دعا الشيخ ناصر دعقين عضو لجنة الوساطة بين القبائل والحوثيين بحجة رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني إلى تحمل مسئولياتهم فيما يدور في كشر ومستبأ بالمحافظة, وطالبهم في رسالة إليهما بالقيام بدورهم بحماية المواطنين والقيام بواجب الدولة وبسط نفوذها وتطبيق النظام والقانون ضد كل مخالف لها. وكشف دعقين في حوار مع " الصحوة نت",أن الحوثيين وعدوا بنزع الألغام خلال ثلاثة أيام بعد توقف الحرب,لكنهم لم يقوموا بذلك وحملهم المسئولية الكاملة عن سقوط المزيد من الضحايا.
وطالب دعقين الحوثيين إلى الالتزام بتنفيذ بنود الصلح والعمل على التعايش السلمي وعدم فرض الفكر بالقوة والسلاح وتغليب مصلحة الوطن على الاعتبارات الأخرى وأن يكون الحوار البناء هو الحل لكل القضايا والتعبير عن الأفكار والرؤى بالطرق الرسمية كون لغة العنف ليست حلاً أبداً.
وأكد أن السلطة المحلية بالمحافظة لم يكن لها أي دور في الحرب بين القبائل والحوثيين وكانت غائبة مما يحدث في حجور من إراقة للدماء وتشريد لآلاف الأسر تماماً.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسل الصحوة نت بحجة الزميل علي حسن:
* في البداية أين وصلتم في لجنة الوساطة بين القبائل والحوثيين؟ - توصلنا في لجنة الصلح والتي شكلت للتواصل بين القبائل والحوثيين بكشر وإيقاف نزيف الدم التي تراق إلى إيقاف الحرب وفتح الطرقات التي كانت قد أغلقت بسبب الحرب بين القبائل والحوثيين وعمل هدنة إلى أن تم تنفيذ بنود الصلح التي أبرمت بين الطرفين .
* منذ بداية الحرب ولجنة الوساطة بين القبائل والحوثيين متواجدة في أماكن النزاع ..ما الأدوار التي قامت بها اللجنة؟ - عند اندلاع الحرب الأولى بين قبائل حجور والحوثيين طلبنا من السلطة المحلية أن تقوم بواجبها آنذاك إزاء ما يحدث في عاهم ووقف الحرب ونزيف الدم، وتم حينها الاجتماع مع الأخ المحافظ "فريد مجور "وزير الزراعة الحالي لمناقشة الوضع في حجور وكان الاجتماع بحضور اللجنة الأمنية، وخلص الاجتماع مع الأخ المحافظ بإرسال لجنة وساطة إلى منطقة الحرب وقد كلفت لجنة ممثلة من (وكيل المحافظة المساعد الشيخ عبد العزيز الغادر، ويحيى هاشم سلبة، والشيخ عبد الله وهبان، والشيخ ناصر دعقين)، وفور تشكيل اللجنة نزلت إلى مديريتي "كشر ومستبأ" التي يدور فيها الصراع، وقد التقينا بكل من مشائخ كشر وعلى رأسهم "الشيخ محمد صالح الزعكري رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي بالمحافظة، والشيخ محمد حمود العمري، والشيخ زيد عرجاش، والشيخ مبخوت زيد السعيدي " وعدد كبير من مشائخ كشر، وأيضاً التقينا بيوسف المداني من طرف جماعة الحوثي، وكان الحوار معهم طويل واستمرت اللجنة لأكثر من 17يوماً حتى توصلنا إلى إبرام صلح تم توقيعه من الطرفين في حينها وكان هذا في بداية الحرب، وتم إيقاف أطلاق النار وإنزال الأرتاب ورفع النقاط المسلحة من الطرقات ما عدا نقاط الجيش والأمن في الطرقات العامة، كما تم الاتفاق على عدم الاعتداء على المرافق العامة والمنشئات الحكومية والخاصة والبدء في عملية تبادل الأسرى من الجانبين، وقد كان تاريخ هذا الصلح في 7/12/2011م، وأصبح الصلح ساري المفعول واستمر إلى أن نشبت الحرب الثانية وخرق الصلح .
* من الطرف الذي خرق الصلح؟ - عندما تحققنا من موضوع خرق الصلح وحاولت اللجنة معرفة الحقيقة كونها جادة في تنفيذ الصلح الذي ابرم بين الجميع، إلا أن كل طرف يتحجج بأنه حصل عليه اعتداء من الأخر وحصلت عليه مقاتيل مما أدى إلى نشوب الحرب الثانية، وأسفت اللجنة حينها من خرق الصلح وعدم الالتزام بما ورد فيه .
