في الوقت الذي لا تجد آلاف الأسر قوت يومها ويموت الأطفال بسبب سوء التغذية والرعاية الصحية، تنعم الأسر الحوثية بحياة الرفاهية الباذخة من أرزاق ورواتب الموظفين المنهوبة منذ ست سنوات، وأصبح مشرفو وقادة جماعة الحوثي، أباطرة الأراضي والعقارات والشركات والمشتقات النفطية يفتحون المشاريع الضخمة ويتطاولون في البنيان. استاذ فاشل تحول كثير من الحوثيين ممن لم يكن يملك شيئا في الماضي، الى تاجر او صراف او صاحب ضياع وعمارات بلا رأس مال سوى انتمائهم للأسر "الحوثية" وترقيهم في سلم الجماعة الانقلابية الى درجة "مشرفين"، يقول " فؤاد 43 عاماً" بأن المشرف الحوثي "ج" 50 عاما لم يكن سوى استاذ فاشل في مدرسة ثانوية، وهو اليوم يملك فلة فاخرة في حي "الاصبحي" قيمتها 350 مليون ريال وسيارتين لاند كروزر وبي ام دبليو، ويشغل منصبا كبيرا في وزارة المالية. ويضيف فؤاد في حديثه للصحوة نت: " كنت اعرفه وهو مجرد مدرسا فاشلا لا يستطيع فعل شيء سوى التسول من الطلاب، واليوم أصبح شخصا مختلفا تماما بل انه قد صار من رجال الاعمال كما يبدو من هيئته، والسبب الوحيد هو" لقبه".
بنايات سكنية ومكاتب عقارات مئات المشرفين ايضا انتقلوا الى خانة الثراء الفاحش في ظل جوع وأمراض وازمات طاحنة تفتك بالبلاد، تقول" جميلة" 37 عاما، فإن المدعو " ابو زيد الوشلي" مسؤول الامداد في احدى الجبهات، يشتري القات يوميا ب200 الف ريال، أي ما يعادل راتب شهري لدكتور في الجامعة، كما انه في رمضان الماضي اشترى عمارة سكنية من اربعة طوابق اشتراها جاهزة ب600 مليون في حي شميلة، ولديه مكتب عقارات كبير في سعوان.
صنعاء للصرافة انتشرت مؤخرا شركات الصرافة بشكل مهول في العاصمة صنعاء حتى صارت تناهز عدد البقالات في المدينة، ومعظمها مملوكة لمشرفين حوثيين، ويعتبر المشرف الحوثي " عمار الهادي" صاحب واحدة من هذه الشركات الكبرى التي ظهرت فجأة، ويقول السكان بأن عمار كان مجرد " سائق اجرة" قبل الانقلاب على الدولة في سبتمبر 2014، وهو اليوم يعيش حياة الامراء بلا مبالاة بالحال التي وصل اليها الناس، بسبب الظلم والفساد والانتقام من الجمهورية. يؤكد الحاج" غالب" 69 عاما، بأن احد المشرفين يملك حاليا فندقا في شارع الزبيري وفندق في التحرير وفندق ثالث في الحديدة، بالإضافة الى عدد من المطاعم في محافظة الحديدة وان ما ينفقه على شراء القات يوميا يكفي لاطعام عشر من الاسر الفقيرة، مضيفاً: " والله انه كان لص يعيش على نهب الاخرين وسرقة التلفونات وقد دخل السجن عدة مرات بقضايا السرقة وانا اعرفه شخصيا كما يعرفه كل سكان منطقتي"، هم قالوا بانهم جاءوا لمحاربة الفساد ولكني لم ار في حياتي اشد فسادا وخبثا منهم". "سالم" 50 عاماً، يضيف قائلا " من علامات الساعة أن ترى الحفاة العراة يتطاولون في البنيان كما صح عن النبي، وهذا ما يحصل أمامنا بكل وضوح، اعرف رجلا من محافظة صعدة كان من الطبقة الفقيرة جدا واليوم لديه سيارة جيب ومرافقين وأكثر من عمارة، ولديه شركة توريد مضخات زراعية، واذا سألته من اين لك هذا ستجد الاجابة في السجن".
غيلان الأراضي وفي متابعه " لجزء بسيط مما امتلكه الحوثيين والمتحوثيين بعد الانقلاب ونهب الدولة اخذنا احد شهود العيان الى حده "ليرينا فيلا فخمه لدرجة لا توصف، اكد ان من يمتلكها من بيت " الكبسي" ، وبقليل من المتابعة تبين لنا ان المذكور "كان يبيع القات في احد اسواق العاصمة وكان من محدودي الدخل، ولكنه بعد الانقلاب تحول الى غول من غيلان الاراضي التي تلتهم الاراضي والعقارات بلا حسيب ولا رقيب. وقال أحد سكان المنطقة ويدعى " وهيب" 42عاماً، انه " الكبسي" يشغل حاليا منصبا رفيعا في وزارة الأوقاف. مؤكدا انه لم يشاهد من قبل رجلا متعصبا للحوثيين مثل الكبسي، مضيفا بسخرية: " بالتأكيد سيكون متعصبا للجماعة التي فتحت أمامه ابواب الثراء على حساب المساكين من ابناء الشعب، وسيكون وفيا لمن منحه الثراء من اقوات الملايين الجائعة حتى من المنتمين للميليشيات أنفسهم، ما داموا مجرد " زنابيل" تذهب للموت خاوية البطون في سبيل رضاء اسيادها، والمحزن ان كل هؤلاء السرق والنهب يتم باسم الله والدين وآل بيت النبي".