مثلت الإجراءات التصعيدية الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي مصدر قلق بالغ لعدد من عواصم الدول الكبرى والمجتمع الدولي، حيث لاقت تلك الإجراءات التصعيدية إدانات ورفض دولي. فبعد أن رفض المجلس الانتقالي الجنوبي استمرار المشاركة في المفاوضات لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض أصدرت قياده المجلس عدة قرارات سياسية وعسكرية واتخذت عدداً من الإجراءات والتي وصفت بالتصعيدية والاستفزازية إضافة إلى تصعيدها عسكريا في أبين وبعض المناطق الجنوبية. وسير مؤخراً المجلس الانتقالي الجنوبي مسيرات تحريضية في مدينة المكلا بحضرموت، وحاول تنظيم مظاهرات مسلحة في عدد من مديريات محافظة شبوة. وعلى مدار الأشهر الماضية ومنذ توقيع اتفاق الرياض، دعمت الدول الكبرى الاتفاق بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لإنهاء الاقتتال جنوباليمن، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً، وتوحيد الجهود للعمل على إنهاء انقلاب الحوثي واستعادة الدولة. الا انه وتزامناً استمرار "الانتقالي" في تمرده على اتفاق الرياض، ومحاولاته المستمرة للتنصل من بنوده، أصدرت مؤخراً المملكة العربية السعودية بياناً أدانت فيه التصعيد في الجنوب والإجراءات والقرارات التي اتخذها الانتقالي. وحملت المملكة بشكل واضح المجلس الانتقالي مسؤولية التصعيد في الجنوب، ودعت إلى سرعة استكمال كافة بنود اتفاق الرياض.
تحذير أمريكي الخميس الماضي.. بعثت الولاياتالمتحدةالأمريكية رسالة تهديد واضحة ضد الخطاب التصعيدي للمجلس الانتقالي الجنوبي. حيث حذرت الولاياتالمتحدة من رد دولي تجاه محاولات تقويض وحدة اليمن وأمنه واستقراره جنوباليمن. وطالبت القائمة بأعمال السفير الأمريكي كاثي ويستلي في رسالة لها نشرها حساب السفارة الأمريكية على تويتر، تابعها محرر "الصحوة نت"، طالبت بالتوقف عن الخطاب والإجراءات التصعيدية، والعودة إلى الحوار الذي يركز على تنفيذ اتفاق الرياض ووضع مصلحة الشعب اليمني في المقام الأول. وقالت ويستلي "أولئك الذين يقوضون أمن اليمن واستقراره ووحدته يخاطرون بالتعرض للرد الدولي ومضاعفة المعاناة في اليمن وإطالة أمدها" في اشاره منها لإجراءات المجلس الانتقالي التصعيدية.
رفض فرنسي بدورها حذرت فرنسا ما سمّته التصعيد في "القرارات الاستفزازية" جنوبياليمن، وهو التحذير الثاني بعد الولاياتالمتحدة التي التي توعدت برد دولي تجاه المهددين لوحدة اليمن وأمنه واستقراره جنوبي البلاد. وقال السفير الفرنسي لدى اليمن، "جان ماري صفا" انه «يجب التطبيق الكامل والشامل لاتفاق الرياض لعودة الحكومة الشرعية (يد وحدة) في عدن العاصمة المؤقتة بأسرع وقت ممكن لكي تخدم الشعب اليمني والمواطنين». وأكد السفير الفرنسي وجوب «وقف التصعيد في القرارات الاستفزازية والخطابات من كل الأطراف مشيرا الى ان فرنسا تدعم بقوة اتفاق الرياض نحو الحل السياسي الكامل والشامل تحت رعاية الأممالمتحدة، وتؤكد تمسكها بوحدة وسلامة أراضي اليمن».
قلق بريطاني عبر السفير البريطاني في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر رصدها محرر " الصحوة نت "، عبر عن قلقه من هذا التصعيد الأخير الذي اقدم عليه المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظاتالجنوبية، مشيراً إلى أن هذا التصعيد يخالف اتفاق الرياض الموقع من قبل الطرفين. وطالب سفير بريطانيا لدى اليمن مايكل آرون المجلس الانتقالي بإنهاء الإجراءات التصعيدية الأخيرة في المحافظاتالجنوبية واصفا تلك الإجراءات بالاستفزازية. وشدد السفير البريطاني آرون على العودة إلى طاولة المفاوضات في ظل الوساطة السعودية الراعية للاتفاق وتنفيذ كامل بنوده. وتزامناً مع هذه الدعوات يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي حشد مسلحيه إلى محافظة أبين وشرع في بناء معسكرات جديدة، استعداداً لتفجير الوضع عسكرياً في المحافظة.