سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليمنيون يحتفون في جمعة " من نصر إلى نصر" بتحقيق أول أهداف الثورة بعد إجبار صالح على التنحي ومغادرة البلاد وتزكية نائبه مرشحا خلفا له في الانتخابات الرئاسية..
احتفل اليمنيون اليوم الجمعة بتحقيق أول أهداف ثورتهم برحيل صالح عن سدة الحكم تحت شعار " من نصر إلى نصر", متعهدين بتحقيق بقية أهداف الثورة وبناء اليمن الجديد. وأكد الثوار في 18 محافظة وأكثر من 40 ساحة للحرية والتغيير على الاستمرار في البقاء بالساحات والميادين حتى إنجاز تحقيق حلم الشهداء ببناء الدولة المدنية والقصاص من قاتليهم. يأتي ذلك بعد أن أجبر الثوار صالح على التنحي في23 نوفمبر من العام الماضي,ومغادرته للبلاد وإقرار مجلس النواب تسمية نائبه عبدربه منصور هادي مرشحا توافقيا في الانتخابات الرئاسية المقررة في21 فبراير القادم خلفا لصالح. وتكون الثورة اليمنية قد أكملت عاما من عمرها بتحقيق أول أهدافها المتمثلة في إنهاء حكم صالح العائلي واستبداله بآخر ديمقراطي تعددي تكون الكلمة الأولى والأخيرة في اختيار الحاكم للشعب عبر صناديق الاقتراع. وتوزعت مظاهر الاحتفال في عدة مدن يمنية,حيث توافد مئات الآلاف إلى شارع الستين بالعاصمة صنعاء لأداء صلاة جمعة " من نصر إلى نصر",وسط أجواء احتفالية تعلوها هتافات وشعارات الثورة. وتعهد الثوار بالبقاء في الساحات حتى استكمال بقية أهداف ثورتهم وإسدال الستار نهائيا على حكم صالح العائلي وحقبته السوداء من تاريخ اليمن التي استمرت33 عاما. وعبر محافظة تعز عن احتفالها بهذا الانجاز بطريقتها الخاصة,لاسيما وأنها بمثابة القلب النابض للثورة والمسمار الأخير في نعش حكم صالح الذي سيؤول إلى الزوال. وهتف مئات الآلاف في ساحة الحرية بالمدينة و14 ساحة أخرى بالمديريات لنجاح الثورة في إنهاء حكم العائلة وتتعهد بالوفاء للشهداء والجرحى. وأزدان اللواء الأخضر بحلة بهية وهو يطوي صفحة صالح تماما ويكتب ثواره على أنقاضه تاريخا جديدا يحضر فيه الوطن والشعب على حد سواء ولا مكان فيه للتمييز واستفراد الأشخاص بالشأن العام. واحتشد مئات الالالف في إب في ساحاتها الأربع في جمعة " من نصر إلى نصر", مباركين تحقيق أول أهداف الثورة ومؤكدين الاستمرار في الساحات حتى تحقيق بقية الأهداف. وشارك عشرات الآلاف في مدينة ذمار، بمسيرات حاشدة، في جمعة "من نصر إلى نصر" مجددين العهد، على استمرار الثورة، واستكمال انتصاراتها، حتى تحقيق كامل أهدافها، ورحيل بقايا عائلة صالح. وجابت مسيرات ضخمة، شوارع مدينة ذمار، قبل أن تصل إلى شارع 13يونيو، المجاور لساحة التغيير، حيث هتف المتظاهرون، مؤكدين على أن شباب الثورة ماضون في ثورتهم، من أجل بناء اليمن الجديد، وتحقيق الحرية والعدل والمساواة لكل اليمنيين. ورفع المتظاهرون لافتات، أكدت على الوفاء لشهداء وجرحى الثورة السلمية، كما طالبت بإطلاق كل المعتقلين والمختطفين من شباب الثور السلمية، مجددين مطالبتهم بملاحقة صالح وأعوانه، من قتلة المتظاهرين السلميين. وحيا خطيب جمعة "من نصر إلى نصر" بذمار، الشيخ يوسف الرخمي، شباب الثورة السلمية، في مختلف أنحاء اليمن، الذين أكملوا عاماً من الصمود والنضال الوطني السمي، لتحرير اليمن، من ربقة الاستبداد العائلي، واثبتوا للعالم أن اليمنيين قادرون على أن يكونوا في الصدارة. ولفت