ثلاثة وثلاثون عاما هي عمر التجمع اليمني للإصلاح، ولو نظر أي ناقد فاحص ومنصف، بعيدا عن التخندقات، وبعيدا عن ثقافة الثأرات القاصمة، سيجد أن الإصلاح قد ولد وترعرع وشب، وهو يحمل همَّ الوطن اليمني الكبير، بل ويحمل مشروع الوطن، ويساند الدولة، والنظام الجمهوري، ومانظر الإصلاح يوما للمصالح على حساب هذا الوطن الغالي، وماتطلع للحكم يوما بعيدا عن الأدوات القانونية المشروعة الموصلة إليه، ولاارتهن للغير على حساب سيادة الوطن، لذا فقد كان أعضاؤه وما زالوا يحملون هذا الهم الوطني، بعد تشربهم لحب وطنهم في إطار حزبهم العظيم، ولانقول هذا مزايدة، أو مجاملة، أو تزلفا، بل هي الحقيقة الماثلة في الواقع، والتي لايستطيع أحد نكرانها، وما تقديم التضحيات الإصلاحية الكبيرة من أجل الوطن إلا دليل واضح على مانقول، إنها تضحيات بالنفوس من أجل اليمن، مجسدا قول الشاعر قديما: يَجُودُ بالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الجَوادُ بِها والجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ . وكان الشهيد الزبيري رحمه الله قد ذكر ثلةً من الناس يَمنُّون بنضالهم الهزيل على الوطن فقال: وكم جاهلٍ لِحُقوقِ الوطنْ يريدُ على كُل شيءٍ ثمنْ إذا وَخَزَت رِجلَهُ شوكةٌ تقاضى جزاءً عليها ومَنْ هؤلاء الذين يمنون على وطنهم يرفضهم الإصلاح، لأن الإصلاح قدم كل التضحيات من الشهداء، وما مَنَّ على وطنه بذلك، إنما كان ومايزال يدافع عن الوطن، ويحمي الوطن، ويساند المشروع الوطني، ويدعم النظام الجمهوري، ويتطلع لدولة مدنية ديمقراطية حرة، تنتهج العدل والمساواة، وتعمل على رفاهية المواطن، هذا هو الإصلاح الذي أثبتت مواقف قياداته وأعضائه في ظل الأزمات المتتالية في اليمن أنه الحزب الوحيد الذي ظل متماسكا من أجل الدفاع عن الوطن ومشروع الوطن، في ظل استهداف متعدد للإصلاح من أطراف مختلفة لاتروقها نهج الإصلاح الوطني، ومشروعه الوطني، ومع ذلك صمد صمودا لايقوم به إلا الوطنييون الأحرار، وقدتحطمت بفضل الله كل مؤامرات الأعداء، ومايزال الإصلاح يقاوم بشراسة صلفَ أعداء المشروع الوطني في جبهات متعددة،هذا هو الإصلاح الذي نحتفي اليوم جميعا بعيد تأسيسه ال33 ،وقد حقق في مسيرته المشرقة،_وفي الزمن الصعب_ مالم يحققه الآخرون،ونقول في هذه المناسبة الهامة، أيها الإصلاحيون عليكم أن تفخروا بحزبكم المتميز ،وأن تتسع صدوركم وقلوبكم لكل من ينتقدكم ، فالشجرة المثمرة هي التي تُستهدف لاسواها، والكبير كحزبكم سيظل كبيرا بمنهجيته المتميزة، ورؤاه النيرة، وقيمه الفريدة ، وأهدافه السامية،وعمله النافع، ونضاله الدؤوب،وعليكم أن لاتنشغلوا كثيرا بأولئك الذين يحقدون عليكم دون سبب،بل لحاجة في نفوسهم المريضة، أولتنفيذ أجندة ممولة من هنا وهناك، تهانينا للجميع بذكرى تأسيس الإصلاح الثالثة والثلاثين،ومزيدا من التألق والفاعلية، من أجل خدمة الدين والوطن، والجماهير المتطلعة لنهجكم التغييري، ونضالكم البارز، ورؤاكم الثاقبة النيرة، ووسطيتكم الواضحة،ومواقفكم الوطنية.
وسيبقى و جهُك المشرقُ ياوطني بالضوءِ منا مُشرقا وسيبقى قاهرُ الشعبِ على وجهِ أرضي عدماً لن يُخلقا.!!