مازالت ميلشيات الحوثي تحاصر مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) للعام الثامن على التوالي، ومع هذا الحصار دفع المواطنون ثمناً باهظاً. في ذات الوقت قدم حزب الإصلاح تضحيات كبيرة سواء على مستوى القيادات أو الأعضاء والذين كانوا قوة فاعلة في الدفاع عن المدينة. وعقب سطوة ميلشيات الحوثي على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، بدأت بالتمدد نحو المدن والمحافظاتاليمنية المختلفة، ومنها مدينة تعز، وكغيرهم من أبناء المحافظات وقف أبناء تعز وقفة رجل واحد في وجه المليشيات، حاملين على عاتقهم مهمة الدفاع عن المدينة وعدم المساح للمليشيات الحوثية بالسيطرة عليها. وفي وقت مبكر أدرك حزب الإصلاح خطورة سيطرة الميلشيات إلى المدينة، وحشد طاقاته مع كافة المواطنين في المدينة والذين مثلوا حاضنة شعبية قوية للمواجهة. وكان هدفاً رئيساً لجرائم الاغتيالات، وحالة الفوضى التي كان يراد لها أن تكون واقعاً في المدينة المكتظة بالسكان. أروع الملاحم وسطر حزب الاصلاح إلى جانب المكونات الأخرى، أروع المواقف والملاحم في الدفاع عن المدينة من الإمامة الكهنوتية، وكان في مقدمة الصفوف لينال أفراده وقياداته النصيب الأوفر من التشريد والتنكيل والاختطاف والاغتيال. أدرك الإصلاح في تعز عظم المسؤولية الملقاة على عاتق القوى السياسية الوطنية في التصدي لعودة الإمامة، ومن مدينة الثقافة شارك بفاعلية مع بقية القوي الوطنية في تشكل طلائع المقاومة الشعبية التي انخرط فيها أبناء المحافظة على اختلاف توجهاتهم، فجمع الإصلاح بين الأداء السياسي الوطني، وبين ثقافة المقاومة والتوعية بضرورتها في كبح جماح المليشيات الإيرانية ودحر انقلابها، والعمل على استعادة الدولة والشرعية. وخاض أبناء تعز ومعهم قيادات وأعضاء وكوادر الإصلاح معركة التحرر بكل بسالة، وسقط آلاف الشهداء والجرحى الذين قدمتهم الحالمة تعز، من أجل الحفاظ على المدينة، ومنع سقوطها في يد الكهنوت، فأثمرت تلك الدماء الزكية، وبقيت بفضلها تعز شامخة كجبل صبر العظيم، ولقنت المليشيات دروسا لن تنسى. معركة وعي وقال أحمد عثمان رئيس الدائرة الإعلامية بمحافظة تعز "إن إصلاح تعز قدم الكثير للمحافظة واليمن من قبل الانقلاب ومن بعده فهو حزب يهتم بالتوعية والتثقيف الوطني". وأضاف في تصريح ل "الصحوة نت"، "أن المعركة تعتبر معركة وعي، وكان لهذا الوعي أثرا كبيرا في صمود تعز التي قاومت الاجتياح الحوثي وأفشلت المشروع وأوقفته وأصابته في مقتل بسبب وعي ويقظة أبناء تعز واستنفارهم لمحاربة المشروع الإمامي وادراكهم بشاعة هذا المشروع ولا شك فالإصلاح كان في مقدمة روافع الوعي بتعز حشدا للطاقات ورافعا لواء الفداء والتضحية.". وأشار "أن اصلاح تعز قدم صناعة الوعي ورفع الروح وقام بتحشيد تعز بقواها الوطنية ورجالها ووجاهاتها الفاعلة وشبابها حتى اعتبرت الدفاع عن تعز قضية كل امرأة ورجل لتصبح معركة تحرير هوية ووطن ولتقف تعز كلها سدا مانعا ومنيعا سقطت أمامها جحافل العنصرية وكتائب الموت لتصبح تعز مستنقع موت مرعب للمستكبرين تلاشت أمام صمودها الأطماع، والأوهام والأحلام السوداء". وقال عثمان: "تم استهداف الاصلاح وقياداته مبكرا حيث تم اغتيال الأمين المساعد لإصلاح تعز الشهيد صادق منصور قبل الانقلاب في عملية غادرة كانت تستهدف تحجيم دور الاصلاح وارباك مسار الدفاع عن المحافظة من المؤامرات المتداخلة وهو ارفع شخصية تغتال بتعز منذ اغتيال الشيخ محمد علي عثمان في السبعينات". وأوضح ان عملية الاغتيال الثانية في صفوف القيادات الاصلاحية بتعز لتمتد يد الغدر إلى القائد ضياء الحق الاهدل رئيس دائرة النقابات واحد أهم مؤسسي مجلس المقاومة الذي تم اغتياله في أكتوبر 2021، ظنا من الفاعلين انها ستضعف جبهة المقاومة في أهم محافظة يمنية لكن كعادة الشهادة والدماء فإنها تثير مشعل التضحيات وتنبت القادة والابطال. وقال عثمان "إن الإصلاح استمر في مسار النضال كرائد لا يكذب أهله واستمرت التضحيات وكلما ذهب منا قائدا تنبت الارض ألف قائد، وكان الاصلاح كحزب هو الحزب الوحيد الذي تعرض قيادته للاغتيالات دون غيره ظنا من القتلة أن هذا سيؤثر في عزيمة وأداء الإصلاح وهو وهم تكذبه الوقائع والواقع". دور نضالي وعن تضحيات الإصلاح في مسار المعركة والدفاع عن تعز والجمهورية قال عثمان إن هذا مالا يتسع المقام هنا لسرده لأنه يحتاج إلى مجلدات فالإصلاح يقف في مقدمة قوى تعز الحية في التضحية والفداء ولهذا يتعرض لحملة تشويه واستهداف اعلامي مستمر من قبل أجهزة ومنصات اعلامية ممولة ومتنوعة تجمع كل خصوم اليمن وأعداء هذه المحافظة التي ينظر إليها كرافعة للنظام الجمهورية وقاعدة للثورة وحصن للمشروع اليمن الوطني كما ينظر للإصلاح أنه يمثل روح المشروع المقاوم وعموده. إن الدور النضالي للإصلاح بتعز وعلى المستوى الوطني مستمر، وتضحيات الحزب في سبيل استعادة الدولة شاهدة على استمراريته، وقناعة الإصلاح اليوم تطالب باصطفاف وطني جمهوري ورفع مستوى خطط التحرير لتكون أكثر فاعلية، حيث إن تعز هي قاعدة تحرير اليمن الكبير. ولا يفوت إصلاح تعز أن يؤكد في كل مناسبة أن تضحيات أعضائه مع كافة القوى الوطنية وجماهير المحافظة الباسلة هي من أجل كرامة الشعب وحماية الجمهورية، واستعادة الدولة المختطفة من قوى الظلام، وأنه ماضٍ على هذا العهد كحزب وطني سطع من بين صفوف الشعب ويعد أهم روافع النضال الشعبي.