إلى الأوراق التي ظل نظام صالح يتلاعب بها، طوال أكثر من ثلاثة عقود، والتي كان آخرها ورقة الإرهاب، وتسليم رداع ومن قبلها زنجبار إلى المسلحين، كما تلاعب على وتر المناطقية والانفصال، وغيرها، لكنه قال أن أبناء اليمن بثورتهم، عروا صالح ونظامه، وكشفوهم للعالم على حقيقتهم. ودعا الرخمي، جميع اليمنيين، إلى التلاحم والتكاتف، من أجل عهد جديد، بعد التخلص من النظام الفردي والأسري، داعياً إلى العمل على إزاحة بقايا العائلة، عن المؤسسات العسكرية والمدنية. كما دعا حكومة الوفاق الوطني، إلى القيام بمسئولياتها الوطنية والتاريخية، والعمل على تحقيق مطالب شباب الثورة، من أجل يمن آمن ومستقر. وفي جنوب البلاد,أحيا ثوار وثائرات محافظة عدن جمعة (من نصر إلى نصر) حيث خرج الآلاف في مسيرة سلمية انطلقت كالعادة من وسط ساحة الحرية باتجاه شارع كريتر وهم يهتفون للثورة ويتعهدون للشهداء وللجرحى باستكمال الأهداف التي أعلنوها جميعا وضحوا من أجلها بإقامة دولة مدنية تحفظ للمواطن كرامته وللوطن استقراره. واحتشد الآلاف من الثوار والثائرات في ساحة جولة (زكو) بمدينة كريتر وهم يحملون الأعلام الوطنية حيث تمت قراءة بيان الفعالية من قبل الشاب الثائر محمد إقبال، وتعهدوا فيه أن الثورة ماضية فهي فعل دائم ومتواصل. وقال البيان: أن الثورة التي أسقطت نظام صالح الظالم والفاسد هي اليوم تخوض مسيرة البناء الجديد للدولة المدنية على أنقاض دولة القهر والاستبداد التي تتهاوي أركانها تباعا بعد ترحيل صالح مجبرا بالإرادة الثورية خارج الوطن والتاريخ. وأضاف البيان: أن نصر الثورة وما حققته من دك قلاع الشر والإستبداد، هذا هو النصر والمسيرة ماضية بعزائم الثوار لتحقيق انتصارات متتالية لصالح المواطن والوطن. وخاطب البيان ثوار عدن وثائراتها بالقول: هنيئا لكم ياشباب الثورة وقد انتصرت سلميتكم على أسلحة الدمار التي حشدها نظام المخلوع، لقد تمكنتم بالساحات من قهر المدرعات والدبابات والطائرات، وبالإراده الصلبة والهتافات الثورية والقيم والأخلاق، كنتم القوة التي انهارت أمام صمودكم المؤامرات. داعيا إلى مزيد من رص الصفوف وشحذ الهمم للحفاظ على أنجز وصيانة ماتحقق للثورة التي أذهلت العالم. وكانت ساحة الحرية قد شهدت إقبالا كبيرا حيث أدى الثوار من أبناء عدن وبناتها صلاة جمعة (من نصر إلى نصر) . وأوضح خطيب الساحة الأستاذ عادل عبدالله محمد أن أبناء عدن قد أكدوا من جديد أنهم أكرم الناس وأوفاهم لوطنهم وشعبهم عندما احتشدوا بقوة وفاعلية في مسيرة الثورة الشبابية، وأفشلوا تحريش صالح وألاعيبه في زرع الفرقة والشتات واللعب على دعوات التشطير عندما قامت مطابخه وأوكار كيده بطباعة أعلام التشطير ودفع الأموال وضخها، للتشويش على وحدة أهداف الثورة المتمثلة في بندها الأول على إسقاط نظامه، لكن أبناء عدن علموا شعبهم أنهم مدينة السلام ورائدو النضال وطليعة الثوار، فقدموا أول شهيد للثورة، وأول شهيد في ثورة المؤسسات، وهاهم اليوم في قمة حماسهم يواصلون ثورتهم المباركة مع كل شعبهم من نصر إلى آخر. وأبان خطيب الساحة أن الربيع العربي قد صنع واقعا جديدا بثورته على الظالمين، وإسقاط أربعة أنظمة دكتاتورية وبهذا أوصل الرسالة إلى باقي الزعماء أن الفاعل هو الشعب وأنهم أجراء لخدمته، وأوضحوا للعالم أنهم يملكون الإرادة ويتطلعون للعيش