الإرادات التي لا تنكسر؛ تكسر غيرها، و الإرادة التي لا تنهزم؛ تنصر، و تهزم سواها ! ماذا صنعتِ يا غزة ؟!
خمسة عشر شهرا، و طائرات حرب الإبادة محلقة في سمائك ليل نهار ، و مدافع اللهب الصهيوصليبي تقصف على مدار الساعة، و دبابات مختلفة الصنع تقصف البشر، و الشجر، و الحجر بنوازع امتلأت شرا، بنية ألا تبقي و لا تذر، و الجسور الناقلة لأسلحة الدمار و قذائف الإبادة ممتدة بلا توقف من عواصم حلفاء الشر ، و الدمار .!!
طُويت صفحات الخمسة عشر شهرا ببؤسها و بشاعتها، و تطاول نتنياهو و فريق حربه و جميع حلفائه بأعناقهم؛ رجاء أن يرسموا بسمة التشفي لما سيرونه من انكسار في غزة، و الضفة، فلم يتراءى لهم غير عصا السنوار منتصبة بشموخ، و صور هنية، تلوح باعتزاز، و ذكريات أحمد اسماعيل ياسين، و أمثالهم و أبنائهم و أحفادهم ، يملؤون الرحب بهمة ، و قوة، و شموخ، و نشاط.
و بشموخ المسؤولية الإنسانية ، قاموا يسلمون أسيرات الكيان وسط احتفاء يملؤ الدنيا دويا. و صورة أخرى في الضفة، و هم يستقبلون معتقليهم من سجون المحتل بالغطاريف، و الأهازيج، و أناشيد الفخار، و البهجة الضافية التي زادت نتنياهو و فريقه عذابا فوق العذاب.
ما الذي ادخره قادة حرب الإبادة في تل أبيب ، من أسلحة الدمار و الخراب لم يستخدموه؟ و ما أخلاقيات الحرب ، و حقوق الإنسان التي لم ينتهكها الغرب لأجل الكيان اللقيط؟
إنه انتصار لم تبتهج به غزة وحدها ، ولا فلسطين فحسب، و لكنه نصر استوعب العالم العربي و الإسلامي، و كل الأحرار في العالم.
الإرادة المنتصرة، صف يتماسك، و ثبات لا يتزعزع، و عمل مستمر، و قيادة تتحد،و لا تلين،و نكران للذات من القمة حتى القاعدة.
طوفان البداية كان مزلزلا ، و طوفان النهاية كان مبهجا، كانت البداية بندقية، يحمله المجاهد في سبيل الدفاع عن الحق، و استرداد الحق السليب، و كانت النهاية قلم يفاوض باعتزاز و اقتدار ؛ يعزز أهداف الطوفان، و لسان الحال يقول: و إنه لطوفان نصر أو استشهاد.