أعلنت هيئة الثورة السورية اليوم عن سقوط 32 شهيدا في تظاهرات جمعة "تسليح الجيش السوري الحر", فيما حذر المجلس الوطني السوري من وقوع مجزرة في حي بابا عمرو في حمص بعدما فرض الجيش النظامي السوري سيطرته الكاملة على الحي عقب انسحاب "تكتيكي" للجيش السوري الحر قال إنه يهدف به إلى السماح بوصول وكالات الإغاثة إلى المدينة اليوم الجمعة لتقديم المساعدات وإجلاء الجرحى. وكان الجيش النظامي قد اجتاح الحي عقب انسحاب الجيش السوري الحر منه أمس الخميس، وذلك في اليوم الثاني من الهجوم البري الشامل الذي تشنه الفرقة الرابعة للجيش السوري التي يقودها شقيق الرئيس السوري الأصغر ماهر الأسد. وقال بيان صادر عن المجلس الوطني السوري "نطالب المجتمع الدولي والدول الإسلامية والعربية بالتدخل الفوري لوقف مجزرة محتملة خلال الساعات القادمة بحق عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ". وطالب البيان أيضا بالضغط على "النظام المجرم" من أجل السماح بدخول منظمة الصليب الأحمر الدولي لإجلاء الضحايا والجرحى وتوفير ممرات إنسانية وبشكل فوري لإدخال الاحتياجات الطبية والمساعدات الغذائية. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية إن "القوات النظامية قتلت في بابا عمرو 17 مواطنا من بينهم 12 قتلوا بالسكاكين"، مضيفا أن هناك شحا في المعلومات بسبب تقطيع أوصال الحي وصعوبة الاتصال. وتخوف العبد الله من تكرار ما جرى في بابا عمرو مع أحياء أخرى في المدينة وفي ريف حمص، وأضاف "نخشى أن تحمل الأيام بل الساعات المقبلة أنباء عن مجازر جديدة في الحي". وتسببت الحركة الاحتجاجية الواسعة في سوريا وحركة القمع التي تواجه بها منذ منتصف مارس/آذار 2011 إلى استشهاد أكثر من 7500 شخص، بحسب الأممالمتحدة. من جهة أخرى,تستعد قافلة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤلفة من سبع شاحنات "لدخول حي بابا عمرو" في حمص، كما أعلن متحدث باسم اللجنة التي تتخذ من جنيف مقرا. وقال مساعد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر سيباستيان كارليز "نستعد لدخول حي بابا عمرو"، مشيرا إلى أن "القافلة وصلت إلى حمص"، نقلاً عن تقرير لوكالة فرانس برس. وأعلن الصليب الأحمر أمس الخميس أنه تلقى "إشارات إيجابية من السلطات السورية حول مبادرته بشأن الهدنة الإنسانية".
من جهة ثانية، ندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة بالوضع "المروع" في سوريا، مؤكداً على ضرورة تحميل النظام "المجرم" مسؤولية أعمال العنف وقمع الاحتجاجات. وصرح كاميرون في بروكسل على هامش قمة أوروبية أن "المهم بالنسبة لي هو جمع الأدلة وتكوين صورة للوضع، بحيث يتحمل النظام المجرم مسؤولية أعماله". وتابع: "سيأتي يوم ولو طال الزمن، سيتحمل فيه هذا النظام المرعب مسؤولية أعماله". واعتبر أن سماح دمشق بوصول المنظمات الإنسانية إلى حمص خصوصاً "أمر حيوي (...) ليحصل الناس على المساعدات التي يحتاجون إليها".