بكرامة,مشيرا ولقد كان موقف حكام وزعماء العرب من الثورة على موقفين: فمنهم من سلم بها وعدالة مطالبها كأمير قطر بينما استمر آخرون بترديد مصطلحات التآمر والخيانة. ودعا خطيب ساحة الحرية بمحافظة عدن كل ثوار اليمن إلى التماسك والحذر من الفرقة والشتات، ضمانا لقوتهم وتحقيق مطالبهم، مشيرا أن صالح قد رحل إلى الأبد ولن يعود ، ويئس من أن يحكم الشعب ،إلا متى ما تفرقت الصفوف وحل الشقاق فإنه عائد فهو متمرس في صناعة الفرقة وضرب الشعب بعضه ببعض. وفي مدينة دمت بمحافظة الضالع قال خطيب ساحة الحرية "منير لمع" أن الثورة اليمنية لم تحقق هذا النجاح الذي حققته لو لم يكن هناك عزائم صلبة وإرادة قوبة تحلى بها الثوار في الساحات والميادين طوال الفترة الماضية ، مشيرا إلى أن صبرهم العجيب وتحملهم كل ما جرى لهم على أيدي قوات عائلة صالح قد أدهش العالم وجعله ينظر بإكبار وأعجاب للثورة المينة وللشعب اليمني . وفي جمعة من "نصر إلى نصر" قال لمع إن الثورة حققت أول أهدافها بإجبار صالح على التوقيع على رحيله وهو الانجاز التاريخي والهدف الرئيس للثورة خاصة وقد راهن البعض من بقايا عائلة صالح أن حبر قلمه لن يسيل على تلكم المسودة التي أرادها المولى عز وجل أن تكون نهاية حكمه . وأشار لمع إلى أن الثورة تحقق الانتصارات المتتالية وهي اليوم تنتقل من نصر إلى نصر وها هي اليوم وبعد أن كانت على الأرض تعلوا في السماء بانضمام صقور الجو الذين حلقوا بهاماتهم في السماء قبل أن يحلقوا بطائراتهم فخرجوا لإسقاط طاغية الجوية محمد صالح الأحمر ، ودعا لمع كافة القوى السياسية وفي مقدمتها أعضاء المؤتمر الشعبي العام إلى التكاتف والعمل الدؤوب لبناء يمن جديد ، يمن الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية . وأثنى لمع على دموع باسندوة التي قال انه بكى في أول خطاب له على وضع اليمن فيما لم يبك صالح علي الشعب طوال فترة بقائه في السلطة التي استمرت 3 عقود من الزمن ، وقال "بكى باسندوه فكان لبكائه وقع في قلوب اليمنيين وكانت دموعه رسالة فهما أولى الألباب وأما صالح فدخل من باب وخرج من باب" . وشهدت محافظة الضالع في جمعة من نصر إلى نصر مسيرة في جبن وأخرى في دمت عقب صلاة الجمعة باركت نجاح الثورة في إنهاء حكم صالح وتعهدت بالوفاء للشهداء وبناء اليمن الجديد . ففيا خرجت مسيرة حاشدة في مدينة جبن صباح اليوم شارك الآلاف من شباب الثورة في مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة الحرية بمدينة دمت عقب صلاة الجمعة جابت الشارع العام ذهابا وإيابا . وردد المتظاهرون الهتافات والشعارات المطالبة ببناء اليمن الجديد ومحاسبة الفاسدين ومن الهتافات : "ايش مطلبكم من قابوس .. يطرد مكسور الناموس .. " ، "الف تحية أبية ..لضباط الجوية ، من رفضوا الأسرية والشلة البلطجية " بعزائم كل الثوار .. رحلنا علي الغدار " ، " يا علي سقط القناع .. احبطنا خطة رداع " ، جمعتنا من نصر لنصر .. حتى يتسلم القصر " وشهدت محافظات الحديدة وشبوة وحضرموت ولحج وحجة ومأرب وصعده والجوف وفي جزيرة سقطرى خروج مسيرات مماثلة وحشود ضخمة فرحا في جمعة"من نصر إلى نصر",متعهدين بالاستمرار في الثورة حتى تحقيق جميع أهدافها. وجدد الثوار تأكيدهم على محاكمة صالح ورموز نظامه المتورطين في قتل المتظاهرين السلميين وتقديمهم إلى القضاء.
