تمثل طريق هيجة العبد، أهمية قصوى لسكان مدينة تعز التي تحاصرها مليشيات الحوثي الانقلابية للعام الثامن على التوالي، باعتبارها الشريان الوحيد الذي يربط المدينة بالعاصمة المؤقتة عدن ويستفيد منه قرابة 5 ملايين نسمة من السكان. وتشكل الطريق أهمية كبيرة وتعد الشريان الرئيسي والإنساني الذي يربط تعز بالعاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات، وعبره يتم إدخال المواد الغذائية والدوائية وغيرها من المواد الأساسية التي تبقى السكان على قيد الحياة.
وضع مزري ورغم الأهمية القصوى لهذا الطريق، إلا أنه يمر في وضع مزري للغاية، ويعاني من تشققات وحفريات ومن انهيارات صخرية بفعل الأمطار، الأمر الذي ضاعف من معاناة المواطنين الذين باتوا يشكون من إهمال رسمي من عدم صيانته، وحصار تفرضه المليشيات على جميع منافذ المحافظة. ويبلغ طول طريق "هيجة العبد" 9 كيلومترات ويمر في منحدرات شاهقة ووعرة ، وظلت حتى وقت قريب تصنف ضمن الطرق الريفية إلا أن ظروف الحرب والحصار أجبرت الملايين من ابناء محافظة تعز لاستخدامه باعتباره منفذاً وحيداً لهم، بسبب الحصار الحوثي. وطريق هيجة العبد لما لها من فوائد أبرزها تخفيف حدة الحصار الحوثي، لكنها لم تحظ بالاهتمام المطلوب من قبل الحكومة غير وعود لم تتحقق حتى لحظة كتابة هذه المادة، بالتزامن مع استمرار تهالك الطريق يوما بعد اخر.
طريق الموت وبدلا من كونها طريق للإنقاذ تحولت بسبب الإهمال الحكومي إلى طريق للموت السريع نتيجة لكثرة الحوادث الذي تشهدها بشكل يومي بسبب وعورتها ومنحدراتها الضيقة، لا سيما في ظل توقف أعمال الصيانة، وتسبب الأمطار بالانهيارات الجانبية للطريق، وكذلك تدهور طبقات الإسفلت في أجزاء كبيرة من الطريق. وكانت إحصائية رسمية، قد كشفت عن إجمالي عدد ضحايا الحوادث المروية في طريق هيجة العبد الرابط بين محافظة تعز والعاصمة المؤقتة عدن خلال الأعوام الخمسة الماضية. وبحسب الإحصائية الصادرة عن الإدارة العامة لشرطة المرور في مديرية المقاطرة بمحافظة لحج، بلغت عدد الحوادث المرورية في هذا الطريق 22 حادثا وتسببت بوفاة 42 شخصا وإصابة 151 آخرين وخسائر مادية تُقدر ب165 مليون ريال يمني.
مطالبات بإصلاحه وباستمرار يطالب السكان الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بالعمل على ضرورة الاهتمام بهذه الطريق المكبلة بالمخاطر والحوادث اليومية التي تواجه المواطنين وخاصة سائقو الشحنات الثقيلة لنقل البضائع للمدينة. وسبق أن نفذ العشرات من المواطنين سلاسل بشرية ووقفات احتجاجية للمطالبة بسرعة التدخل لإعادة تأهيل الطريق الوحيد الذي يربط تعز بالعاصمة المؤقتة عدن، منددين في الوقت نفسه بالتخاذل والتقاعس الرسمي، وعدم قيام المعنيين بمسؤوليتهم في صيانة طريق هيجة العبد. وسبقت هذه السلسلة البشرية حملات الكترونية، للمطالبة بإنقاذ طريق "هيجة العبد"، الذي يقع على منحدر جبلي يصل ارتفاعه إلى 3 آلاف متر عن سطح البحر، وفيه يتواجد نحو 45 منعطفًا.
مضاعف التكاليف وقال صلاح الرحال أحد سائقي الشاحنات، " نعاني منذ سنوات من انقطاع الطرقات الرئيسية، واليوم نعاني من الطرق البديلة والوعرة، التي تسبب لنا مشكلات بلا حساب، وتعمل على مضاعفة التكاليف بشكل كبير جدا" .
وأضاف في تصريح ل" الصحوة نت " طريقة هيجة العبد ضاعفت رسوم النقل، بسبب طول المسافة ووعورة الطريق، وفارق استهلاك الوقود، وهذا يتسبب برفع الأسعار ويفاقم من معاناة المواطنين ومناشداتنا لم تتوقف للجهات المسؤولية لكن لا مجيب. وأضاف أنه وبالإضافة لوعورة الطريق فهناك معاناة جديده وهي الجبايات والتقطعات والتعسفات في الخطوط والتي لها منذ سنوات ولكن زادت حدتها خلال هذه السنوات الاخيرة من زمن الحرب. وناشد الرحال الجهات المسؤولة بالعمل على إصلاح الطريق وتأمينها من عصابات قطع الطرق، والقاء القبض علي قتله عدد من المسافرين، رفع جميع نقاط الجبايات الغير قانونية.
تدشين العمل وفي منتصف مايو الماضي أعلن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، تدشين الأعمال في مشروع إعادة تأهيل طريق هيجة العبد، ومنذ ذلك الوقت يسود تفاؤل في أوساط المواطنين بأن ذلك سيضع حدا للمعاناة المستمرة منذ سنوات وسيخفف من وطأة الحصار الحوثي على محافظة تعز. وتبلغ مساحة الطريق الذي سيتم العمل فيه 8.7 كيلو متر مربع بتكلفة 20 مليون ريال سعودي، بتمويل من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن. واعتبر محافظ تعز أن تدشين وتنفيذ العمل بمشروع طريق هيجة العبد يعد انجازا تاريخيا كونه أحد المشاريع الاستراتيجية التي ينفذها البرنامج السعودي. وقال محافظ تعز، إن الطريق تشكل أهمية كبيرة وتعد الشريان الرئيسي والإنساني الذي يربط تعز بالعاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات ويستفيد منه قرابة 5 ملايين نسمة، مؤكدا أن تنفيذه يشكل انقاذا للمواطنين من الموت والحوادث اليومية التي تسببت بها وعورة الطريق.
تخفيف المعاناة كما سيعمل على تخفيف المعاناة حيث أن وعورة الطريق وصعوبته تسببت بارتفاع تكاليف النقل على السلع والبضائع ما بين 20% وينتج عن ذلك ارتفاع مضاعف للأسعار، وسيؤدي تنفيذ هذا الطريق الى كسر حدة الحصار الذي تفرضه المليشيات على تعز من عدة جهات منذ 8 سنوات. ويهدف مشروع إعادة تأهيل طريق عقبة هيجة العبد، بحسب دراسة للمشروع، إلى إصلاح الأضرار والانهيارات الجزئية فيه لرفع كفاءة السلامة المرورية، والحد من الحوادث على الطريق، وتسهيل حركة نقل الأفراد والبضائع، وتحقيق التنقل الآمن لعابريه. ويشكل المشروع أهمية حيوية ل(5.000.000) مليون شخص مستفيد، ويعد شرياناً رئيساً بين محافظة تعزوالمحافظات الأخرى، ويساهم في التقليل من مخاطر الطريق، التي قد تؤدي إلى خسائر في الأرواح بصفوف المواطنين.