لم تكتف الثورة اليمنية بالاصرار على التمسك بالنهج السلمي ، رغم أن الشعب اليمني من أكثر شعوب الأرض اقتناء للسلاح " في اليمن 50 مليون قطعة سلاح" ، بل فاجأنا بكثافة مشاركة المرأة اليمنية في هذه الثورة ، وفي المظاهرت والمسيرات ، وكل الفعاليات .. فاستحقت "توكل" جائزة نوبل للسلم، والتي تعتبر بمثابة رسالة للمرأة العربية ، وخاصة في دول الخليج العربي، أن تخرج وتطالب بحقوقها، ولا تبقى رهينة المحبسين" محبس العادات والتقاليد ومحبس الأنظمة". واليوم تفاجأنا بثورة المؤسسات..اذ صمم الشعب اليمني على اجتثاث النظام ورموزه من داخل الوزارات والمؤسسات والدوائر، فها هم الموظفون يثورون ويعلنون الأضراب العام لتنحية المسؤولين الفاسدين .. أتباع النظام، وقد بدأهذا الاضراب في مديرية التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة،اذ أصرالمنتسبون لهذا الجهاز على طرد مديره ، وهو صهر الرئيس صالح، لينفرط عقد المسبحة بعد ذلك.. في كافة المدن.. عدن ، البيضا، أبين ، تعز..الخ، حيث أعلن الموظفون في كافة هذه المؤسسات، بما فيها مؤسسات المعاقين، توففهم عن العمل الى حين طرد الفاسدين ، واستبدالهم بعناصر ثورية نظيفة. هذه الخطوة الجذرية الهامة، تكمل ما بدأه الثوار في ميدان التغيير بصنعاء، وتؤكد أن الثورة اليمنية ماضية في طريقها، متمسكة بنهجها، لكنس نظام صالح من الجذور، واقامة نظام جديد، ودولة مدنية حديثة، قائمة على تداول السلطة ، ولا تقبل مطلقا الرجوع الى الوراء. هذه المفاجآت أربكت أركان النظام، لأنها فاجأتهم من حيث لا يتوقعون، ولا يحتسبون... من داخل الوزارات والمؤسسات، وهو ما لم يتوقعه العقيد، حتى في أسوأ كوابيسه ، فقرر تأجيل رحلة العلاج، والبقاء في اليمن ، في محاولة يائسة لتدارك الانهيارات في النظام ، ولكن هيهات .. هيهات .. فقد فاته القطار. مفاجأة الثورة اليمنية ، في بداية العام الجديد، تؤكد أن الربيع العربي ماض في طريقه ، لانجاز التغيير التاريخي، ولن تستطيع قوى الشد العكسي ، مهما بلغت ضراوتها أن تحرفه عن قبلته التي ارتضاها.. والأهداف التي انطلق لتحقيقها : طي صفحة الاستبداد والقمع والتوريث ، واستئصال الفساد، واقامة دولة العدالة والمساواة ، دولة لكل المواطنين.. دولة تداول السلطة.. بالاحتكام الى صناديق الاقتراع . باختصار.....الثورة اليمنية.. وهي تصر على تجديد نفسها باستمرار، لتحقيق كافة أهدافها ، وفي مقدمتها خلع النظام من جذوره، فاننا متيقنون بان تداعياتها ستصل دول الجوار و لن تتأخر كثيرا. ومن يعش ير.. [email protected]