجب ملاحقة ومحاسبة مرتكبيها. فالقانون الدولي الإنساني يوفر حماية عامة وحماية خاصة للمدنيين وللأعيان المدنية، تظهر جلية في كل من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949والبروتوكولين الإضافيين الأول والثاني لاتفاقيات جنيف لعام 1977 واتفاقية لاهاي التي حظرت كافة صور الاعتداء ضد الأفراد المدنيين. وبناء على ما سبق فإن مليشيا الحوثي إرهابية ارتكبت جرائم حرب بحق المدنيين وعلى المجتمع الدولي حماية المدنيين ومعاقبة الحوثيين وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي الذي يصنف ذلك جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية، وكل جرائم مليشيا الحوثي تدخل ضمن هذا الإطار. جرائم ضد الإنسانية في ذات السياق أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني إن مليشيا الحوثي استهدفت محافظة مارب، منذ مطلع العام وحتى 10 يونيو الجاري، بأكثر من 55 صاروخا باليستيا إيراني الصنع، و12 طائرة مسيرة، و3 صواريخ كاتيوشا، و6 قذائف و7 عبوات ناسفة جميعها استهدفت الأحياء السكنية ومخيمات النزوح بالمحافظة. واعتبر أن ما تقوم به مليشيا الحوثي أعمال قتل ممنهج ومتعمد للمدنيين، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية وجرائم حرب ضد الإنسانية. وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية. جريمة حرب ومتابعة للردود المحلية والدولية وإدانات المنظمات ومراكز حقوق الإنسان التي استنكرت قصف مليشيا الحوثي للمدنيين وتعمد استهدافهم وارتكابها للجرائم البشعة نجد إجماعا تاما بأن ما يرتكب بحق المدنيين جرائم حرب، حيث وصف مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان اليمني قصف مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، الأحياء السكنية المكتظة في محافظة مأرب، بالإرهابي وإحدى جرائم الحرب المكتملة الأركان. وأفاد المركز في بيان «أن استهداف المدنيين وسيارات الإسعاف بالصواريخ والطائرات المسيّرة، يعد انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، وحقوق الإنسان، وجريمة ضد الإنسانية ترتكبها مليشيا الحوثي بشكل معلن ومباشر، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذه الجرائم الممنهجة التي تقوم بها مليشيا الحوثي ضد المدنيين». واستغرب المركز صمت المنظومة الدولية بكل أجهزتها، وخاصة مجلس الأمن والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مؤكداً أن الصمت الدولي لا مبرر له مطالباً بسرعة التحرك لوقف هذه الجرائم، وملاحقة مرتكبيها. والجدير بالذكر هنا أن الإدانات الدولية والأممية للجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق المدنيين لم تعد مقنعة لليمنيين، وأصبح اتخاذ مواقف جادة وعقوبات رادعة أمراً ضرورياً حماية للمدنيين العزل واحتراما للإنسانية والمواثيق الدولية مالم فإن مليشيا الحوثي ستستمر في إجرامها وعبثها بحياة المدنيين.