* ما الدور الذي قامت به اللجنة بعد خرق الصلح الأول؟ - في تاريخ 27/1/2012م قام كل من "الأستاذ أحمد الكحلاني، والشيخ علي بن علي القيسي، والأستاذ زيد الشامي، والأستاذ محمد مسعد الرداعي"، بالنزول إلى مناطق الحرب للحوار والتشاور مع الأطراف المعنية وتوصلوا إلى صلح جديد وقع عليه "الأستاذ زيد الشامي ومحمد مسعد الرداعي"، ومن الحوثيين "يوسف الفيشي، وعلي العماد" وكذا بحضور وتوقيع "أحمد الكحلاني والشيخ علي بن علي القيسي" ونص الاتفاق على (وقف الحرب – فتح الطرقات – عودة جميع المسلحين من خارج المحافظة إلى محافظاتهم – التفاهم مع وجهاء كشر ومستبأ لتهيئة الأجواء وعودة الأمور إلى طبيعتها، ثم تم عرض الصلح على القبائل والحوثيين واتفق الجميع على ذلك وشكلت لجنة لمتابعة التنفيذ ، وتوقف الجميع وطلبت اللجنة إيقاف الحرب أولاً وتوقفت، ثم حاولنا بعدها السعي لتنفيذ بقية البنود كفتح الطرقات وغيرها وتوقف عمل اللجنة إلى هنا .
* بالرغم من تواجدكم في المنطقة وبالقرب من أماكن النزاع إلا أن الحرب كانت تشتعل بين الفينة والأخرى ..توضيحاتكم؟ - هذا الكلام غير صحيح الحرب توقفت مادامت اللجنة مستمرة في عملها، إلا أنه كانت تحصل بعض الخروقات كإطلاق النار وكنا نتواصل مع الطرفين ونحتوي الموقف ويتم إيقاف ذلك في وقته .
* هل نفذت مساعي الصلح التي وقع عليها الطرفان أم أنها كانت حبراً على ورق؟ - بالنسبة للصلح الأول معظم البنود من الصلح نفذت وبقي جزء بسيط منها، بل تحقق منها أهم البنود الجوهرية، وقد تمت ونفذت بالكامل مثل وقف الحرب والنزول من الأرتاب، كما تم تبادل الأسرى بين الطرفين، والذي تبقى خروج المسلحين من المنشآت العامة وهذا بالنسبة للصلح الأول. أما بالنسبة للصلح الثاني فلم ينفذ منه سوى بند واحد وهو وقف إطلاق النار، وفتح الطريق (عاهم – مستبأ) فقط ولا زالت باقي البنود لم تنفذ إلى الآن وهي ( خروج المسلحين، ورجوع المسلحين الذين جاءوا من محافظات أخرى إلى محافظاتهم، ووقف الأعمال المسلحة والتوسع المسلح من جميع الأطراف ).
* يتهم البعض لجنة الوساطة لجنة بأنها منحازة إلى الحوثيين وظلت تراوح مكانها ..ماردكم؟ - هذه الاتهامات غير صحيحة قد يكون هناك علاقات مميزة ومحترمة بهذا الطرف أو ذاك ولكن لا يعني أنها تنحاز للحوثيين، واللجنة استطاعت وقف الحرب ونزيف الدم، وهو عامل أساس لحل القضية وإنهاء الحرب، وفتح الطرقات، ويعد هذا إنجازاً كبيراً للجنة والذي ركز عليه كجانب إنساني لمساعدة الناس لنقل احتياجاتهم الأساسية من دون اعتراض في الطريق العامة وهو إنجاز مهم، وإن شاء الله سيتم معالجة ما تبقى من إشكالات وتنفيذ باقي البنود الأخرى .
* هل صحيح أن هناك خلافاً بين أعضاء اللجنة بسبب تعنت البعض في رفع المتاريس والأرتاب؟ - ما حصل بين اللجنة ويحصل لم يكن خلافاً وإنما إشكالات يتم معالجتها في وقتها، واللجنة منسجمة ومتفقة على تنفيذ البنود التي توافقت عليها الأطراف جميعاً، وإذا كان هناك نوع من الخلاف فهو حول تنفيذ آلية الصلح، وقد اتفقنا جميعاً على العودة إلى اللجنة المركزية بصنعاء لمناقشة الآلية والاتفاق عليها بصورة أوضح، وهناك تصميم على إنهاء ما يحدث في حجور من قبل اللجنة، أما الطرف المعيق لجهود اللجنة فسيتم في حينها توضيح ذلك للجنة المركزية في صنعاء .
