«لايوجد صقور في المؤتمر الشعبي العام، لايوجد سوى صقر واحد اسمه علي عبدالله صالح».. المقولة للفيلسوف المعاصر ياسر اليماني لقناة العربية. لست أدري لماذا يعتقد قادة المؤتمر أن أشخاص مثل هذا الرجل ينفع الحزب، ألا يشعرون بالخزي حين يسمعون أحاديثه التي تنم عن غباء فاحش، رجل يتحدث عن الاغتيالات في الفترة الانتقالية بعد وحدة ???? ويرمي بالكلام هنا وهناك حتى شعرت أنه كان سيقول إن النظام السابق قام بتلك الأعمال. حين أسمع اليماني وأتذكر مثلا أن هذا الرجل ناطق باسم الدكتور عبدالكريم الإرياني، أو قادة من أمثال باجمال ومجور وياسر العواضي، عبدالسلام العنسي، وأحمد الأصبحي، وقائمة طويلة من الأسماء التي يستحي أحد أن يقارن اليماني بهم؛ اتساءل: ألا يشعرون بالخزي حين يقول إنه لايوجد في المؤتمر غير صقر واحد وكأنه يريد القول إن بقية المؤتمر مجرد عصافير مثلا، أو دجاج كما عبر الأستاذ ناصر يحي هنا قبل أسابيع. بعض الأشخاص يمعنون في الإنبطاح وإهانة إنسانيتهم على حساب أشياء لاتذكر ربما، مثل هذا الرجل الذي لانعلم لماذا يقيم حاليا في السعودية. هذا الرجل إساءة لشخصية اليمني، وليس للمؤتمر فحسب، وكأن المؤتمر بكل جيشه لم يجد غير رجل شاءت الأقدار أن تسحب الثقة منه من قبل محلي محافظة لحج لأنه فاسد ليتم منحه حصانة مؤتمرية ومنصب في أمانة العاصمة. يفعل المؤتمر مايحلو له حتى إنه يمعن في إهانة نفسه بأشخاص كهؤلاء، الأمر الذي يجعلنا نفكر بجدية في كلام الرجل أن حزبه ليس فيه سوى صقر واحد وحين يذهب الصقر تتوقف دورة حياة هذا الحزب وينقرض! وإلا ماذا يعني حزب حاكم بكل جبروته لا يملك سوى رأس واحد. كأن البركاني كان مكلفا بإسقاط الرئيس، فأسقطه وقلعه قبل قلع العداد، وهذا اليماني مكلف بقلع المؤتمر، بينما سيتكفل الصوفي بقلع من يسمح له بالتقرب منه! كنت أستمع لمنطق طارق الشامي ذات حين وأرى أن الرجل على الأقل يأتي بكلام يقبله العامة وفيه لغة سياسية محترمة مقارنة بهذه الوجوه التي حطمت بقية صورة المؤتمر كحزب يريد أن يواصل دورة حياته في الشارع اليمني. هذا الرجل أشعر أنه سيكون أسوأ قليلا من محمد عبدالمجيد قباطي وبغض النظر عن انضمامه للثورة فلست مقتنعا به في الأساس لأنه كان أكثر فحشا في منطقه من هذا اليماني وكلاهما خرجا من منصبيهما بفضائح كبرى. المؤتمر سيذوب كحزب ليس بسبب الآخرين بقدر ماسيكون السبب من داخله حين يرى الناس أسماء كهذه في واجهته ويصبح الصقر الوحيد فيه فعلا علي عبدالله صالح أما البقية فستكون مجرد عصافير صغيرة تضيع في زحمة نسور الشعب القادمة. العصر تغير، وتغيرت كل مفاهيم الحياة من إعلام ومنطق سياسي، حتى المعارضة ذاتها إذا لم تتسع آفاقها وتبدأ حياة جديدة من عصر الإعلام والشفافية وفتح مجالا للرأي الآخر ولأسلوب الحديث واللعب بطريقة جديدة فإنها ستصحو على أشياء قد لا تتوقعها. صحيح أن المعارضة ليس لديها ياسر يماني وصوفي وجندي وبركاني، لكن نخشى أن تكبر أسماء كهذه في داخل مكوناتها غير أن تجديد قيادة المشترك كل ستة أشهر هي تجربة جيدة يمكن أن تعزز فكرة التغيير ونتمنى أيضا أن يتم تجديد أفكار التكتل بشكل دائم. المؤتمر يظهر أنه غير مستوعب لفكرة الشراكة مع أحزابه -غير الموجودة أساسا- لذلك صعب عليه أن يجعل ناطقا من غير حزبه وجعل خمسة ناطقين ليس لهم علاقة بالمنطق بقدر ماهي علاقة ب(المشارعة) والمنطق الممل لأمثال اليماني.