* من الطرف المعرقل للصلح برأيك؟ - نحن لا نتهم أحداً بأنه معرقل للصلح أو لغيره، نحن في اللجنة لمسنا تعاوناً وتجاوباً من الجميع، وإن كان هناك تجاوزات فهي طفيفة، ودورنا في اللجنة الترميم والخروج من الحروب إلى التعايش السلمي، ونحن بدورنا ندعوا الجميع إلى التعايش السلمي كون العنف لا يفضي بصاحبه إلا إلى الدمار والهلاك، وأقول إذا وجدت نية صادقة من الجميع فستنتهي الحروب ويعود الانسجام بين الجميع أما إذا كان هناك نوع من إضمار الشر إزاء الآخر فسينكشف أمر من يخطط لذلك ويكشف أمام الملأ.
* ما يحدث في عاهم هذه الأيام من هدوء وهدنة هل هو عودة تلك الأطراف لترتيب نفسها والعودة للحرب من جديد؟ - اللجنة أبلغت القبائل والحوثيين بأنها ستظل في منطقة أبو دوار بمديرية مستبأ وهي منطقة وسط بين الطرفين لمراقبة الأوضاع هناك، وقد تم إيقاف إطلاق النار من قبل الطرفين وكان هذا العامل مساعداً على تحقيق الهدنة والهدوء في المنطقة، ونحن نأمل أن تكون النوايا صادقة للصلح وعدم العودة للحرب من جديد والاحتكام إلى المنطق والعقل والحكمة والحوار البناء والجاد كونه الحل الأنسب لكل القضايا، والواهم من يفكر في غير ذلك.
* تشهد منطقة "عاهم" هذه الأيام حرباً بطريقة جديدة ..وهي انفجار الألغام التي زرعها الحوثيون .. ما الهدف من ذلك؟ - نعم هناك ألغام زرعت في مناطق محاذية لعاهم وأيضاً في بعض المناطق التي انسحب منها الحوثيون وقد سببت لنا ذلك إشكالية كبيرة في عملية الصلح، وقد طلبت اللجنة من الحوثيين عندما تم انسحاب مسلحيهم من مواقعهم بسرعة نزع تلك الألغام التي زرعوها فهم المعنيون في نزعها ويعرفون الخريطة لتلك الألغام، واللجنة استنكرت هذا العمل واستنكرت انفجار تلك الألغام التي ما زالت تحصد المزيد من المواطنين والأطفال والنازحين العائدين إلى قراهم إلى اليوم، وقد أبلغنا الحوثيين بنزعها وأبدوا استعدادهم خلال ثلاثة أيام.
* هل نزعت الألغام فعلا أم لا، وما دوركم إزاء ذلك؟ - للأسف الشديد لم يقوموا بذلك وهم من يتحملون المسئولية حول سقوط المزيد من الضحايا، ونحن طلبنا من الحوثيين نزع تلك الألغام وتأمين القرى والتأكد من خلوها من الألغام كونهم المعنيين بزراعتها، وطلبنا أيضاً مساعدتهم في المجيء بخبراء في نزع الألغام إن أرادوا ذلك، ونكرر الدعوة لهم بنزع الألغام كون انفجارها في الأطفال والشيوخ والنساء الذين يقتلون يومياً بفعلها يعد جرائم ضد الإنسانية ونحن ندين ذلك بشدة.
* ماذا عن رفع النقاط والمتارس والأرتاب والتمركز في الجبال من قبل الطرفين؟ - بعد أن توقفت الحرب وفتحت الطرق حاولنا في اللجنة أن نقوم بإخلاء مواقع التماس بين الطرفين وهي (منطقة الحازة، ومبنى المعهد المهني، والأمن العام)، وقد أخلي المسلحون منها من قبل الطرفين (قبائل حجور، والحوثيين ) ووضعت اللجنة مراقبين في هذه المواقع للتأكد من عودة المسلحين إليها وتم اختيار الشيخ مبخوت نهشل من قبل الطرفين للرقابة على ذلك وهو عضو في لجنة الإشراف على تنفيذ الصلح . وبالنسبة لرفع النقاط تم رفع المسلحين منها وهم بجوار الطريق العام ولم يحدث اعتراض على ذلك .
* برأيكم أين دور السلطة المحلية مما يحدث في حجور؟ - للأسف الشديد السلطة المحلية لم يكن لها أي دور بل كانت غائبة مما يحدث في حجور من إراقة للدماء وتشريد لآلاف الأسر تماماً، وتم التعامل مع ما يحدث في حجور بطريقة أنه ليس لها أي دخل مما يحدث بين القبائل والحوثيين وكأن الأمر لا يعنيهم أبداً، وهذا بلاشك سبب لنا الكثير من الإشكالات كوننا لم نجد داعماً فيما يتم التوصل إليه، ولكن اللجنة استطاعت أن تحقق الكثير بفضل انسجامها ومواصلتها جهود الصلح الليل والنهار في سبيل إيقاف الحرب والتوصل إلى حلول ناجعة .
* ما الدور الذي تودون أن يلعبه المحافظ الجديد بخصوص ما يحدث في حجور؟ - نأمل من المحافظ الجديد العميد علي القيسي الذي كان له دور في دعم الصلح الأخير وداعم وراعي له وله معرفة كبيرة بحل القضايا لخبرته وحنكته وعلاقاته الواسعة بين جميع الأطراف، ولاشك أن العميد القيسي يعرف ما يدور في حجور ودوره مهم في نزع فتيل الحرب وبسط نفوذ الدولة هناك والحفاظ على أمن المواطنين وإنهاء الإشكالات والحروب نهائياً، هذا ما نأمله من المحافظ الجديد ونأمل المزيد أيضاً كإحلال السكينة العامة وإنهاء النزاعات والثارات وغيرها ليعيش الناس في سلام وأمن وطمأنينة .
* سمعنا عن تجدد اشتباكات بين القبائل والحوثيين خلال اليومين الماضيين ..ما صحة ذلك؟ - نعم حصلت بعض الاشتباكات بين الطرفين ولكن تم التواصل والاتصال بهم ووقفت تلك الاشتباكات، وقد كان ذلك بسبب دخول سيارة لنقل بعض المسلحين قالوا إنها أخذت في قطاع وتم إبلاغ الحوثيين بها وحاولوا إيقافها ولكنها لم تقف أثناء مرورها في الشارع وتم تبادل إطلاق النار بعدها مما أدى إلى سقوط قتيل في أبو دوار وأصحاب السيارة حصل منهم قتيل أيضاً وجريحين وتواصلت اللجنة حينها بجميع الأطراف وتم إنهاء الإشكال.
* ماذا عن عودة النازحين إلى قراهم؟ - هذا بند من بنود الصلح ولكن يعتبر امتناع النازحين عن العودة إلى قراهم بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون في قراهم التي نزحوا منها ولم يستطيعوا العودة إليها حتى يتم نزع الألغام من قبل الحوثيين والتأكد من إخلائها تماماً، وعودة النازحين تعتبر من الأولوية كون ظروفهم أصبحت مأساوية وحرجة للغاية .
* هل هناك مسئولية على الحكومة بشأن الألغام التي زرعت؟ وما الدور المطلوب منها في هذا المجال؟ - هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق رئيس الجمهورية والحكومة إزاء الأرواح التي تُزهق كل يوم جراء انفجار تلك الألغام كون مواطنو حجور يعتبرون جزءاً من الجمهورية اليمنية وليسوا من دولة أخرى كونهم يسمعون كل يوم تلك الانفجارات، وبالتالي يتحملون المسئولية الكاملة في ذلك لأنه باستطاعتهم إنزال لجان وخبراء في نزع الألغام لإنقاذ الناس من الموت .
* كلمة أخيرة أو رسالة تود أن تقولها في نهاية هذا اللقاء؟ - رسالتي هي إلى الأخ رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني أن يتحملوا مسئولياتهم فيما يدور في كشر ومستبأ بمحافظة حجة وأن يقوموا بحماية المواطنين والقيام بواجب الدولة وبسط نفوذها وتطبيق النظام والقانون ضد كل مخالف لها. ورسالة أخرى إلى الحوثيين أن ينفذوا بنود الصلح والعمل على التعايش السلمي وعدم فرض الفكر بالقوة والسلاح وتغليب مصلحة الوطن على الاعتبارات الأخرى وأن يكون الحوار البناء هو الحل لكل القضايا والتعبير عن الأفكار والرؤى بالطرق السلمية كون لغة العنف ليست حلاً أبداً.